إيرانيون يحرقون علم أمريكا في ذكرى الثورة (أرشيف)
إيرانيون يحرقون علم أمريكا في ذكرى الثورة (أرشيف)
الإثنين 4 مارس 2019 / 13:18

من لبنان إلى العراق...لا مؤشرات على تسوية بين أمريكا وإيران

توجه الولايات المتحدة وإيران رسائل تسبعد أي تسوية بينهما، وتنذر بأن التصعيد سيستمر.

يتمدد التصعيد الأمريكي – الإيراني إلى لبنان. فقد أعلنت بريطانيا، في 25 فبراير( شباط)، بالتزامن مع زيارة الأسد إلى طهران عن تصنيفها لحزب الله كتنظيم إرهابي

وفي مناقشتها لهذا التصعيد، تعرضت لينا الخطيب، رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى منظمة "تشاتهام هاوس" للأبحاث والتحليلات السياسية، إلى زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران، في 25 فبراير( شباط)، معتبرة أنها كانت زيارة رمزية، إلى حد بعيد، وأن هدفها كان إعلان "انتصار قواته بدعم إيراني".

كذلك، ترى الكاتبة أنه يمكن تفسير تلك الزيارة بأنها جزء من مواجهة أمريكية إيرانية متصاعدة في سوريا، والعراق، ولبنان.

الرواية الإيرانية
وتشير كاتبة المقال إلى حصول الزيارة بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتصار على داعش، فقد كتب على تويتر رسالة قال فيها متباهياً "نحن هزمنا داعش"، مشيراً بـ"نحن" إلى التحالف الدولي بقيادة أمريكا.

ولا تنتمي إيران إلى التحالف الدولي، ولكنها بررت تدخلها العسكري في سوريا بمحاربة ما تصفه بـ "الجهاديين التكفيريين"، الذين شكلوا داعش. ولكن بيان ترامب تجاهل تماماً، وبشكل غير مباشر، الرواية الإيرانية.

وفي الغرب يُنظر، على نطاق واسع، إلى إيران على أنها قوة تُزعزع استقرار سوريا. وتشترك في وجهة النظر هذه دول لا تزال ملتزمة بالصفقة النووية مع طهران، والتي تخلت عنها الولايات المتحدة، في العام الماضي.

وحاربت ميليشيات مدعومة إيرانياً، قادها فيالق الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله إلى جانب الجيش العربي السوري منذ 2012، وهو ما ساعد الأسد على البقاء في السلطة، رغم أنها نتيجة مشكوك فيها، لولا التدخل الروسي في سوريا.

جزء من خطة
وتشير الكاتبة إلى الاعتقاد الثابت في أن إيران، كما في روسيا، أن داعش وسواه من "الجماعات التكفيرية" جزء من خطة أمريكية لزعزعة استقرار الشرق الأوسط. وتقولان إنهما تدخلتا للوقوف في وجه أمريكا، ولتحقيق الاستقرار في المنطقة.

ومن هذا المنطلق، امتدح خامنئي عند استقباله للأسد ما اعتبره "انتصار سوريا"، مشيراً إليه لى أن مثال على انتصار إيران، ليس ضد داعش، بل ضد "مؤامرات أمريكا" في الشرق الأوسط. وكان اختيار كلمة "انتصار" بمثابة رد مباشر على تصريحات ترامب "عن الانتصار على داعش".

وحسب الكاتبة، لا يتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة في النطاق السوري وحسب. فقد بدأت أخيراً، في العراق، ميليشيات مدعومة إيرانياً من وحدات الحشد الشعبي تتساءل عن سبب استمرار وجود قوات أمريكية بعدما أعلنت الحكومة العراقية انتصارها العسكري على داعش.

وقال قيس الخزعلي، السياسي البارز ضمن ميليشيات الحشد الشعبي، في لقاء مع رويترز، إنه لا يرى سبباً لبقاء قوات أمريكية في العراق.

كما بدأ مقاتلون من الحشد في الانتشار بأعداد كبيرة على طول الحدود العراقية السورية، ويقولون إنهم في حاجة لدعم الجيش العراقي في تأمين الحدود، ومنع عودة داعش.

إعادة انتشار

وأعلن الرئيس الأمريكي سحب جميع قواته من سوريا باستثناء 400 جندي، وأن القوات المغادرة لسوريا سيعاد نشرها خاصةً في قاعدة عين الأسد العسكرية في العراق، قريباً من الحدود السورية، مضيفاً أنها ستبقى من لـ"مراقبة إيران". ولم يغب ذلك عن بال خامنئي الذي قال، أثناء زيارة الأسد، إنه "يجب رفض ومقاومة" الخطة الأمريكية للبقاء على الحدود السورية العراقية.  

تصعيد في لبنان
وتشير كاتبة المقال لامتداد التصعيد الأمريكي الإيراني إلى لبنان. فقد أعلنت بريطانيا، في 25 فبراير( شباط)، بالتزامن مع زيارة الأسد إلى طهران تصنيفها حزب الله تنظيماً إرهابياً. بعد أن كانت المملكة المتحدة تميزفي السابق بين الجناحين العسكري والسياسي لحزب الله.

وهكذا تسير اليوم المملكة المتحدة على خطى أمريكا في الموقف من حزب الله، الذي جاء بعد أربعة أشهر من فرض الولايات المتحدة عقوبات إضافية على "شخصيات أجنبية وجهات حكومية تدعم عمداً حزب الله، وشبكات مرتبطة به".

ومن اللافت أيضاً، في رأي الكاتبة، ارتباط استقالة وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف المفاجئة بزيارة الأسد، وتزامنها مع ظهور علني لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب الأسد وخامنئي.

رد إيراني
وترى كاتبة المقال، أن تلك التطورات بمثابة رد إيراني على ضغوط أمريكا وحلفائها، وأن طهران ستتخذ خطاً أكثر تشدداً عوض العمل مع الديبلوماسية الدولية على سياستها الخارجية وتدخلاتها في دول أخرى في الشرق الأوسط.

وتخلص الكاتبة إلى أنه بالنظر للرسائل التي ترسلها الولايات المتحدة وإيران عن غياب فرصة لتسوية بينهما، فمن الأرجح أن تنهار الصفقة النووية كلها، وتتتراجع احتمالات مشاركة إيران في محادثات ديبلوماسية حول سوريا، أو حول ملفات أخرى في شرق أوسطية.