مقاتلة كردية ترافق نازحات من الباغوز.(أرشيف)
مقاتلة كردية ترافق نازحات من الباغوز.(أرشيف)
الإثنين 11 مارس 2019 / 14:06

المخيّمات ضاقت بنازحين الباغوز..مخاوف من كارثة

24- زياد الأشقر

نقلت الصحافية لويزا لافلوك في صحيفة "واشنطن بوست" عن لجنة الإغاثة الدولية أن تدفق المدنيين من الباغوز، الجيب الأخير لداعش، قد أوصل مخيمات النزوح إلى قدرتها الاستيعابية القصوى.

فيما عاد عدد صغير من السوريين إلى مدنهم بعد توسط أقارب لهم، فإن عشرات الآلاف من العراقيين والأجانب الآخرين لا يزالون يجهلون مصيرهم

 ونقل على الأقل 12 ألف امرأة وطفل إلى مخيم الهول منذ الأربعاء، علماً أن في المخيم أصلاً 55 ألف شخص منذ أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة هجومها النهائي على داعش أوائل ديسمبر (كانون الأول).

وقالت إن القوات المدعومة من الولايات المتحدة وديبلوماسيين قالوا هذا الأسبوع إنهم مرتبكون بسبب العدد الهائل من المقاتلين والعائلات التي نزحت من قرية الباغوز الصغيرة في محافظة دير الزور على مسافة أقل من نصف ميل مربع. وتعاني منظمات الإغاثة من التخبط وسط استمرار نقل مقاتلين يشتبه في انتمائهم لداعش إلى سجون مكتظة. وتعجز المنظمات الإنسانية عن تقديم المساعدات مع استمرار خروج النساء والأطفال من الباغوز إلى مخيم الهول في الحسكة.

بلا خيم ولا ماء
وصرحت مديرة لجنة الإغاثة الدولية ميستي بوزويل: "لا أحد يعتقد أن هذا العدد الهائل من النساء والأطفال كان لا يزال يعيش في الباغوز". وتنقل عن عمال الإغاثة في الهول ومخيم الروج القريب منه، أنهم لم يكونوا مستعدين لاستقبال عشرات الألاف من الأشخاص، بينما هناك عدد كبير من العائلات من دون خيم ومياه وما يكفي من الطعام.

وأشارت إلى أن قوات سوريا الديمقراطية كانت قريبة هذا الأسبوع من تحقيق النصر في الباغوز، لكنها أوقفت هجومها خلال ساعات النهار، بينما هي مجهزة بعتاد من أجل القتال الليلي تحت غطاء من الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي. ومن المتوقع أن تنتهي المعركة في غضون أيام. وقد استسلم مقاتلون متشددون ومدنيون لا يزالون موالين لداعش بحسب فيديوات التقطت داخل مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وأبلغوا إلى صحافيين أن داعش لم يهزم على رغم خسارته الأراضي.

مصير مجهول
وتواجه العائلات التي خرجت إلى مخيمات النزوح مصيراً مجهولاً. وتقول لجنة الإغاثة الدولية ومنظمة اليونيسيف إن العشرات من الأطفال معظمهم رضع قد توفوا وهم في طريقهم الى الهول . وقد اطلعت مراسلة "واشنطن بوست" على عشر وثائق وفاة قائلة إن سببها كان الالتهاب الرئوي بعدما كان هؤلاء قد نقلوا في شاحنات لمدة ساعات في درجات حرارة متدنية.

وفيما عاد عدد صغير من السوريين إلى مدنهم بعد توسط أقارب لهم، فإن عشرات الآلاف من العراقيين والأجانب الآخرين لا يزالون يجهلون مصيرهم. وقد أبدت الولايات المتحدة ومعظم البلدان الأوروبية ترددها في استعادة مواطنيها، بينما تقول قوات سوريا الديمقراطية إنها عاجزة عن احتجاز هؤلاء إلى أجل غير مسمى.

وخلال زيارة قامت بها مؤخراً لمخيم الهول، لاحظت الصحافية أن مناطق الاستقبال في المخيم كانت مكتظة بالنساء والأطفال دون الخامسة، ويبدو أن العديد منهم يعاني مضاعفات صحية. وقال عامل إغاثة "إنها كارثة، لا يمكننا استيعاب هذا العدد الهائل من الأشخاص".