الخميس 7 مارس 2019 / 07:29

كارثة الريال.. البريء والمذنب

أعتقد أن الأرجنتيني سانتياغو سولاري يستحق وضعاً أفضل مما يمر به حالياً خلال مسيرته التدريبية، فيكفي أنه تحمل المسؤولية وحده بكل شجاعة وخاض التجربة أمام الملايين من عشاق "الأبيض" الذين لا يرحمون بالمرة إذا خاب ظنهم في أحد.

لا أحد ينكر ما قدمه سولاري مع الفريق، بعدما تولى المسؤولية خلفاً للأسباني لوبيتيغي الذي أقيل على خلفية السقوط في "الكلاسيكو" أمام برشلونة 1-5، فحاول جاهداً أن يحقق المعادلة الصعبة في التعامل مع هؤلاء النجوم، لكن الأمور لا يمكن أن تسير بنفس النهج، فلكل مرحلة ظروفها ومتطلباتها.

كيف للمدرب الشاب سولاري أن يصل بـ"الملكي" إلى الصدارة في بطولات كأس ملك إسبانيا والدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا، في ظروف أقل ما يقال عنها بالصعبة، فلقد رحل أيقونة الفريق كريستيانو رونالدو دون سابق إنذار وفي يوم وليلة، بسبب قناعات خاصة برئيس النادي فلورنتينو بيريز، الذي يخطط ويقرر بمفرده، مهما كانت العواقب.

لم يكن رحيل "الدون" وحده هو السبب في حالة الانهيار التي يمر بها الفريق من وجهة نظري، ولكن أيضاً الرحيل غير المبرر للمدير الفني للفريق زين الدين زيدان والذي وصل للقمة وفجأة يقرر الرحيل، الأمر الذي لا يعفي بيريز من مسؤولية هذا السيناريو الغريب، مهما قالت التقارير وقتها.

منذ 2015 لم تسع إدارة الريال لاستقدام نجوم للفريق وتدعيمه بأسماء تملأ العين والقلب، بل اكتفى بيريز بإرغام الكبار ودفعهم للرحيل، والاستعاضة عنهم بمواهب شابة لكنها بحاجة إلى عناصر ذات خبرة تقود الفريق في الأوقات الحالكة كالتي مر بها الفريق قبل أيام بخسارته من برشلونة في مباراتين متتاليتين وعلى ملعبه (كأس الملك والدوري المحلي)، وأخيراً التفريط في الحفاظ على لقبه الأوروبي أمام أياكس أمستردام الهولندي بالخسارة 3-5 بمجموع المباراتين، ضمن دور الـ16 للأبطال.

المفارقة في لعبة الكراسي الموسيقية التي يلعبها بيريز، أن ظروف تولي سولاري وزيدان المسؤولية متشابهة إلى حد بعيد، فلقد جاء الأول خلفاً للوبيتيغي بعد إقالته من تدريب منتخب إسبانيا والذي فشل في تحقيق أي نجاحات مع "الملكي"، بينما تولى زيدان المسؤولية، قادماً من الرديف "كاستيا" خلفاً للإسباني رافائيل بينيتيز.

لكن زيدان كان يدرك جيداً أن بيريز لا أمان له، فلقد قرر الرحيل وهو في قمة مجده ما أثار حفيظة واستياء ملايين العشاق من مشجعي الريال ومحبي كرة القدم، إلا أن الأيام أثبتت صحة رؤية "زيزو" الذي رحل بطلاً قبل أن يرحل مرغماً.

الطريف في الأمر أن عشاق الريال من قراء صحيفة ماركا، حملوا المسؤولية بشكل كبير لإدارة النادي وجميع أطراف اللعبة بنسبة تصل إلى 70%، بينما حمّل 7% فقط من القراء المسؤولية للمدرب سولاري.