مقاتلون من كتائب حزب الله في الأنبار (أرشيف)
مقاتلون من كتائب حزب الله في الأنبار (أرشيف)
الأربعاء 20 مارس 2019 / 14:15

قتل روائي واستفزاز دورية أمريكية...ميليشيات إيران في العراق تكتتسب زخماً

24- زياد الأشقر

كتب جوناثان سباير في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الميليشيات العراقية المدعومة من إيران، تزداد قوة وثقة في النفس، مع تمتعها بحصانة إضافية.

طرد داعش قد حفز هذه الاعتداءات والتهديدات الشيعية

وقتل مسلحون الروائي علاء المشذوب، مؤرخ الجالية اليهودية المفقودة في العراق، عندما كان على دراجته الهوائية في مسقط رأسة كربلاء في 3 فبراير (شباط).

وكان المشذوب من أشد المنتقدين لتزايد النفوذ الإيراني في العراق. ويعتقد أقاربه أن ذلك ما دفع رجال الميليشيات الشيعية، لاستهدافه.

استفزازات
وأضاف أنه بعد أيام من الاغتيال، ظهر آوس الخفاجي القائد البارز في الميليشيات الشيعية الذي ينتمي إلى قبيلة المشذوب، على التلفزيون ليندد بالتدخل الإيراني في العراق، فعمدت وحدات الحشد الشعبي المدعومة من إيران إلى اعتقال الخفاجي، الذي اختفى أثره بعد ذلك.

وفي الأسبوع نفسه، وفي حادث أقل دراماتيكية لكنه ينذر بالشؤم، تحدت الميليشيات الشيعية دورية راجلة للجيش الأمريكي قرب قاعدة امريكية شرق الموصل. وأوقف رجال مدججون بالسلاح عربتهم العسكرية أمام الدورية الأمريكية وصوروا فيلماً عن الواقعة، ونُشر الفيديو لاحقاً مع اعلان مصحوب بموسيقى عسكرية عن نجاح قيادة نينوى في الحشد الشعبي في تعطيل محاولة أمريكية لتسيير دورية في المدينة.

مواجهة محتومة
واعتبر الكاتب، أن هذه الحوادث، من بين أحداث أخرى، تثبت أن حلفاء إيران في الحشد الشعبي، بدأوا يشكلون قوة ثانية في العراق، في الدولة الرسمية وإلى جانبها. ويبدو أن المواجهة مع 5200 جندي أمريكي يتمركزون في العراق، لا يُمكن تجنبها.

وذكر بأن قوى الأمن العراقية في منطقة الدولاب بمحافظة الأنبار عثرت على ثلاثة صواريخ غراد موصولة إلى جهاز توقيت وموجهة إلى قاعدة عين الأسد في المحافظة في 2 فبراير(شباط).

وتتمركز في هذه القاعدة قوات أمريكية وزارها الرئيس الامريكي دونالد ترامب في ديسمبر (كانون الأول). وبحسب تقارير لوسائل إعلام عراقية، عطلت الصواريخ قبل 15 دقيقة من انطلاقها. وأتى ذلك بعد هجمات لميليشيات شيعية على السفارة الأمريكية في بغداد والقنصلية الأمريكية في سبتمبر(أيلول).

وبعد ذلك بيومين، خرج المتحدث باسم كتائب حزب الله في العراق الموالي لإيران جعفر الحسيني، ليحذر من أن الاشتباكات بين الفصائل المتحالفة مع إيران والولايات المتحدة "يمكن أن تبدأ في أي لحظة...لا استقرار في العراق مع وجود القوات الأمريكية فيه".

وكان بذلك يردد صدى قيس الخزعلي، قائد عصائب أهل الحق الذي أدلى بتصريح مماثل في 28 يناير (كانون الثاني).

اتفاق سري!
ورأى أن طرد داعش، حفز هذه الاعتداءات والتهديدات الشيعية. ومعلوم أنه تم تجميع فصائل الحشد الشعبي في صيف 2014، في الوقت الذي كان داعش يستعد لاقتحام بغداد.

ذاك التهديد أوجد نوعاً من الهدنة بين الميليشيات الشيعية والقوات الأمريكية. وحتى في ذروة الحرب مع داعش، فإن الميليشيات المدعومة من إيران لم تنس عدائيتها نحو الولايات المتحدة.

وكانت كتائب حزب الله في محافظة الرمادي في صيف 2015 يرددون على مسامع الصحفيين الغربيين روايات عن وجود اتفاق سري بين الجهاديين السنة، والولايات المتحدة، يستهدف الشيعة وإيران.

مكاسب
ولفت إلى أن الميليشيات المدعومة من إيران التي تضع نصب أعينها الجنود الأمريكيين، ليست فقط عبارة عن تنظيمات مسلحة. فالأجنحة السياسية لهذه الميليشيات شاركت في الانتخابات التشريعية وحققت مكاسب كبيرة.

لائحة الفتح التي يتزعمها قائد منظمة بدر هادي العامري في المرتبة الثانية في البرلمان، بعد اللائحة الشيعية المنافسة لها بزعامة مقتدى الصدر. لقد قال قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني في حديث علني نادر الشهر الماضي إن "الأصدقاء الأفضل لإيران اليوم هم حكام العراق".