الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الأربعاء 6 مارس 2019 / 12:12

هل يستطيع ترامب إنقاذ نتانياهو؟

في مواجهة حملة انتخابية شرسة، تودّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى حزب القوة اليهودية العنصري، في خطوة أثارت انتقادات واسعة في الولايات المتحدة. لكن عندما سئل وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، عما إذا كان لدى الإدارة الأمريكية أي رد فعل على ذلك القرار، أجاب: "لن نتدخل في انتخابات ديمقراطية. وسنعطي الفرصة للشعب الإسرائيلي للبت في هذه المسألة".

لا يخفي ترامب دعمه القوي لنتانياهو. وعندما سئل قبل أسبوع عن رد فعله حيال احتمال إدانة وشيكة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أكد ترامب أنه يدعم حليفه

ويصف آرون ديفيد ميلر، في موقع "بوليتيكو"، باحث بارز لدى مركز "ويلسون"، إجابة بومبيو بمتزنة ومنطقية، وربما صادقة.
 ولكنه يرى أن ما يقال عن امتناع الطرفين عن التدخل في شؤون بعضهما الداخلية، من الروايات الخيالية عن العلاقة الأمريكية الإسرائيلية،  

هل يريد ترامب عودة نتانياهو؟
ومع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية الحاسمة، في 9 إبريل( نيسان) المقبل، وفي ظل احتمال حقيقي لهزيمة رئيس الوزراء، لأول مرة منذ عشرة أعوام، يستعيد ميلر تلك القاعدة غير الذهبية عن امتناع أمريكي مفترض عن التدخل في الانتخابات الإسرائيلية. ويتساءل: "هل يريد ترامب إعادة انتخاب نتانياهو؟، وهل سيفعل الرئيس الأمريكي كل ما في وسعه لتحقيق تلك الرغبة؟".

يراهن الكاتب على أن الإجابة على السؤالين هي نعم. فمن وجهة نظر ترامب، تعتبر مساعدة بيبي للتغلب على تحدياته مسألة سياسات مفيدة، خاصةً عند التطلع إلى الانتخابات الأمريكية المقبلة، في 2020.

3 تدخلات
ويذكر الكاتب أن رؤساء أمريكيين تلاعبوا، طيلة عقود، بالسياسات الإسرائيلية. وإذا تدخل ترامب اليوم، فإن لديه شواهد تاريخية مماثلة.

وبوصفه مسؤولاً أمريكياً حضر مفاوضات عربية إسرائيلية على امتداد أكثر من عشرين عاماً، ويتذكر كاتب المقال ثلاث مناسبات لعبت فيها إدارات أمريكية دوراً كبيراً لدعم مرشحيها المفضلين، بما فيها أيام الرئيس الأسبق جورج بوش، وهو ما كان له أثر على النتيجة الانتخابية.

فقد كانت العلاقات بين بوش ورئيس الوزراء يومها إسحاق شامير متوترة بسبب النشاط الاستيطاني الإسرائيلي، واقتناع بوش في أول لقاء بينهما بأن شامير سيعد بوقفه، وهو التزام لم يكن محتملاً نظراً لمواقف شامير المتشددة.

وفي رأي الكاتب، لم يثق شامير في بوش، واعتبره سياسياً واقعياً، وليس عنده ارتباط بإسرائيل. وحذر موشي آرينز، وزير خارجية إسرائيل يومها، شامير وقال له إن بوش "سيتخلى عنك". وكان على صواب. فعندما سعى الإسرائيليون للحصول على ضمانات لقروض إسكان من أجل استقبال يهود سوفييت في1991، رفض بوش ووزير خارجيته جيمس بيكر الموافقة على الطلب.

وفضل بوش وبيكر إسحاق رابين، الجنرال السابق المعتدلا، على منافسه في الانتخابات إسحاق شامير.

تدخل صارخ
وفي 1996 حصل تدخل أمريكي آخر في انتخابات إسرائيلية، وكان صارخاً هذه المرة. فقد واجه شمعون بيريز، القائم بأعمال رئيس الوزراء بعد مقتل رابين، نتانياهو، الذي كان نجماً صاعداً في حزب الليكود، ولم يكن مفضلاً عند الرئيس كلينتون الذي اعترف في مقابلة في 2018، بأنه عمل لإعادة انتخاب بيريز لأن ذلك كان سيصب في صالح عملية السلام.

وحصل التدخل الثالث في ديسمبر(كانون الأول) 2000، بناءً على رغبة من كلينتون لمساعدة مؤيد السلام إيهود باراك، ضد آرييل شارون، المتشدد الآخر.

إلى ذلك، لا يُخفي ترامب دعمه القوي لنتانياهو. وعندما سئل قبل أسبوع عن رد فعله على احتمال إدانة وشيكة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أكد ترامب أنه يدعم حليفه، وقال: "أدى نتانياهو عملاً جيداً رئيساً للوزراء. إنه قائد ذكي وصارم وقوي".