الإثنين 18 مارس 2019 / 21:58

"فلسطين في الزمن الجميل".. معرض يعود بالذاكرة لأكثر من مائة عام

يعود معرض "فلسطين في الزمن الجميل" للمصور الفلسطيني الراحل خليل رعد، بذاكرة زائريه لأكثر من مئة عام، عبر صور باللونين الأبيض والأسود لجوانب من الحياة في أماكن مختلفة من فلسطين التاريخية.

ويضم المعرض الذي افتتح مساء الأحد في قاعة المركز الثقافي الفرنسي الألماني في رام الله، 75 صورة يمكن وصفها بأنها لوحات فنية رسمتها ريشة فنان.

وقال وزير الثقافة الفلسطيني، إيهاب بسيسو: "إن الصور التي يضمها هذا المعرض هي الدليل المادي بين أيدينا اليوم على أن فلسطين كانت تضج بكافة أشكال الحياة، وهذا يناقض تماماً رواية الاستعمار التي حاول من خلالها شطب الوجود الفلسطيني عن هذه الأرض، فأطلق مقولته المزيفة أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض".

عميد المصورين
ويعتبر خليل رعد(1854-1957)ابن قرية بحمدون اللبنانية والذي انتقل للعيش مع عائلته في مدينة القدس عميد المصورين الفوتوغرافيين العرب.

وأنشأ رعد في سنة 1890 استوديو خاصاً به في شارع يافا، قبالة استوديو معلمه السابق المصور الأرمني جرابيد كريكوريان، واستمر بمسيرته كمصور حتى وفاته سنة 1957، تاركاً إرثاً فوتوغرافيا هاماً وجميلاً.

وتم اختيار صور المعرض من مجموعة كبيرة تزيد عن 3000 صورة التقطها رعد خلال مسيرته حيث أصبح الجزء الأكبر منها اليوم في عهدة أرشيف مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

وينظر الى أرشيف رعد من الصور على أنه توثيق لمراحل تاريخية عاشتها فلسطين خلال فترة الحكم العثماني والانتداب البريطاني.

ووصف بسيسو الصور التي يضمها المعرض بأنها "أدلة دامغة نستطيع الاستفادة منها في الأبحاث والدراسات والأعمال الإبداعية المختلفة، وهذا ما اهتمت به مؤسسة الدراسات الفلسطينية، والكثير من المؤسسات الأخرى التي سعت للحفاظ على الأرشيف المادي الفلسطيني".

برتقال وبحر
ويأخذ المعرض زائريه إلى ذلك الزمن الذي كانت ترسو فيه السفن في ميناء يافا إلى عمال يقطفون برتقالها الذي اشتهرت به إضافة إلى صور لأفراد من الجيش العثماني وأخرى للانتداب البريطاني وأخرى لمواسم دينية في القدس.

ومن بين الصور التي التقطها رعد زيارة الامبرطور الألماني وليم الثاني للقدس عام 1898، وينتقل زائر المعرض بين صور لبحيرة طبريا يرصد رعد خلالها عائلة تبحر في قارب وسط مياهها وأخرى لرجل يقف على ضفاف نهر الأردن قبل الانتقال إلى مدينة القدس ويقدم لنا منظرا عاما لها على ما كانت عليه عام 1933 ويذهب بنا بعد ذلك إلى مدينة بيت لحم.

وترصد عدسة رعد الزي الفلسطيني من خلال صور شخصية لرجال ونساء وأطفال في مطلع القرن العشرين في أماكن مختلفة من فلسطين.
ويأتي هذا المعرض الذي من المقرر أن يستمر حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري ضمن فعاليات مهرجان الصورة الثاني الذي تنظمه "مؤسسة شغف" بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية وبدعم من وزارة الثقافة الفلسطينية.

حمل الذاكرة
ويرى وزير الثقافة الفلسطيني المعرض بأنه "مسيرة تكتمل ملامحها من خلال حمل الذاكرة إلى الحاضر والمستقبل من أجل التنويع على ثقافة الصورة، فنحن نستند إلى إرث وحالة ثقافية عبرت عنها عدسة خليل رعد، وكريمة عبود، والعديد من الشخصيات".

وقال "إن إطلاق هذا المعرض والمهرجان يأتي بالتزامن مع احتفاء فلسطين بالقدس عاصمة للثقافة الإسلامية 2019، وأيضا عاصمة دائمة للثقافة العربية والإسلامية، فنحن نحتفي اليوم بأحد أبنائها المبدعين الذين ساهموا في نهضة المدينة المقدسة وحفظ إرثها وتراثها".