المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي مقبلاً قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني.(أرشيف)
المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي مقبلاً قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني.(أرشيف)
الأربعاء 13 مارس 2019 / 15:35

ترقيات وتعيينات غير مسبوقة في إيران...ماذا يحصل؟

رأت المعلقة السياسية والصحافية الأمريكية من أصل إيراني كاميليا إنتخابي فرد أنّ تطورات كثيرة تحصل في إيران بما أنّ المرشد الأعلى يخلط الأوراق السياسية. وكتبت في صحيفة "ذي اراب نيوز" السعودية أنّه في الوقت الذي يستمر الإيرانيون بالتظاهر مطالبين بدفع رواتبهم ويواصلون الوقوف ضمن طوابير طويلة للحصول على الطعام، يبدو المرشد الأعلى منهمكاً بتحضيرات سياسية. إنّ التغييرات التي يعد لها مرتبطة بمصير إيران وتهدف إلى ضمان بقاء داعميه الموالين له في السلطة بعد رحيله.

اعترف نائب سليماني، الجنرال اسماعيل غاني، بأنّ فيلق القدس أحضر الأسد إلى طهران

كانت واحدة من خطواته الأولى هي تعزيز الموقع السياسي للجنرال قاسم سليماني الذي يرأس فيلق القدس التابع للحرس الثوري. شوهد سليماني وهو يجلس إلى جانب المرشد الأعلى حين قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة غير متوقعة إلى طهران منذ أسبوعين. وحين التقى الأسد بعدها بالرئيس الإيراني حسن روحاني، كان سليماني حاضراً مرة أخرى، لكن وزير الخارجية محمد جواد ظريف لم يكن في المشهد.

بعدها بوقت قليل، قدم روحاني استقالته مطلقاً تكهنات بشأن سبب قيامه بذلك وهو الاعتراض على عدم تبليغه بزيارة الأسد كما على عدم تلقيه دعوة لحضور اللقاء مع روحاني. رفض الرئيس الإيراني أن يقبل الاستقالة فيما أعلن سليماني لاحقاً أنّ ظريف يبقى المسؤول الأساسي في السياسة الخارجية الإيرانية.

ما لم يقله سليماني كشفه نائبه

تشير انتخابي فرد إلى أنّ سلسلة الأحداث غير المسبوقة أظهرت للعالم أنه في حين يشغل ظريف وزارة الخارجية في إيران بالنسبة إلى الشؤون الأوروبية والغربية، فإنّ سليماني هو الذي يتخذ المبادرة حين يرتبط الأمر بالشؤون الإقليمية والعربية. اعترف نائب سليماني، الجنرال اسماعيل غاني، بأنّ فيلق القدس أحضر الأسد إلى طهران. وقال: "أولئك الذين كانوا بحاجة كي يعلموا، علموا بزيارة الأسد إلى إيران، وأولئك الذين لا ينبغي أن يكونوا على علم بذلك، لم يعلموا. لقد كان عملاً حساساً".

خطوتان أخريان
لم يتمتع ظريف بالثقة التي تخوله معرفة هذه المعلومة. بعبارة أخرى، لم يكن ضرورياً بالنسبة إليه معرفة مسائل إقليمية كهذه، بما أنها لا تعنيه. وتضيف انتخابي فرد أنّ البيان المثير للقشعريرة الذي أصدره غاني أوضح أنّه لم يكن للحكومة دور كي تؤديه في السياسات الإقليمية لإيران.

وفي خطوة مهمة أخرى، عيّن خامنئي ابراهيم رئيسي رئيساً للسلطة القضائية في إيران، بينما أصبح الرئيس السابق لهذه السلطة صادق لاريجاني رئيساً لمجمع تشخيص مصلحة النظام. كلا الرجلين مشهور بوجهات نظرهما المتطرفة وهما مقربان من الحرس الثوري، إضافة إلى كونهما محط ثقة عالية لدى المرشد الأعلى.

تعديلات إضافية غير مستبعدة
قد تعقب هذه التعديلات تغييرات أكبر حتى. إنّ الانتخابات الرئاسية المقبلة في سنة 2021 ستكون واحدة من أهم الانتخابات التي ستشهدها إيران، بالنظر إلى عمر المرشد الحالي والبالغ 79 عاماً وإلى احتمال بدء النقاشات عن خلف له في وقت قريب.

هذه التغييرات الحديثة في القضاء وفي مجمع تشخيص مصلحة النظام إضافة إلى نشاطات الحرس الثوري في جلب الأسد إلى طهران من دون إبلاغ ظريف، تقترح أنّ قبضة المتشددين تصبح أقوى على إيران. يبدو أنّ طهران تستعد كي تتبنى رؤية وسياسة مختلفتين بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.