الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو (أرشيف)
الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو (أرشيف)
الثلاثاء 19 مارس 2019 / 20:09

الرئيس الأمريكي يستقبل "ترامب البرازيل"

يستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء في البيت الأبيض الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو الذي يجاهر بإعجابه به، وقد انتخب مثله بعد حملة ركزها على نبذ أسلوب "مراعاة اللياقة".

ولا تقتصر القواسم المشتركة بين رجل الأعمال السابق والمظلي السابق على إقبالهما على استخدام التغريدات وأسلوبهما الاستفزازي، بل إن مواقفهما متشابهة في الكثير من المواضيع، مثل انتقادهما الشديد للتعددية، واعتمادهما نهجاً معادياً لبكين، وتنديدهما باتفاق باريس حول المناخ.

وحرص بولسونارو الذي يعرف بألقاب كثيرة أبرزها "ترامب البرازيل"، على إبراز أوجه الشبه بينه وبين ترامب خلال حملته الانتخابية.

ومنذ وصوله إلى السلطة في الأول من يناير (كانون الثاني)، تعمد إظهار تأييد للولايات المتحدة مخالف للخط الدبلوماسي التقليدي لبلاده التي لطالما جهدت للبقاء على مسافة متساوية من القوى الكبرى.

وعلى جدول أعمال هذا اللقاء الأول بين ترامب وبولسونارو لقاء على انفراد في البيت الأبيض وغداء عمل ومؤتمر صحافي مشترك في حدائق البيت الأبيض.

ومن المتوقع أن يغتنم الرئيسان اللذان ينددان باستمرار بمخاطر الاشتراكية بكل أشكالها، هذه المناسبة لتشديد الضغط على رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو الذي يطالبان برحيله منذ أن اعترفا بمعارضه خوان غوايدو رئيساً انتقالياً.

وعند استقباله غوايدو في برازيليا في نهاية فبراير (شباط)، أثنى بولسونارو على "شقيقه" الذي وصفه برمز "للأمل".

وقد تشكل هذه الزيارة فرصة لترامب لطي صفحة مرحلة صعبة شهدت فشل قمة هانوي مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ورفض الكونغرس مشروعه لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.

وفي مقابلة أجرتها معه شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية بُثّت مساء الإثنين نوّه بولسونارو بمشروع الرئيس الأمريكي بناء جدار حدودي مع المكسيك، ومن دون تقديم أي دليل اعتبر أن ما يحصل في فرنسا مثال مضاد لذلك قائلاً إن "الحدود مفتوحة أمام اللاجئين من دون أي تدقيق".

وقال الرئيس البرازيلي إن "نوايا الغالبية العظمى لطالبي الهجرة ليست سليمة"، مضيفاً "إنهم لا يتمنّون الخير للأمريكيين".

ومن المتوقع كذلك أن يشدد الرئيس الأمريكي ورئيس أكبر قوة في أمريكا اللاتينية على تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

كما سيستعيدان القرار الذي أعلنته البرازيل الإثنين بالسماح للولايات المتحدة بإطلاق صواريخ ومكوكات فضائية تحمل أقماراً صناعية من مركز ألكانتارا الفضائي في جنوب البرازيل.

وتتميز ألكانتارا بموقع مثالي بسبب قربها من الخط الاستوائي، ما يسمح بادخار الوقود بنسبة 30% لعمليات إطلاق أقمار صناعية ووضعها في مدارها.

في المقابل، بإمكان الولايات المتحدة دعم انضمام البرازيل إلى منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي.

وعشية اللقاء، زار بولسونارو وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، في بادرة ملفتة لرئيس دولة أجنبية.

وتتخذ هذه الزيارة لمقر السي آي إيه بضاحية واشنطن بعداً خاصاً بعد الخلاف الذي قام بين البلدين إثر فضيحة التنصت الأمريكي.

وفي نهاية 2013 ألغت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف زيارة دولة إلى واشنطن بعدما كشفت الصحافة عن قيام وكالة الأمن القومي الأمريكية بالتنصت على اتصالاتها الخاصة.

فهل يقوم توافق الآن بين ترامب وبولسونارو بالرغم من مساريهما المختلفين تماماً؟

الأمر الوحيد المؤكد في الوقت الحاضر أن مواقف الضابط السابق في الجيش البرازيلي خلال حملة الانتخابات لقيت أصداء إيجابية جداً في البيت الأبيض.

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم كشف اسمه في معرض كلامه عن الزيارة إن بولسونارو "حطم كل المحظورات التاريخية".

وأضاف "اختار اعتماد موقف مؤيد للولايات المتحدة بعيداً عن أي تعقيد، وخاض الحملة معلناً أنه يريد أن يكون أفضل صديق للولايات المتحدة، ويريد علاقة وثيقة مع الرئيس ترامب".

ومع قرب موعد اللقاء أظهر الرئيس البرازيلي مجدداً مدى إعجابه بقطب العقارات السابق.

وقال بولسونارو للشبكة الأمريكية "لدينا الكثير من الأمور المشتركة"، مضيفاً "لطالما أعجبت به. لقد تعرّضت كثيراً لانتقادات بسبب ذلك لكني لن أخفي ما أفكر فيه. لست حرباء".