صورة مركبة للرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني (أرشيف)
صورة مركبة للرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني (أرشيف)
الأربعاء 20 مارس 2019 / 13:42

الحرس الثوري مجدداً...سياسة أمريكا الإيرانية تعقد علاقاتها مع العراق

لفت دانييل لاريسون، محرر بارز لدى موقع "ذا أميريكان كونسيرفاتيف"، إلى احتمال تطبيق وزارة الخارجية الأمريكية خططاً طرحها وزيرها، مايك بومبيو مع عدد من مسؤولي البيت الأبيض، تقضي بتصنيف الحرس الثوري الإيراني، تنظيماً إرهابياً أجنبياً، في أول إجراء أمريكي من نوعه بتصنيف وحدة عسكرية تابعة لحكومة أخرى، مجموعة إرهابية، بعد أن قال مسؤولون أمريكيون إن ذلك سيعرض جنوداً وضباط استخبارات أمريكيين لخطر إجراءات مماثلة تتخذها حكومات أخرى.

من شأن تصنيف IRGC وميليشيات عراقية كمنظمات إرهابية، أن يثير هجمات على قوات أمريكية من هذه المجموعات ذاتها

ويشير كاتب المقال إلى أن الخطط المذكورة تقضي أيضاً بتصنيف بعض الميلشيات الشيعية العراقية تنظيمات إرهابية أجنبية. ونتيجة لذلك، ستصبح ميليشيات مدربة إيرانياً، ومسؤولين عراقيين داعمين لها، معرضين لعقوبات اقتصادية ولقيود على السفر.

تهديدات
وحسب كاتب المقال، لا بد أن تؤدي خطط الإدارة الأمريكية لزيادة التوتر مع إيران، وتعكير العلاقات مع الحكومة العراقية.

كما من شأن تصنيف الحرس الثوري، وميليشيات عراقية منظمات إرهابية، أن يتسبب في هجمات على قوات أمريكية من هذه المجموعات ذاتها. وربما يُعطي التصنيف ذريعة للإدارة لبدء أعمال عدوانية ضد إيران، وضد جماعات مسلحة تدعمها في العراق، وسوريا.

ويقول الكاتب إنه عندما طرحت هذه الفكرة قبل عشر سنوات، عارضها أوباما، الذي كان يومها عضواً في مجلس الشيوخ، وزعم أنها قد تستخدم مبرراً لهجوم ضد إيران. وتبعاً لذلك يُمكن أن تحمل الفكرة خطورة شديدة، وأن لا تسفر عن شيء، وهي شبيهة ببقية سياسة الإدارة المفلسة ضد إيران.

تقييد
وتبعاً لذلك، يتوخى مسؤولون في الجيش والاستخبارات الحذر من فكرة تصنيف قسم تابع لجيش دولة أخرى، جهة إرهابية.

ويشير الكاتب إلى معارضة مسؤولين في البنتاغون والسي آي أي، التي أدارها بومبيو في العام الأول من عهد ترامب، تصنيف الحرس الثوري، أو ميليشيات عراقية تنظيمات إرهابية، خشية رد فعل قد يقيد القوات الأمريكية.

ويرى كاتب المقال، أن طرح بومبيو لتلك الإجراءات غداة زيارة روحاني الناجحة إلى العراق، ولقائه الاستثائي مع آية الله علي السيستاني، يكشف جهله بالسياسات العراقية. فقد تصاعدت المعارضة العراقية لاستمرار الوجود العسكري الأمريكي في البلاد حتى قبل أن يتحدث ترامب عن "مراقبة إيران" في العراق. ويبدو مؤكداً أن تشتد المعارضة لو نفذت التصنيفات المقترحة لميليشيات ومسؤولين عراقيين.

رفض
ويشير الكاتب إلى رفض الحكومة العراقية مساعي أمريكية لإجبارها على الانضمام إلى حملة للضغط على إيران. وإذا بدأت الولايات المتحدة فرض عقوبات على ميليشيات ومسؤولين عراقيين مرتبطين بها، ستمتنع الحكومة العراقية عن التعاون مع واشنطن على أي شيء.

وعلاوة على ذلك، يسمم هوس الإدارة بإيران كل شيء، وثبت، في الأشهر الأخيرة، كيف سممت تلك السياسة علاقات أمريكا بالحكومة العراقية.

نموذج جيد
ويرى كاتب المقال أن التسميات المقترحة، تعتبر نموذجاً جيداً يفسر سبب مواجهة الإدارة الأمريكية صعوبة في كسب دعم دولي لحملتها "لممارسة أقصى ضغط"، لأنها تندرج في سياق الإصرار على تعاون حكومات أخرى، ضد إيران.

وعوض التحفيز على التعاون، تهدد الإدارة بفرض عقوبات ما يدفع حكومات أخرى للبحث عن حلول للتعاون مع إيران. واعتادت الولايات المتحدة على الحصول عى ما تريده من حلفائها، ولكن الأمر لم يعد سارياً. وفي هذه الحالة، أساءت أمريكا لعلاقاتها مع حلفائها، وتسببت مطالب غير معقولة، فضلاً الإنذارات، في مقاومة كبيرة من دول لم تكن تعارض في السابق الخيارات الأمريكية.