العلمان الإيراني والقطري (أرشيف)
العلمان الإيراني والقطري (أرشيف)
الأربعاء 27 فبراير 2019 / 18:20

تقارب خطير.. قطر وإيران والإرهاب ثالثها

علّقت الباحثة البارزة في "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات" فارشا كودوفايور على استمرار قطر في التقرب من إيران عارضة المنافع المادية التي جنتها الأخيرة بسبب سياسات الدوحة. وذكرت كودوفايور التي تركز في أبحاثها على شؤون الخليج العربي، كيف أرسل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني برقية تهنئة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني بمناسبة الذكرى الأربعين على الثورة الإيرانية، وكذلك فعل نائب الأمير ورئيس الوزراء القطريين.

وعرض موقع "ذا بيننسولا" القطري شبه الرسمي والذي ينقل الأخبار بالإنجليزية بعض التقارير الاحتفالية تضمنت صورة للسفير الإيراني في قطر يقطع قالب حلوى مع عدد من الوزراء القطريين. وهذه هي آخر المؤشرات عن استمرار انجراف الدوحة إلى الجانب الآخر من الخليج.

لا مؤشر على تغيير سياستها
توطدت العلاقات القطرية الإيرانية منذ أن فرضت السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر مقاطعة قطر في يونيو (حزيران) 2017 بعدما اتهمت الدوحة بدعم المجموعات الإسلاموية، واستضافة المتطرفين، إضافةً إلى الاستثمار في علاقات وثيقة مع إيران.

وبعد شهرين من فرض المقاطعة، أعادت قطر كامل العلاقات الديبلوماسية مع طهران في تحدٍ للكتلة التي تقودها السعودية، والتي طلبت منها إغلاق جميع البعثات الإيرانية في قطر، وطرد عناصر من الحرس الثوري، والالتزام بالعقوبات المفروضة على إيران.

ومع توجه المقاطعة نحو سنتها الثالثة، لا تظهر قطر أي إشارة على تخليها عن طهران.

الدوحة تثري إيران
منذ المقاطعة، تضخمت التجارة بين قطر وإيران، وتضاعفت الصادرات الإيرانية للدوحة. وبعدما منعت الدول المقاطعة الخطوط الجوية القطرية من استخدام أجوائها، أصبحت الأجواء الإيرانية تحتضن 200 رحلة قطرية إضافية في اليوم الواحد بالمقارنة مع ما كانت عليه الأمور قبل المقاطعة، ما يجلب لإيران 2000 دولار للرحلة الواحدة، كُلفة رسومها على استخدام مجالها الجوي.

وأضافت شركة الطيران القطرية أخيراً مزيداً من المسارات نحو إيران بما يساوي 20 رحلة أسبوعية دون توقف.

وانتقد وزير خارجية قطر إعادة الولايات المتحدة العقوبات على إيران قائلاً إنّ قطر تقف ضد "الإجراءات الأحادية ضد أي دولة" وأن "العقوبات ليست السبيل للمضي قدماً".

وعلاوة على ذلك، وبعد أيام فقط من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، استضافت الدوحة لجنة اقتصادية مشتركة بين البلدين، لأول مرة منذ 13 عاماً.

تفتخر بروابطها مع إيران بوقاحة
بشكل لافت للنظر، تدبرت الدوحة أمر توطيد علاقتها مع واشنطن في الوقت الذي كانت تتقرب فيه أكثر من طهران.

أنشأت واشنطن والدوحة السنة الماضية حواراً استراتيجياً سنوياً على مستوى وزاري، انعقد مرتين. في تلك الاجتماعات وافقت قطر على التشدد في مسألة تمويل الإرهاب، وتوطيد التعاون مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وتوسيع قاعدة العديد التي تضم مقرات متقدمة للقيادة المركزية الأمريكية.

وتطالب الباحثة واشنطن، في هذا السياق، بضرورة الامتناع عن مكافأة حليف يفتخر بعلاقاته مع إيران بوقاحة، في الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على عزل إيران اقتصادياً وديبلوماسياً، فالمقاطعة التي تقودها السعودية ليست عذراً للارتماء في حضن أكبر دولة راعية للإرهاب حول العالم.
 
ويجب على واشنطن، حسب الباحثة، أن تشترط على قطر تقديم برهان ملموس على ابتعادها عن إيران إذا أرادت استمرار الحوار الاستراتيجي معها، والتواصل مع الأمريكيين على مستوى رفيع في المستقبل.