النائبة الأمريكية إلهان عمر.(أرشيف)
النائبة الأمريكية إلهان عمر.(أرشيف)
الإثنين 11 مارس 2019 / 13:07

إلهان عمر تضر بالفلسطينيين وتخدم نتانياهو

منذ انتخابها نائباً في مجلس النواب الأمريكي الجديد، تثير إلهان عمر جدلاً على خلفية انتقاداتها لمنظمات وأشخاص وسياسيين موالين لإسرائيل في واشنطن.

بدلاً من الدفاع عن مصالح فلسطينية ملحة، أثارت تصريحات عمر جدلاً لا طائل منه بشأن دوافع وولاء أمريكيين يدعمون إسرائيل

ويرى حسين إيبيش، باحث بارز لدى موقع "بلومبرغ"، أن الضجة الناتجة عن تكرار استخدام عمر لمواضيع معادية للسامية، وبخاصة تساؤلها الأخير عن ولاء الأمريكيين الصهاينة، تضر بالفلسطينيين خصوصاً، معتبراً أن هذا الأمر يعد تذكيراً بأن استعداء إسرائيل أمر مختلف عن مناصرة الفلسطينيين.

حاجة ماسة
ويرى الكاتب أنه إذا كانت إلهان عمر راغبة بدعم الفلسطينيين، فثمة أمور كثيرة يمكنها مناصرتها. فالفلسطينيون يمرون بأزمة في علاقاتهم مع الولايات المتحدة، وهم بحاجة ماسة لدعم سياسي فعال في واشنطن، فضلاً عن الحاجة لمعالجة تطورات كارثية حصلت في عهد الرئيس دونالد ترامب، ولكن لا أحد في الكونغرس يناقشها بفعالية.

فقد دمجت إدارة ترامب، قبل بضعة أيام، القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، والتي عدت بمثابة سفارة للفلسطينيين، بالسفارة الأمريكية الجديدة في القدس. ولذا بات اليوم كلاهما تابعاً للسفير ديفيد فريدمان، المعارض الصريح للدولة الفلسطينية، والمناصر للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

ويقول كاتب المقال إنه عندما أغلقت الولايات المتحدة، في العام الماضي، بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، أصبحت الجهة الوحيدة التي ليس لديها تمثيل ديبلوماسي متبادل مع الفلسطينيين.

رفع القضية
وبرأي الكاتب، عبر الاعتراف بالقدس دون قيد أو شرط "كعاصمة لإسرائيل"، والسعي إلى رفع هذه القضية المتنازع عليها منذ مدة طويلة "عن طاولة البحث"، قوضت الإدارة إطار عمل مفاوضات السلام التي تأسست في 1993.

ويشير كاتب المقال لتوقف واشنطن عن تمويل جميع البرامج المتعلقة بالسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، صحية وتعليمية وبرامج تتعلق بالسلام والمصالحة. كما خفض دعم خاص بقوى الأمن الفلسطينية المدربة والمسلحة من قبل الولايات المتحدة، والتي تعتمد عليها إسرائيل لمحاربة الإرهاب في بعض المراكز السكنية الفلسطينية. وفي العام الماضي، أوقفت أيضاً إدارة ترامب تمويل وكالات أممية ترعى لاجئين فلسطينيين منتشرين حول الشرق الأوسط.

قضية عاجلة
وحسب الكاتب، هناك قضية عاجلة أخرى تتعلق بالأزمة المتزايدة في قطاع غزة، وخاصة الفشل في تقديم المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار لما يعتبر سجناً مفتوحاً ملوثاً يقيم داخله قرابة 1,5 مليون شخص، معظمهم أيضاً لاجئون.

وبدلاً من الدفاع عن مصالح فلسطينية ملحة، أثارت تصريحات عمر جدلاً لا طائل منه بشأن دوافع وولاء أمريكيين يدعمون إسرائيل.
ومن شأن تلك التعليقات أن تصب في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يواجه أخطر أزمة سياسية في حياته السياسية. وتلك نقطة هامة، لأنه لطالما بقي نتانياهو في السلطة، سوف يستحيل إحياء مفاوضات جادة مع الفلسطينيين.

وأصبح اليوم بوسع نتانياهو حشد دعم إسرائيليين ويهود أمريكيين بالادعاء بأنه يعرض لضغط من الديمقراطيين، ما يدفع تلك الدوائر الانتخابية لدعمه، ودعم حلفائه الجمهوريين.

هدية ثمينة
والأسوأ منه، حسب الكاتب، يقدم دخول الديمقراطيين في صراع انقسامي داخلي محرج هدية ثمينة لترامب، لأنه يشتت الانتباه عن تبعات سياساته المدمرة.

وباعتقاد الكاتب، كان يفترض بعهد ترامب أن يساعد على بروز تحالف يهودي – إسلامي ضد سياسات التعصب ومعاداة المهاجرين، والزعم بتفوق البيض، كما اتضح من الهجمات المعادية للمسلمين والتي طاولت عمر. وعلاوة عليه، يفترض أن يصب تحالف يجمع بين اليهود والمسلمين الأمريكيين في صالح عملية السلام الإسرائيلية – الفلسطينية.

ولكن عمر تعمل على التفريق بين جاليات يفترض أن تتحالف معاً بشأن قضايا محلية وخارجية. وهي قد تحقق نجاحاً إذا سعت لإرساء مكانتها كنجمة صاعدة ضمن اليسار الديمقراطي. وسيجري الاختبار الحقيقي لذلك المسعى عندما تترشح ثانية للانتخابات.

لكن خطابها يعتبر بنظر الجميع، كارثة تعزز صوراً نمطية للانقسام بشأن عداء المسلمين المفترض لليهود.

ويطالب كاتب المقال، بوصفه عمل طوال أكثر من عشرين عاماً في قضايا تتعلق بمشاكل العرب والمسلمين الأمريكيين، وفي مناصرة القضية الفلسطينية، النائبة إلهان عمر بأن تتعلم المزيد عن القضايا المطروحة.