وزيرا الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد والروسي سيرغي لافروف.(أرشيف)
وزيرا الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد والروسي سيرغي لافروف.(أرشيف)
الجمعة 8 مارس 2019 / 15:22

على الدول العربية أن تكون جزءاً من مستقبل سوريا

شرحت صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية السبب الذي دفع الإمارات العربية المتحدة إلى استئناف العلاقات الديبلوماسية مع دمشق. وذكرت أنّ الإمارات أكدت نيتها في "ضمان عودة سوريا إلى المنطقة العربية"، بحسب كلمات وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد. يوم الأربعاء، وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، سلط الشيخ عبدالله الضوء على قرار البلاد إعادة فتح سفارتها في دمشق في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

حالياً، تدرس الدول العربية إعادة ضم سوريا إلى الجامعة، وهو جهد لا يهدف إلى تطبيع العلاقات مع الأسد، لكن إلى فتح السبل الممكنة لعودة الاستقرار إلى البلاد

بعبارة بسيطة، لم تكن هذه البادرة تهدف إلى إضفاء الشرعية على استمرار حكم بشار الأسد بعد سنوات من الحرب، ولا غض النظر عن أعمال نظامه، بل عوضاً عن ذلك هدفت إلى ضمان أن يتم سماع الأصوات العربية حين يُناقَش مستقبل سوريا.

مرحلة جديدة 
مع استعادة الأسد غالبية الأراضي السورية تقريباً، بدأت مرحلة جديدة في سنوات الحرب السبع. وبوجود قوى مختلفة تتنافس على النفوذ، تصمم الدول العربية على حماية وحدة الأراضي السورية. تعرض تنظيم داعش للهزيمة في شرق سوريا. كل ما تبقى من الخلافة المزعومة هو جيب صغير جداً في قرية باغوز، حيث تخوض المجموعة الإرهابية آخر معركة لها ضد قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل الأكراد عصبها.

سرّع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة انهيار المجموعة وأمّن لقوات سوريا الديموقراطية الدعم والحماية. لكن بالنظر إلى النية الواضحة لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب معظم، إن لم يكن غالبية القوات الأمريكية من سوريا، فإنّه من المقدر أن ينشأ فراغ سيأمل لاعبون إقليميون مختلفون الاستفادة منه.

ماذا لو فشل العرب في المهمة؟

لقد دعمت روسيا الأسد طوال سنوات من خلال التدخل العسكري، وهي مسؤولة جزئياً عن إبقائه في السلطة. في هذه الأثناء، قاتلت القوى المدعومة من إيران، بما فيها حزب الله اللبناني، إلى جانب النظام، موسّعة نفوذ طهران في البلاد. أصبحت تركيا أيضاً منخرطاً أساسياً في الحرب فخاضت تحركاً عسكرياً ضد الأكراد في شمال سوريا.

وشددت "ذا ناشونال" على ضرورة ضمان الدول العربية أن تكون أصواتها مسموعة في مرحلة ما بعد الحرب في سوريا، وإلا فإنّ الدول البعيدة ستعزز نفوذها في الدولة المقسمة وتقوض جهود السلام وسيادة سوريا، وعلى الأرجح ستفاقم الانقسامات الإثنية والدينية والسياسية.

إعادة تأكيد
طُردت دمشق من جامعة الدول العربية سنة 2011 بسبب ردها الوحشي على المظاهرات، وقد فشلت هذه الخطوة في وقف انزلاق البلاد إلى الحرب. حالياً، تدرس الدول العربية إعادة ضم سوريا إلى الجامعة، وهو جهد لا يهدف إلى تطبيع العلاقات مع الأسد، لكن إلى فتح السبل الممكنة لعودة الاستقرار إلى البلاد.

وختمت الصحيفة مشيرة إلى أنّ قرار الإمارات بإعادة فتح سفارتها في دمشق شكل خطوة نحو الاستقرار بصيغة حضور ديبلوماسي خيّر في بلد تحاصره قوى متنافسة تسعى خلف مصالحها الخاصة.