الإثنين 18 مارس 2019 / 23:06

الفن نحو الشباب في فعاليات مكثفة لمهرجان أبوظبي 2019

24 - علياء شاهين

يعود مهرجان أبوظبي للعام الجاري، بحزمة من الفعاليات والعروض وورش العمل الموجهة صوب برنامجه التعليمي والمجتمعي ومنصاته الشبابية، وشف أخيراً عنها بعد عدد من الحفلات والأحداث الثقافية البارزة التي قدمها لدورته الـ 16.

وأكد المهرجان الذي تنظمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، استلهامه رؤية ولي عهد أبوظبي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومقولته "ثروة الوطن الحقيقية هي الثروة البشرية، بالإنسان المتعلم والمؤهل، الذي يملك مهارات العصر والقدرة على الابتكار والإبداع، وخلق الثروة المعرفية.

وتلعب المجموعة على مدار العام دوراً مشهوداً في رعاية المواهب الإماراتية في صناعة الأفلام، وخلال المهرجان كل عام، تقام عدد من الفعاليات التي تدعم صناعة الأفلام الإماراتية المستقلة، وسيقدم مهرجان أبوظبي 2019 النسخة الرابعة من "دورة صانعي الأفلام الشباب"، والتي تتضمن دورات مكثفة وبرنامجاً لبناء القدرات بالتعاون مع أكاديمية "بادن وورتمبرغ" و"أورينت ميتس أوكسيدنت"، كما تتضمن هذه الدورة ورش عمل تفاعلية وعروض أفلام في جامعة نيويورك أبوظبي بهدف مساعدة المخرجين الشباب من الإمارات للارتقاء بمهنتهم السينمائية، مع سعي حثيث ليكون أحد التلاميذ ضمن قائمة المرشحين للأوسكار عن فئة الأفلام القصيرة في عام 2021.

وصلة همز
ويعرض البرنامج مقاطع من أعمال إنتاج ستكون حاضرة في مهرجان أبوظبي 2020، وسيشكل وصلة همز بين المخرجين الشباب والشركات الكبرى، والمؤسسات الإعلامية، وشركات الإنتاج لزيادة فرص التوظيف في مجال صناعة الأفلام في الإمارات العربية المتحدة وخارجها.

برنامج "القيادات الإعلامية الشابة" المتخصص في بناء القدرات وتطوير المهارات المهنية لطلاب الإعلام الإماراتيين والخريجين لتمكينهم من اكتساب الشغف والقدرة على أن يُصبحوا قادة الإعلام المحلي المستقبليين وكُتاب مقالات وتحقيقات صحافية مميزة، سعى المهرجان لمساعدتهم في بناء وتعزيز مهاراتهم وسيرتهم الذاتية في هذا المجال.

وبالشراكة مع "سينديكايشين بيرو"، "دوتشي فيللي أكاديمي"، "كارتونينغ فور بيس"، سيخضع المشاركون في البرنامج لثلاث دورات مكثفة على مدى ثلاثة أشهر، يتعلمون خلالها، ويكتسبون المهارات، ويشتركون مع وجوه إعلامية دولية بهدف الحصول على الخبرة المطلوبة خلال مهرجان أبوظبي.

الذائقة الفنية
ويركز المهرجان كذلك على الارتقاء بالذائقة الفنية للشباب وإلهامهم نحو الفنون وريادتها، وعبر لقاء الفنانين العالميين والاطلاع على تجاربهم، تأتي فعالية "المهرجان تحت الضوء" لتزوّد تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات بالفرصة لحضور العروض التجريبية والتدريبات المفتوحة مع الفنانين العالميين، ورفع ودرجة تقديرهم للفنون واستمتاعهم بالموسيقى والرقص والمسرح، وتطوير مهارات المشاهدة وقوة الملاحظة لديهم، وتعزيز اهتمامهم بالفنون مدى الحياة، والاستثمار في جمهور الفن المستقبلي، ومن الفنانين المشاركين هذا العام جويس دي دوناتو، والأوركسترا السمفونية الكورية، وتوسكا وباليه دار أوبرا باريس.

