مقاتلون من القاعدة في أفغانستان (أرشيف)
مقاتلون من القاعدة في أفغانستان (أرشيف)
الخميس 7 مارس 2019 / 12:21

القاعدة لا تزال تجد ملاذاً آمناً في أحضان طالبان

حذرت الأمم المتحدة أخيراً من وجود ظاهر وواسع لتنظيمي القاعدة وداعش في أفغانستان، ووصفت علاقة القاعدة بطالبان بـ "قائمة وقوية"، مضيفة أن التنظيم الإرهابي لا يزال يعتبر أفغانستان ملاذاً آمناً لقيادته.

بعض تلك المجموعات تأمل بالتسلل إلى دول في وسط آسيا، ولكن طالبان تجبرها حالياً على التركيز في هجماتها على الحكومة الأفغانية

ويشير توماس جوسلين، محرر بارز لدى مجلة "لونغ وور جورنال"، وبيل روغيو، زميل لدى "معهد الدفاع عن الديمقراطيات"، إلى أن التقييم الحديث الذي نشر بداية فبراير(شباط) الماضي، ينسجم مع تحليل سابق في يوليو( تموز) 2018، أشار إلى أن التنظيمين الإرهابيين لا يزالان ثابتان في أفغانستان و"متحالفان بشكل وثيق".

خارطة توضيحية
واعتماداً على تقريري الأمم المتحدة، أعدت مجلة "لونغ وور جورنال" خارطة توضح مواقع القاعدة وداعش في أفغانستان، ودعمت تلك البيانات بتقارير عن عمليات عسكرية نفذها الجيش الأمريكي والقوات الأمنية الأفغانية في السنوات القليلة الماضية.

وتُبين الخارطة انتشار تنظيمي القاعدة وداعش في شبه القارة الهندية، عبر 13 منطقة أفغانية. كذلك، تنشط تنظيمات مرتبطة بالقاعدة في تلك المناطق، وثمة ذراع لداعش في خمسة مواقع أفغانية أخرى.

ويلفت الكاتبان للمفاوضات الجارية حالياً بين الولايات المتحدة وطالبان، حيث أعرب زلماي خليل زاد، رئيس الوفد الأمريكي المفاوض، عن رضاه على تعهد طالبان بمنع تحول أفغانستان إلى "منصة لتنظيمات إرهابية أو أعضاء فيها".

ولكن، وكما يشير التقريران الصادران عن الأمم المتحدة، وغيرهما من الأدلة، لا يزال التنظيمان الإرهابيان يعملان عبر الأراضي الأفغانية، ومنها مناطق تسيطر عليها طالبان.

كذبوا مراراً
ولاحظ الكاتبان أن خليل زاد لم يفصح عما يدعوه للثقة بطالبان، خاصةً لأن ممثلي التنظيم كذبوا مراراً حول علاقتهم بالقاعدة منذ التسعينات، وأن التنظيمين لا يزالان في الخندق نفسه إلى هذا اليوم. وفضلاً عن ذلك، لا تُسيطر طالبان على داعش في إقليم خراسان، وتواجه الجانبان أكثر من مرة.

وتلفت الأمم المتحدة إلى تأكيدات أيمن الظواهري وحمزة بن لادن، وكذلك قيادة طالبان، في تصريحات علنية، إلى أهمية التحالف بين القاعدة وطالبان. وتواصل القاعدة اعتبار الأراضي الأفغانية بمثابة "مكان آمن، ويمارس أعضاء في التنظيم دور المعلمين والمرشدين الدينيين لعناصر طالبان وعائلاتهم".

مظلة طالبان
ويشار إلى سعي القاعدة لتعزيز وجودها في إقليم باداخشان، المحاذي للحدود مع طاجيكستان. ووفق معلومات "دول عدة"، تشير الأمم المتحدة إلى وجود "قرابة 500 مقاتل أجنبي في باداخشان جاؤوا من أوزبكستان، وطاجيكستان، وقرغيزستان، وشمال القوقاز، وباكستان. ويقال إن هؤلاء المقاتلين يعملون تحت مظلة طالبان، ولأنهم يفتقرون إلى مصادر دخل مستقلة، فإنهم يعتمدون على طالبان والقاعدة، وتوفر لهم الأخيرة معظم الدعم المادي".

وتشير الأمم المتحدة إلى ما يعرف باسم "الحزب الإسلامي التركستاني في "مناطق خاضعة لسلطة طالبان في إقليم باداخشان". وفي بداية 2018، هاجم الجيش الأمريكي معسكرات تدريب تابعة لطالبان في المنطقة، كان يستخدمها إرهابيون تابعون لحزب للإسلامي التركستاني.

وحذرت الأمم المتحدة من مواجهة "آسيا الوسطى مخاطر أمنية مصدرها المتطرفون في باداخشان"، أين تنتشر أيضاً جماعة أنصار الله، التنظيم الطاجيكي المتطرف.

ترحيب خاص
وسلط تقرير حديث، أذاعه راديو أوروبا الحرة ووليبرتي راديو، الضوء على الوجود القوي لطالبان في إقليم باداخشان، أين يفرض التنظيم نسخته المتشدد من الشريعة على السكان. وحسب الأمم المتحدة "يجد مقاتلون إرهابيون أجانب ترحيباً خاصاً بهم في مناطق خاضعة لسلطة طالبان".

وتُشير الأمم المتحدة إلى أن "بعض تلك المجموعات تأمل التسلل إلى دول في وسط آسيا، ولكن طالبان تجبرها حالياً على تركيز هجماتها على الحكومة الأفغانية"، مثل تنظيم الجهاد الإسلامي، الموجود حالياً في أفغانستان، الذي نفذ عمليات إرهابية سابقة في أوزبكستان.

وتقدر الأمم المتحدة أن بين 2500 و 4000 مقاتل من تنظيم داعش يوجدون في شمال، وفي شرق أفغانستان.

ويشار إلى أن داعش منتشر بشكل خاص في العاصمة الأفغانية، ويستهدف بانتظام المدنيين والحكومة الأفغانية.