عائلات مقاتلي داعش تغادر بلدة الباغوز السورية (أرشيف)
عائلات مقاتلي داعش تغادر بلدة الباغوز السورية (أرشيف)
الأحد 3 مارس 2019 / 10:36

هل فشلت سياسة واشنطن في سوريا؟

تشهد السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط تحولات هائلة، واضعة نهاية لحرب ومنذرة ربما بحرب أخرى. واجتمع بواشنطن، في 6 فبراير( شباط) الماضي أعضاء من 79 دولة من التحالف الدولي لمحاربة داعش، فيما تخطط الولايات المتحدة للانسحاب من سوريا، في ظل هزيمة وشيكة للتنظيم الإرهابي.

يكمن التحدي الأكبر بالنسبة للولايات المتحدة في كيفية تبرير انسحابها من سوريا مع الإبقاء على وجود عسكري في العراق

وحضر وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في 14 فبراير( شباط) الماضي، قمة في وارسو ضمت 60 دولة قال إنها مهمة لمواجهة إيران في الشرق الأوسط. وقال بومبيو إن حزب الله وحماس والحوثيين في اليمن وسواهم من معالم "النفوذ الإيراني الخبيث" يمثلون تهديدات إقليمية.

ترابط
وكتب، في موقع "ناشونال إنتريست"، سيث فرانتزمان، صحفي ومدير تنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتحرير والتحليلات، عن هزيمة ميدانية كبرى لحقت بداعش، إذ خرج بضعة آلاف من مدنيين ومقاتلين من الباغوز، آخر القرى التي كان يسيطر عليها عند ضفة الفرات. ولكن الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية، يحذر من انتشار عشرات الآلاف من المتعاطفين مع التنظيم ومقاتليه واختبائهم في مناطق عراقية وسورية.

ويترابط هذا القول مع تقارير شبه يومية من العراق عن تحركات داعش في مساحة تمتد من الأنبار إلى مناطق محيطة بكركوك.

تحول تكتيكي
ويرى كاتب المقال أن الولايات المتحدة تواجه تحدياً معقداً في سعيها لخفض قواتها في سوريا، مع ترك مئات في إطار قوة استقرار دولية.

ووفق وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، يشهد الانسحاب الأمريكي من سوريا "تحولاً تكتيكياً" و "استمراراً" للمهمة وفق ما أكده جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة في 22 فبراير
(شباط) الماضي.

ولكن الولايات المتحدة بدأت فعلياً سحب معدات عسكرية من سوريا، في انتظار عمليات مماثلة أخرى.

ولكن مسؤولين أمريكيين، بدءاً من ترامب إلى السناتور ليندسي غراهام، من الذين عبروا عن مخاوفهم من الوجود الإيراني في سوريا في مؤتمر الأمن في ميونيخ، يرغبون في مواصلة الضغط على إيران.

ويؤكد ترامب أن الولايات المتحدة قد تستخدم العراق لـ"تراقب" إيران، فيما يضمن إبقاء بعض القوات في سوريا منع النظام السوري المدعوم إيرانياً من الاستفادة من الانسحاب الأمريكي.

ضغط على إيران
وتقول الخارجية الأمريكية إن لا حل عسكرياً في سوريا. وعلى هامش لقاء التحالف الدولي في 6 فبراير( شباط) الماضي، اجتمعت مصر، والسعودية، وفرنسا، وألمانيا، وبريطانيا مع الولايات المتحدة لبحث الوضع في سوريا. كما حضرت معظم تلك الدول قمة وارسو. لكن يبدو أن تلك اللقاءات التاريخية تهدف لوضع خطط أساسية وملموسة حول سوريا.

ويشير كاتب المقال إلى أنه منذ أغسطس ( آب)، أبرز بومبيو الحاجة للضغط على إيران، ولكن يبدو أن الضغط لم يتحقق. وعوض ذلك، تشير تصريحات إيرانية وتدريبات بحرية أُجريت قُرب مضيق هرمز، إلى شعور طهران المتنامي بالانتصار.

وتأكد إحساس إيران بأنها لا تواجه ضغطاً من خلال لقاء الرئيس حسن روحاني بنظيريه، الروسي والتركي، بوتين وأردوغان بسوتشي في 14 فبراير( شباط)، في نفس اليوم الذي كان فيه بومبيو في وارسو.

جدل داخلي
ومن جهة أخرى، يلفت الكاتب إلى جدل في العراق حول وجود قوات أمريكية، خاصةً بين سياسيين موالين لإيران، وقوات الحشد الشعبي المتحالفة مع طهران.

وكانت تعليقات صدرت عن إدارة ترامب في بداية فبراير( شباط) الماضي، عن استخدام الولايات المتحدة العراق "لمراقبة" إيران، أثارت انتقادات شديدة في بغداد. وقال رئيس الوزراء العراقي إنه لا يجوز استخدام العراق ساحة مواجهة ضد إيران.

وفيما يعتبر ترامب منشآت تستخدمها الولايات المتحدة "قواعد"، ترفض القيادة العراقية ذلك الوصف، وتفضل اعتبار الوجود الأمريكي مؤقتاً، ولغرض التدريب في المقام الأول.

موقف إيجابي
أما الموقف من الوجود الأمريكي في العراق فهو، حسب الكاتب، إيجابي في كردستان العراق. ويقول المتحدث باسم مكتب رئيس وزراء كردستان إن انسحاب القوات الأمريكية في 2011، كان مبكراً وقاد لأزمات 2014، عندما هاجم داعش المنطقة.

وحسب الكاتب، يكمن التحدي الأكبر للولايات المتحدة في تبرير انسحابها من سوريا مع الإبقاء على وجود عسكري في العراق، وتجنب تحويل ذلك مادة لسجال جديد قد يقود لمطالبة بغداد برحيل القوات الامريكية عن البلاد.

وتقول واشنطن إنها مصممة على منع عودة داعش، فيما لم يصدر عن إدارة ترامب ما يفيد بطريقة مواصلتها لدعم مهمة التحالف في سوريا. وفيما تعهدت دول، مثل فرنسا وبريطانيا، بالمشاركة في تشكيل قوة استقرار هناك، لم تسو بعد واشنطن نقاطاً عالقة مع تركيا حول كيفية عمل تلك القوة على طول الحدود.