العودة للمدارس
يسعى البرنامج التعليمي والمجتمعي لمهرجان أبوظبي إلى ترسيخ تعليم الفنون واحتضان التعبير الإبداعي عبر مجموعة من الورش والصفوف الاحترافية للطلبة بإشراف كبار الفنانين والمفكرين، ويقدم هذا العام من خلال فعالية "العودة إلى المدارس" وبالتعاون مع قطاع الأنشطة المدرسية في وزارة التربية والتعليم الإماراتية، ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، والمركز الثقافي الكوري، سلسلة من ورش العمل والصفوف الاحترافية لطلاب المدارس والأطفال من أصحاب الهمم، ويقدم ورش العمل مع مجموعة من الفنانين العالميين المشاركين في المهرجان، من بينهم فرقة الباليه الكورية الوطنية؛ والأوركسترا السمفونية الكورية، وتوسكا، وسارا باراس، وباليه دار أوبرا باريس.

ويقدّم البرنامج التعليمي والمجتمعي والمنصات الشبابية من مهرجان أبوظبي هذا العام مجموعةً متنوعة ومتعددة من الفعاليات التي تقام طوال شهر مارس، حيث يعود المهرجان ليسلط المزيد من الأضواء المحلية والعالمية على ثراء قدرات الشباب والمجتمع عبر أنشطة وفعاليات تجسد التزام المهرجان بتنمية الساحة الثقافة وعناصرها وتؤكد على موقعه الريادي كأحد أبراز الاحتفاليات الثقافية في المنطقة العربية والعالم، وبالإضافة إلى الفعاليات العامة التي ستقام في العديد من المواقع، سيحظى الشباب الإماراتي ورواد الإبداع بفرصة المشاركة في مبادرات تثقيفية تقام في المدارس والجامعات.

التعليم في التشكيل
وتقام فعاليات "البرنامج التعليمي في الفنون التشكيلية"، الذي يرافق المعرض المصاحب للمهرجان والذي يقام هذا العام تحت عنوان "آفاق بعيدة: أعمال فنية للطبيعة الأوروبية، مجموعة المقتنيات الأميرية - لختنشتاين"، ويحفل البرنامج بالأنشطة التي تم تصميمها خصيصاً للفنانين الطموحين والناشئين، ويشمل ذلك طلبة المدارس والجامعات، حيث يهدف البرنامج إلى تشجيع التفاعل المجتمعي مع المعرض، كما ينظم سلسلة من الندوات الحوارية مع الفنانين، وجولات في المعرض، وجلسات إبداعية عملية من وحي الأعمال التي يعرضها المعرض.

وانطلق البرنامج بجلسة حوارية أقيمت يوم 27 فبراير بمنارة السعديات بأبوظبي، تم خلالها استكشاف حركة فن الرسم الأوروبي في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وتأثير العالم الإسلامي على الفنانين في أوروبا، وقاد الحوار مدير اللوفر أبوظبي، مانويل راباتيه، وتحدث في الجلسة؛ د. جوهان كرافتنر، مدير المجموعة الأميرية، كما تحدثت روز- ميري موسو، رئيس المنسقين في قسم الفنون الحداثية المبكرة بمتحف اللوفر أبوظبي، وانضمت إلى الحوار الدكتورة روسيو كوليتس-لاسبرا، مساعد منسق المتاحف في وزارة الثقافة الإسبانية.

وتقام يوم 19 مارس ورشة عمل "رسم المنظورات"، تعقبها ورشة عمل "رسم المناظر الطبيعية" يومي 13 و 24 مارس، وحوار "رواق الفكر" مع مانويل بورخا - فييل، مدير متحف الملكة صوفيا يوم 21 مارس، ويختتم البرنامج بجولة إرشادية ورحلة إلى "فن دبي" يوم 23 مارس.

