تنظيم داعش  (أرشيفية)
تنظيم داعش (أرشيفية)
الأربعاء 20 مارس 2019 / 17:41

باحث لـ24: "الإسلاموفوبيا" والتطرف وجهان لعملة واحدة

24 - القاهرة - عمرو النقيب

أكد رئيس وحدة الدراسات الاستراتيجية بدار الإفتاء المصرية، طارق أبو هشيمة، أن "الإسلاموفوبيا" وتطرف داعش والقاعدة وجهان لعملة واحدة، فكلاهما أوقع العالم في مأزق.

وأشار أبو هشيمة لـ24، إلى إنه إذا لم تحتشد جهود العلاج وتتوحد الصفوف العالمية للتصدي لهما فسيقضيان على أي جهود للتنمية، فالعالم كله يقع تحت نيرانهما، ويجب أن يكون التصدي لجرائم المتطرفين من القاعدة وداعش والنازيين الجدد على نفس المستوى، فالعالم كله أصبح في مرمى نيران الإرهاب.

وأضاف أبو هشيمة، أن ما حدث أخيراً في كل من نيوزيلاندا وهولاندا هو نموذج للكراهية والعنصرية التي وجدت البيئة الخصبة، لأن تنتقل من حيز التطرف الفكري إلى التطرف العنيف، والذي يُعد نوعاً من أنواع التطرف المضاد، لافتاً إلى أن ظاهرة العداء ضد كل ما هو إسلامي وجدت من العوامل ما جعلها تنمو إلى هذا الحد من الإجرام الأسود البغيض، الذي وصل إلى الآمنين في بيوت الله، والكادحين في وسائل المواصلات.

وتابع، من هذه العوامل التي تتغذى عليها "الإسلاموفوبيا" الزعم بتفوق العرق الأبيض، والتخوف من تزايد أعداد المسلمين في الغرب بحيث أصبح يشكل لهم هاجساً مخيفاً، وصعود من يسمون بالنازيين الجديد واليمين المتطرف، وغياب القوانين التي تجرم العنصرية والكراهية وأخيراً أفكار القاعدة وداعش المتطرفة التي تسوق في الإعلام الغربي ووسائل التواصل على أنها تمثل الإسلام الصحيح.

كل هذه العوامل شكلت بناء "الإسلاموفوبيا" التي أفرزت ثقافة الكراهية والعنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي في الغرب، والتي انتشرت على صفحاتها انتشار النار في الهشيم.

وأوضح أبو هشيمة، أن "الإسلاموفوبيا" هي نتاج غياب تفعيل قانون معاداة الآخر على أساس الدين والعرق، وعدم تفعيل هذه القوانين يعطي مؤشرا لمزيد من العنف وربما العنف المضاد من قبل الجماعة الإسلامية التي تشعر بالمظلومية نتيجة غياب القانون وتفشي ظاهرة العداء ضدهم.

وألمح أبو هشيمة، إلى أن وسائل التواصل الحديث بجانب الوسائل التكنولوجية الأخرى أثبتت أنها أصبحت سلاحاً مهماً في أيدي المتطرفين، سواء من ناحية الاستقطاب ونشر الأفكار المغلوطة والكراهية والعنف أو من ناحية ترويج الجرائم على صفحاتها والتي بدورها تجعل من مثل هذه المشاهد العنيفة أمراً مقبولاً ومألوفا، وهذا يتطلب رقابة شديدة على هذه الوسائل من البداية لترشيد الخطاب العنيف والحد من جرائم الإرهابيين.

وشدد أبو هشيمة، على أننا يجب أن ننتبه للألعاب الإلكترونية الخطرة والتي تعد ساحات للمعارك بالنسبة للاعبين المجهولين، والتي تعتمد على القنص والقتل، فهي ساحة إلكترونية للتدريب على القتل والعنف، تؤهل لاعبيها على تقبل فكرة القتل والعنف، فهدفها القتل من أجل البقاء والانتصار، مما يشكل خطورة على المجتمعات، لأنها تفتح مساحة للمتطرفين لأن يتلقوا التدريب الذي يؤهلهم، لأن يكونوا قتلة محترفين، والشاهد على ذلك إرهابي نيوزيلاندا.

وأكد أبو هشيمة، أنه يجب تفعيل القانون للقضاء على مثل هذه الممارسات العنصرية، وتشديد الرقابة على الوسائل التكنولوجية، وأن عدم إحكام السيطرة على هاتين الساحتين يمثل خطراً على العالم أجمع.