نساء وأطفال يغادرون الباغوز في سوريا (أرشيف)
نساء وأطفال يغادرون الباغوز في سوريا (أرشيف)
الإثنين 18 مارس 2019 / 13:51

مسعف يروي تفاصيل الخروج الكبير من الباغوز

بعدما أمضى بول برادلي، كاهن فريق بورما الحرة رينجرز، مع فريقه، خمسة أسابيع عند خط المواجهة في آخر معركة ضد داعش في سوريا يساعد نساءً وأطفالاً وبعض الرجال، من فرنسا، وكندا، وروسيا، وبريطانيا وآخرين من المالديف، ومصر والبوسنة، قال: "بدا كأن العالم كله كان هناك".

مع تزايد عدد النازحين، سرت شائعات بشأن احتمال وجود أحزمة ناسفة. وقالت قوة قسد إنها عثرت على حزامين ناسفين بين النساء. وذلك هو الشيء الوحيد الذي سمعنا به

ويشار إلى أن "بورما الحرة رينجرز" منظمة إغاثة إنسانية تعمل في مناطق النزاعات. وعملت هذه المنظمة في بورما عشرين عاماً، وهي موجودة في العراق منذ 2014، وفي سوريا منذ 2015.

حالة مختلفة
ولكن سيث فرانتزمان، كاتب رأي لدى موقع "ميدل إيست فورم" يقول إن هذه الحالة كانت مختلفة عن سواها.

فقد ظن فريق بورما الحرة رينجرز، أنه مع اقتراب قوات سوريا الديمقراطية قسد، من طرد داعش خارج آخر معقل له على ضفة الفرات، في سوريا، سيمضي بضعة أيام في مساعدة عدد قليل من المغادرين لقرية الباغوز، وفي دعم قوات قسد، ثم ينتقل إلى شرق سوريا.

ولكن الوضع كان شديد السوء، وأبلغته قسد "نحتاج إلى وجودكم هنا. وهكذا حضر أعضاء فريق بورما الحرة رينجرز، ومنهم أكراد وعراقيون وبورمي وحيد، إلى خط المواجهة".

وأمضى الفريق قرابة شهرين في المنطقة لتقديم أغذية، وماء، وحفاضات، وبطانيات، ورعاية طبية لحوالي 22 ألف شخص، كان معظمهم من الأطفال والنساء  إما عضوات داعش، أو زوجات مقاتلين في التنظيم.

ويقول برادلي: "كنا عند خط الجبهة مع قوات قسد. ونمنا معهم ضمن وحداتهم العسكرية، لأن النازحين كانوا يأتون إلى تلك المنطقة أو يمرون بها. وكنا قادرين بفي اداية على استقبالهم. ولكن مع تدفق أعداد كبيرى، ووصول قافلة مكونة من 30 إلى 40 شاحنة، انتقلنا إلى منطقة الانتظار".

ما جرى في الباغوز
وفضلاً عن وظيفته قسيساً، يقود برادلي فريقاً يقدم خدمات لوجيستية وأمنية. وبفضل خبرة طويلة اكتسبها عند حضوره أشد المعارك ضراوة في العراق، عدل فريقه نظام عمله لتنفيذ عمليات سلسة.

وهو يقدم ما يمكن وصفه بنظرة فريدة لما جرى في باغوز، وللأْعداد المذهلة التي كانت في آخر منطقة سيطر عليها داعش.

وطيلة فبراير( شباط) الماضي، كان من الطبيعي رؤية آلاف النساء الملتحفات بالسواد يلحق بهن أطفال صغار. وللتعامل مع تلك الأعداد الهائلة، عمدت قوات قسد إلى شاحنات لنقل اللاجئين إلى منطقة خلفية.

ووجد أطباء وممرضو فريق بورما الحرة رينجرز، على بعد 200 متر، وقدموا المساعدة المطلوبة.

وقال برادلي: "عالج مسعفونا حوالي 4000 شخص، وحتى أن منظمة كارين، منظمة أقلية من بورما، ساعدت في ولادة طفلين".

ويلفت كاتب المقال إلى أن معظم الذين غادروا الباغوز من أنصار داعش، لذلك فصلت قوات قسد النساء والأطفال، عن الرجال، الذين يرجح أن يكونوا أخطر، وربما كانوا مقاتلين.

وغالباً ما عالج فريق برادلي نساءً، ولكنه عالج رجالاً أيضاً من آثار قذائف هاون وغارات جوية. ولم توجد في المنطقة أي منظمات إغاثة إنسانية أخرى لتقديم ذلك النوع من الخدمات، رغم أن قوة قسد غير مستعدة للتعامل مع ذلك العدد الهائل من المدنيين.

هاجس أمني

ويضيف برادلي "مع تزايد عدد النازحين، سرت شائعات عن احتمال وجود أحزمة ناسفة. وقالت قوة قسد إنها عثرت على حزامين ناسفين بين النساء. ذلك هو الشيء الوحيد الذي سمعنا به".

ويشير كاتب المقال إلى بداية هزيمة داعش بحصار فرض طيلة فبراير( شباط) على الباغوز، حيث أرادت قوات قسد والتحالف الدولي وضع نهاية للمواجهة.

وأمكن التوصل إلى صفقة منح بموجبها مقاتلو داعش والذين كانوا داخل باغوز فرصة للمغادرة والاستسلام. ولكن داعش أمر سكان منطقته ببالبقاء، ودفع من أراد المغادرة ما بين 100 و1000 دولار لقاء تهريبه.

ولكن داعش عدل استراتيجيته، وقرر السماح بالاستسلام، لاعتقاده ربما أن دولته ستنهض في مكان آخر. ولذلك اندهش ديف أوبانك، قائد منظمةبورما الحرة رينجرز، فقال: "ذهلت عند رؤيتي مقاتلين أحياء، لأني لم أر كثيراً من أأمثالهم، كان معظم الذين رأيناهم في الموصل، قتلى". واليوم تخلى الذين غادروا الباغوز عن أسلحتهم، واستسلموا عوض السعي للشهادة.