جنود إسرائيليون في باحة الأقصى بالقدس (أرشيف)
جنود إسرائيليون في باحة الأقصى بالقدس (أرشيف)
الأحد 3 مارس 2019 / 16:00

أي ثمن لفوز نتانياهو في الانتخابات؟

في 18 فبراير( شباط) الماضي، هاجم أعضاء من تنظيمات إرهابية متطرفة محيط مسجد الأقصى في القدس المحتلة. واصطدم هؤلاء مع مصلين فلسطينيين، فيما حاول مستوطنون إغلاق بوابة الأقصى. وحصلت صدامات شارك فيها جنود ورجال شرطة إسرائيليون فتحوا النار على فلسطينيين، ما أدى إلى جرح عشرات.

من أجل تحقيق حلمه بأن يصبح رئيس الوزراء الأطول خدمة في تاريخ إسرائيل، على نتانياهو التزام الحذر من التبعات الدموية لخطوته المتهورة في التحالف مع المتطرفين اليمنيين وفي إغلاق باب الرحمة في المسجد الأقصى

وكتب رمزي بارود، صحافي وكاتب ومحرر نشرة "باليستاين كرونيكيل"، المنظمة غير النفعية، في موقع "كاونتلر بانش" أن الجيش الإسرائيلي اتخذ خطوة غير عادية، في 19 فبراير( شباط)، بإغلاق بوابة الرحمة، التي تقود إلى قسم من مجمع الأقصى أغلقه الجيش الإسرائيلي منذ 2003.

وفي رأي بارود، فإن قرار إغلاق البوابة اتخذ في وقت سابق، وحمل بصمات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو.

إجراءات صدامية
ووفقاً للكاتب، من المعتاد عند الساسة الإسرائيليين اتخاذ تدابير ضد فلسطينيين مباشرة قبل موعد انتخابات عامة. وعادة ما تُتخذ تلك الإجراءات، وفقاً للدائرة الانتخابية التي يسعى زعماء إسرائيليون لاسترضائها.

ولكن، الدخول في حرب في غزة، على سبيل المثال، خيار شديد الخطورة على نتانياهو في الوقت الحالي، مع اقتراب موعد الانتخابات في 9 إبريل( نيسان). وسبب هجوم إسرائيلي فاشل ضد غزة في 11 نوفمبر( تشرين الثاني) الماضي مثلاً، إرباكاً كبيراً لنتانياهو، ما أجبره على تأجيل خيار مماثل في الوقت الراهن.

مضاعفة الرهان
ولكن يعتقد أنه إذا تراجع  وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي كثيراً في الأسابيع المقبلة، فقد توضع حرب في غزة على طاولة البحث.

وحسب الكاتب، أدى تحالف سياسي، أُعلن في 21 فبراير( شباط)، بين بيني غانتز ويائير لابيد، إلى زيادة التحديات بالنسبة لنتانياهو الذي اعتبر فوزه في الانتخابات محسوماً.

ويشير كاتب المقال لاستمالة نتانياهو، في الوقت الحالي، لأشد الشرائح الدينية تشدداً في المجتمع الإسرائيلي للتغلب على منافسيه. ولا يفترض أن يعد ذلك التطور مفاجأة لأن اليمين الديني القومي المتطرف كان دائماً العمود الفقري للائتلافات التي شكلها رئيس الوزراء الإسرائيلي، طوال عشر سنوات.

حسن نوايا

وفي واقع الأمر، وقبل أسابيع من اتحاد غانتز ولابيد، اتخذ نتانياهو سلسلة إجراءات لإظهار حسن نواياه تجاه دائرته المتدينة.

وحصلت إحدى تلك المبادرات في 28 يناير( كانون الثاني)، عندما أمر نتانياهو مراقبين دوليين غير مسلحين بمغادرة مدينة الخليل الفلسطينية المحتلة، التي يعيش فيها بضع مئات من المستوطنين المسلحين والعنيفين في وسط عربي مناهض. ويتمتع مستوطنو كريات أربع بحماية كتيبة ضخمة للجيش الإسرائيلي. وعمل الجانبان طوال سنوات على ترهيب سكان المدينة من الفلسطينيين.

تحذير
إلى ذلك، حذر بيان مشترك صدر عن عدة منظمات إنسانية، منها أوكسفام ومجلس اللاجئين النرويجي، و"سيف ذا شيلدرن"، من مصير مخيف ينتظر فلسطيني الخليل بعد قرار نتانياهو.

وجاء في البيان "سيتعرض مئات المدنيين، بمن فيهم أطفال، إلى الخطر بسبب انسحاب المراقبين الدوليين من الخليل".

وطبقاً للتوقعات، أشارت وسائل إعلام وتقارير مجموعات حقوقية إلى ارتفاع حدة العنف ضد المدنيين الفلسطينيين في الخليل، بعدما نفذ مستوطنون يهود هجمات في أنحاء المدينة.
  
تأكيد
ويرى كاتب المقال أنه بإطلاق العنان لغضب المستوطنين اليهود في الخليل، أراد نتانياهو التأكيد لأنصاره أنه لا يزال ملتزماً بمشروعهم الاستيطاني، وهو ما يشكل انتهاكاً للقانون الدولي، ويأتي على حساب معاناة إنسانية طال أمدها.

وعلى نفس المنوال، جاء قرار إسرائيل بإغلاق بوابة الرحمة في 19 فبراير(شباط) خطوةً مقررةً سلفاً، لتوحيد كامل اليمين الإسرائيلي، بمن فيه الأشد تطرفاً بين جميع المجموعات الدينية والاستيطانية، خلف قيادة نتانياهو في الانتخابات المقبلة.

خطوة متهورة
ولتحقيق حلمه في أن يصبح رئيس الوزراء الأطول خدمةً في تاريخ إسرائيل، على نتانياهو التزام الحذر من التبعات الدموية لخطوته المتهورة بالتحالف مع المتطرفين اليمنيين وإغلاق باب الرحمة في المسجد الأقصى.

وفي سعيه للهيمنة السياسية، لا يلقي نتانياهو بالاً لدماء الفلسطينيين، ولكن يفترض في المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة تحول دون حمام دم بسبب هذه السياسات الإسرائيلية.