من المهرجان العالمي لرواية القصص في الشارقة.(أرشسف)
من المهرجان العالمي لرواية القصص في الشارقة.(أرشسف)
الأحد 3 مارس 2019 / 19:43

التحلّق حول النار للحكي

ليس أجمل من أن نجعل التعليم قصة، سوى أن نحكيها ونرويها. وليس أجمل من روايتها سوى أن نسمعها من الأفواه الصغيرة

من بين الأيام والليالي الجميلة التي يحتضنها شهر مارس (آذار) بطقسه الربيعي، اليوم العالمي للحكي أو اليوم العالمي لسرد القصص، والإيجابي فيه أن المحتفلين فيه قلة. والقلة هنا إيجابية لا سلبية. فالكرام كما قال الشاعر "قليل". والاحتفال هنا مطلوب منه أن يكون نوعيا، فليس يتطلب الأمر أكثر من تجمع حول نار المخيم. ثم يكون الحكي.

تاريخ الحكي مع البشرية قديم، ففي البدء كانت الكلمة، وفي البدء كانت رواية القصة، إن أول جلسة اجتماعية فكرية ترفيهية للبشرية كانت حول نار مشتعلة في البرية، وحولها اجتمعت العائلة ليحكي الأجداد للأحفاد قصة تفاحة آدم، والصراع بين الخير البشري والشر الشيطاني.

ثم في مرحلة لاحقة يروي الأصدقاء للأصدقاء قصة صراع الإخوة، والخروف الذي أنزل من السماء، والغراب الذي دفن أخاه، والتابوت المحمول.

ومنذ ذلك اليوم أصبحت الحكاية مفتاحاً للمعرفة، وجسراً للتعارف، وسفينة للإبحار، وأصبح المؤثرون في تاريخ البشرية هم من يجيدون حكي الأقوال، وحبك الأفعال.

التعليم اليوم لم يعد كما كان. إنه عالم مفتوح. الذاتية فيه مقدمة على التوجيه الجمعي، والاستمرارية فيه مقدمة على المنهج المحدود. إنه تعليم مفتوح.

ليس أجمل من أن نجعل التعليم قصة، سوى أن نحكيها ونرويها. وليس أجمل من روايتها سوى أن نسمعها من الأفواه الصغيرة.

ما أثار إعجابي هو أن مؤتمراً علمياً متخصصاً في علم اللغة التطبيقي وفي جامعة عريقة كجامعة زايد، وجد مساحة في جدول أعماله المزدحم، ليخصص مسابقة للأطفال عنوانها (الراوي الصغير)، سعياً إلى ترسيخ حب فن رواية القصة لدى الأطفال، وتنمية مهاراتهم فيها، واكتشاف المواهب الناشئة.