خريطة تظهر ميناء شاباهار.(أرشيف)
خريطة تظهر ميناء شاباهار.(أرشيف)
الإثنين 11 مارس 2019 / 16:51

الحرس الثوري قد يستفيد من تشاباهار.. على الهند وأمريكا التعاون

تطرق الباحثان المحللان في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" الأمريكية فارشا كودوفايور وأندرو غابل إلى إمكانية استغلال طهران لميناء تشاباهار كي تتفادى العقوبات. وقد أرسلت أفغانستان أول صادراتها إلى الهند في الأسبوع الأخير من فبراير (شباط) الماضي عبر هذا الميناء الواقع جنوب شرق إيران والذي أعفته إدارة ترامب من العقوبات الأمريكية لتسهيل جهود إعادة إعمار أفغانستان.

دور الحرس الثوري الواسع الانتشار في الاقتصاد الإيراني مضافاً إلى تاريخه الموثق جيداً عن تهربه من العقوبات يتطلب من الهند أن تراقب الميناء بشكل صارم

 ولا يستبعد الباحثان محاولة إيران استغلال الإعفاء لتوليد عائدات من أجل أهداف غير شرعية فتقوض حملة إدارة ترامب القائمة على فرض الضغط الأقصى على نظام الملالي.

يشكل ميناء تشاباهار صلة وصل بين الهند وأفغانستان وأسواق أخرى في آسيا الوسطى وهو هدف سعت إليه الهند طويلاً تحت ضوء الحظر الذي فرضته باكستان على مرور البضائع الهندية عبر أراضيها. في هذا الإطار، يؤمّن مرفأ تشاباهار للهند، وبالتالي الولايات المتحدة بشكل أوسع، طريقاً فعالاً لمواجهة التمدد الصيني في المنطقة عبر تأمين بديل لمرفأ غوادار الباكستاني الذي تموله الصين تحت رعاية مبادرة الحزام والطريق.

لصرامة هندية ومساعدة أمريكية

لكن لدى الحرس الثوري الإيراني سجل حافل في استخدام أجواء إيران وموانئها من أجل تهريب البضائع. إذا كان بإمكان الماضي تقديم دليل في هذا المضمار، فالنظام الإيراني قد يعيد توجيه الأموال الناتجة عن التجارة في تشاباهار إلى برامجه العسكرية ووكلائه الإقليميين.

إنّ دور الحرس الثوري الواسع الانتشار في الاقتصاد الإيراني مضافاً إلى تاريخه الموثق جيداً عن تهربه من العقوبات يتطلب من الهند أن تراقب الميناء بشكل صارم. بإمكان الولايات المتحدة أن تقدم المساعدة في جهد كهذا. على سبيل المثال، تستطيع واشنطن تأمين مراقبة الصادرات والخبرة بالتدقيق في الحمولات من أجل مساعدة نيودلهي على كشف تقويض إيراني محتمل.

خيارات أخرى أمام واشنطن
يمكن إدارة ترامب أن تضغط أيضاً على الهند عبر إلزام الشركات الهندية بوضع الأموال في حسابات ضمان خاصة للتأكد من أنها قادرة على دفع غرامات أمريكية إذا أخفقت في الالتزام بالعقوبات. وبالمثل، بإمكان إدارة ترامب الطلب من الهند إصدار إفادات بعدم وجود كيانات مرتبطة بالحرس الثوري في ذلك الميناء.

على الرغم من أنّ الولايات المتحدة تتمتع بوسائل محدودة للتأكد أو لتنفيذ هذه الإفادات بطريقة مستقلة، فإنّ هذا الطلب سيجبر الهند على الإعلان عن عملياتها التجارية في الميناء. بذلك، ستحصل واشنطن على أساس سياسي لاتّخاذ إجراءات أقسى من أجل الضغط على نيودلهي إذا فشلت جميع الأساليب الأخرى.

العلاقات والمنافع مهددة
على سبيل المثال، يمكن أمريكا التهديد بالتراجع عن الإعفاء الذي يتمتع به ميناء تشاباهار الأمر الذي يعرّض الهند للعقوبات الأمريكية الثانوية. وتستطيع الولايات المتحدة سحب الإعفاء الذي أعطته للهند والذي يسمح لها باستيراد 300 ألف برميل يومياً من النفط الإيراني الخام على الرغم من العقوبات الأمريكية.

يعد ميناء تشاباهار بمنافع اقتصادية بارزة للهند والولايات المتحدة والمنطقة. لكن الافتقار إلى ضمانات مناسبة لحماية الميناء من نشاط الحرس الثوري قد لا يقوض العقوبات الأمريكية على إيران وحسب لكن أيضاً العلاقات الثنائية بين الولايات التحدة والهند. وطالب الباحثان في الختام واشنطن ونيودلهي بالعمل معاً لتفادي نتيجة كهذه.