منصات
أما منصات الشباب والبرامج المجتمعية فهي مبادرة مهرجان أبوظبي التي يقدمها للشباب بهدف تفعيل دورهم والاستثمار في قدراتهم وتمكينهم من تنمية مهاراتهم وتلبية احتياجاتهم، واستكشاف مستقبلهم ليساهموا بفاعلية في تقدم واستدامة وازدهار الدولة، وقد انطلق البرنامج المجتمعي من مهرجان أبوظبي 2019، بفعالية "المهرجان في الحديقة" التي أقيمت تحت رعاية الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، حرم ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وبدعم من دولفين للطاقة، وأقيمت الفعاليات على مدار يومين في حديقة أم الإمارات وتضمنت عروضاً فنية مباشرة تناسب كل أفراد الأسرة، وأعمالاً مسرحية وسينمائية، واستعراضات كوميدية وموسيقية، وورش عمل، ومعروضات للحرف اليدوية الإماراتية، وورشة للحرف اليدوية الكورية، احتفاء بثقافة كوريا الدولة ضيف شرف المهرجان لهذا العام.

وقدمت "وزارة العلوم"، عرضاً يخاطب العقل في قالب مرح، وأقيمت فعالية "نادي القراءة" مع مؤلفين إماراتيين احتفاءً بالشهر الوطني للقراءة في مارس من كل عام، وعرض مجموعة من المصنوعات الحرفية الكورية بالتعاون مع المركز الثقافي الكوري، كما استمتع الجمهور بعرض رائع شاهدوا خلاله "مسيرة العزف بالطبول"، وشاركوا في ورشة لصناعة الآلات الموسيقية.

وكذلك أقيم عرض قدمته فرقة موسيقية من معهد النخبة للموسيقى، بالإضافة إلى فرصة استكشاف مجموعة متنوعة من أفضل المنتجات الحرفية المتاحة للشراء والمشغولة بأيدي حرفيين إماراتيين عرضها "سوق الحرف اليدوية" الذي قدم منتجات من مؤسسات إماراتية محلية مثل الغدير للحِرف الإماراتية ومؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، والاتحاد النسائي العام، ومصنع صابون الجمل.

أما محبو الأفلام، فكان موعدهم مع عرض سينمائي خاص، لفيلم "غيمة أمل" إنتاج وإخراج راوية عبد الله. وتضمنت الفعاليات عرض كوميدي باللغة العربية قدمه الكوميديان الكوري وون هو تشونغ ، بالإضافة إلى عرض مسرحي بعنوان "مرايا الإبداع" من "ورشة الإمارات المسرحية" من بطولة أطفال من أصحاب الهمم، وعرض لنادي السينما لفيلم "أنشودة العقل" من إخراج أمل المعقروبي.

مسرح.. علوم.. فكر
وعادت "وزارة العلوم" بعرض مليء بالتجارب، باللغتين العربية والإنجليزية، لإلهام الأطفال في ما يخص العلوم والهندسة، وتقدم وزارة العلوم دعمها لطموح الإمارات العلمي، وتجلب الاختراعات البشرية من حول العالم إلى جمهور جديد في الإمارات الشمالية ومنطقة الظفرة.

وتعنى مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون على مدار العام بتغذية روح الإبداع في مجال المسرح من خلال لعب دورها المحوري في احتضان المواهب المسرحية. وللعام الرابع على التوالي، وبالتزامن مع الأولمبياد الخاص، قاد أبرز رواد المسرح الإماراتي ورشة تدريبية مكثفة عبر "ورشة الإمارات المسرحية" أثمرت عن إنتاج عرض مسرحي قدمته مجموعة من الأطفال من أصحاب الهمم، احتفاءً بشعار "ثقافة العزم"الخاص بالدورة الحالية من مهرجان أبوظبي.

ويوسع "رواق الفكر" نطاق ندواته الحوارية في عام 2019 ليقدم سلسلته السنوية التي تهدف إلى تعميق الحوار البنّاء بين كبار الشخصيات الفاعلة في ميادين الفكر والثقافة والدبلوماسية، إضافة إلى عموم الجمهور، وفي سلسلة هذا العام يتعاون الرواق مع "دائرة الصحة - أبوظبي" لاستضافة جلسة حوار حول الترويج للصحة عبر الفنون والثقافة، وتشهد جلسات هذا العام مشاركة مريم سعيد، أرملة الراحل إدوارد سعيد؛ ومانويل بورخا - فييل، مدير متحف "رينا صوفيا"، وغيرهم من ضيوف المهرجان الدوليين.