انطلاق صاروخ من مركز الفضاء  الإيراني (أرشيف)
انطلاق صاروخ من مركز الفضاء الإيراني (أرشيف)
الأحد 17 مارس 2019 / 12:49

إيران تطور تقنيات فضائية تهدد الأمن الدولي

لفت كيفن ليميس، باحث لدى معهد العلوم السياسية والشؤون الحكومية والدولية التابع لجامعة تل أبيب، إلتى حقيق الجيش الإيراني تقدماً إضافياً في مجال الفضاء الخارجي، الأمر الذي يشكل تهديداً أوسع مما تسمح به واشنطن.

يعتقد أن طهران نمكنت بالفعل من استخدام تقنيات فضائية لتقويض نظام GPS الأمريكي لطائرة مسيرة، وتعطيل رؤية قمر صناعي أمريكي للتجسس باستخدام طاقة موجهة، وتقنيات تشويش متقدمة ضد أقمار صناعية تجارية غربية

وكتب الباحث، في موقع "فورين بوليسي"، أن إيران حاولت، في منتصف يناير( كانون الثاني)  وبداية فبراير( شباط) الماضيين، إطلاق قمرين اصطناعيين للرصد البيئي.

وحُمل القمران "بايان" و"دوستي" على متن مركبة إطلاق أقمار إيرانية الصنع، ورغم فشل محاولة وضع القمرين في المدار، احتجت الولايات المتحدة على العملية برمتها مركة إطلاق الأقمار استخدمت نفس قاعدة التكنولوجيا متعددة المراحل للصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

واستباقاً للأحداث، كتب وزير الخارجية الأمريكي، في 3 يناير( كانون الثاني) الماضي على تويتر، أن "الإطلاق سيساعد على تطوير البرنامج الصاروخي الإيراني. وأكدت الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا أن العملية تمثل تحدياً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231. ولن نقف متفرجين فيما يتعرض الأمن الدولي للتهديد".

برنامج سري
ويقال، حسب الباحث، إن إدارة الرئيس الأمريكي ترامب أحيت برنامجاً سرياً من عهد بوش، لتخريب برنامج الصواريخ والفضاء الإيراني عن طريق زرع "قطع غيار ومواد ضمن سلاسل توريد الفضاء الإيراني".

لكن أهمية الأمن القومي لبرنامج الفضاء الإيراني تتجاوز بكثير تكنولوجيا الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، كما أن الوجود الإيراني المتزايد في الفضاء الخارجي، خاصةً عندما يقترن بقدرات طهران المتنامية في الفضاء الإلكتروني، يُعزز جوانب قوتها الصارمة.

ويشار لتطور برنامج إيران الفضائي انطلاقاً من برنامجها الصاروخي الأصلي، والذي بدأ في نهاية الثمانينات بدعم، بشكل رئيسي، من كوريا الشمالية، والصين، وليبيا، والاتحاد السوفييتي السابق.

وفي 2003، في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، وافق البرلمان الإيراني على إنشاء مجلس الفضاء الأعلى، ووكالة الفضاء الإيرانية  ذراعاً تنفيذيةً لها، وارتبط كلاهما بوزارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ولاقى برنامج الفضاء الإيراني دعماً كبيراً في عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد المتشدد بدءاً من 2005، في نفس الوقت الذي اشتدت فيه المواجهة مع الغرب بسبب البرنامج النووي الإيراني.

وفي فبراير( شباط) 2009، وأثناء الاحتفال بالذكرى الثلاثين للثورة، نجحت إيران في إطلاق أول صاروخ من صنعها، "الأمل"، مستخدمة مركبة السفير.

تسليح الفضاء
وفي يناير(كانون الثاني) 2013، أشيع أن إيران أرسلت إلى الفضاء قرداً ما جعلها أقرب إلى رحلات الفضاء البشرية، والتي لم تحققها، حتى الآن، سوى روسيا والولايات المتحدة والصين.

وفيما تواصل إيران تطوير قدراتها الفضائية، تدعي طهران أن برنامجها الفضائي، كما برنامجها النووي، مخصص لأغراض سلمية. ولكن يرجح أن تسعى إيران، الحساسة باستمرار لأي تهديدات تطالها، إلى اعتبار الفضاء بمثابة ثغرة أمنية محتملة.

ومن هذا المنطلق، يرى الكاتب أن إيران ستسعى بالتأكيد لمنع آخرين من تسليح الفضاء، فضلاً عن العمل على تقليل قدراتهم.

وفي الوقت نفسه، من المؤكد، حسب الكاتب، تقييم طهران الجهود الهجومية لدول أخرى. ولذلك أمر الرئيس الأمريكي، ترامب، في يونيو( حزيران) الماضي، البنتاغون بإنشاء" قوة فضاء" مستقلة عن القوات الجوية الأمريكية فرعاً سادساً في الجيش الأمريكي للسيطرة على الفضاء.

أما إيران، فعملت من جانبها ببطء لكن بثبات، على تحسين قدرات مرتبطة بالاستخبارات والاستطلاع ونظم الإنذار المبكر.

ويقال إنها تمكنت بالفعل من استخدام تقنيات فضائية لتقويض نظام GPS الأمريكي للطائرة دون طيار، وتعطيل قدرات قمر صناعي أمريكي للتجسس باستخدام طاقة موجهة، وتقنيات تشويش متقدمة ضد أقمار صناعية تجارية غربية.