الخميس 21 مارس 2019 / 15:03

مسابقة في مئوية الشاعر سعيد بن عتيج تخليداً لإرثه

نظم مكتب شؤون المجالس بديوان ولي عهد أبوظبي، بالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة ولجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، ندوة في مجلس محمد خلف بالكرامة، بمناسبة مئوية الشاعر سعيد بن عتيج.

وقدم الندوة مدير أكاديمية الشعر باللجنة، سلطان العميمي والباحث الدكتور غسان الحسن، والباحث والشاعر علي بن أحمد الكندي، وأدار الحوار فيها الإعلامي سعود الكعبي.

وشهدت المحاضرة وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، نورة الكعبي، ووكيل الوزارة المساعد لشؤون التراث والفنون، الشيخ سالم خالد القاسمي، ونائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، عيسى سيف المزروعي، ومدير إدارة الفعاليات والاتصال باللجنة، عبدالله بطي القبيسي، ومدير إدارة لتخطيط والمشاريع باللجنة، عبيد خلفان المزروعي، إلى جانب عدد من الشعراء والمثقفين والكتاب والفنانين وسكان المنطقة وعدد من ممثلي وسائل الإعلام والصحافة المحلية والعربية.

مسابقة شعرية
وقالت نورة الكعبي: "نحتفي اليوم بالموروث الشعري لدولة الإمارات، ونخلّ ذكرى أحد شعراء الإمارات المرموقين، والذي لا تزالت أشعاره تتردد في عقول أبناء الإمارات، فقد تميزت أشعار بن عتيج بقربها من الناس، بما جعل أبناء مجتمعه من الأجيال اللاحقة يهتمون بأشعاره ويحفظونها ويتناقلونها".

وأضافت "تتماشى مئوية الشاعر الراحل سعيد بن عتيج الهاملي مع استراتيجية دولة الإمارات الرامية إلى الحفاظ على الهوية الوطنية الثقافية، وتعريف الأجيال الشابة على القامات الثقافية التي رسمت المشهد الثقافي منذ مئات السنين، كما نستهدف تقديم الإرث الشعري وروائع المبدعين الإماراتيين إلى المجتمعات العربية والعالمية باعتبارها مصدر فخر وإلهام لنا جميعاً، وما تركه الشاعر سعيد بن عتيج من إرث ثقافي خير مثال على ذلك".

وأعلنت الوزيرة، إطلاق مسابقة شعرية، تخليداً لإرث الشاعر، وإسهاماً في تحفيز إبداعات الشباب في مجال الشعر من تنظيم وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، ولجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، ضمن برنامج الاحتفاء بمئوية الشاعر سعيد بن عتيج الهاملي.

وحول المسابقة الشعرية، قال سلطان العميمي، إن المسابقة تساهم في تعزيز جانب مهم من قصائد سعيد بن عتيج، وتعزز حضور شعر الونة وفن طارج الونة في المجتمع الإماراتي، موضحاً أن المسابقة ستقتصر على فن طارج الونة، وستُنشر سبعة قصائد ونة لسعيد بن عتيج على موقعي الوزارة واللجنة.

وأضاف أن شروط المسابقة تتمثل في أن لا يقل عمر المشترك عن 16 سنة، وألا يقل عدد الأبيات في أداء المتسابق عن 6 أبيات ولا تزيد عن 8 أبيات من قصائد الشاعر سعيد بن عتيج المختارة، والامتناع استخدام أي مؤثرات صوتية، وتسجيل الأصوات وإرسالها عبر الواتسب عبر رقم سينشر قريباً على موقعي الوزارة واللجنة، مشيراً إلى أن آخر موعد لإستلام المشاركات، 15 أبريل (نيسان) المقبل، على أن تعُلن النتائج في نهاية أبريل (نيسان) المقبل.

وستوزع جوائز نقدية على المراكز الثلاثة الأولى، 15 ألف درهم للأول، و10 آلاف للثاني، 5 ألاف درهم للثالث.

وأفاد العميمي، أن قصائد ابن عتيج عملت على تعزيز حضور فن الونة الذي يسمى أيضاً الطارج، وهو فن صوتي ذو وزن خاص، ينتشر في البادية، ويحمل لحناً شجياً قي مضمونه، وكذلك انتشرت قصائده في فن ونة البحر، مضيفاً أن قصائد الشاعر قد حظيت بانتشار كبير في عالم الأغنية الشعبية في الإمارات، وتحديداً في عقدي السبعينيات والثمانينيات، حيث تغنى عدد من الفنانين الإماراتيين أمثال جابر جاسم وحمد سهيل وغيرهم بقصائد ابن عتيج مثل "صاح بزقر المنادي" و "يا راكب يا قصادِ" و "يا عون من نادى لي"، والتي نجحت نجاحاً كبيراً ساهم في وصول القصيدة الإماراتية إلى آفاق جديدة من الانتشار خارج الإمارات.

سيرة حياة الشاعر
وتناول علي بن أحمد الكندي، خلال الندوة، سيرة حياة الشاعر، قائلاً: "إن الشاعر سعيد بن راشد بن سعيد بن عتيج الهاملي من أبرز شعراء النبط في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، ويعد من كبار شعراء دولة الإمارات العربية المتحدة في القرنين التاسع عشر والعشرين، حيث سطع نجمه بين أقرانه من الشعراء بتميزه بقوة شعره وجزالة معانيه، مشيراً إلى أن الشاعر من مواليد منطقة الظفرة في بطانة ليوا على بعد 20 كيلو متر من ليوا وتحديداً في محضر "حوايا" عام 1875 على وجه التقريب، وله ثلاثة أخوات يصغرهن بالعمر وهن (حمدة وليلى وفاطمة)، وتوفي بعمر 44 سنة في عام 1919".

وأوضح الكندي، أن ابن عتيج عرف بتنقلاته الكثيرة، حيث عاش لبضع سنوات في إمارة دبي، كما وصل في تنقلاته إلى مناطق من بادية إمارة الشارقة، وتحديداً منطقة المدام، وسافر في مطلع القرن العشرين إلى مملكة البحرين للعلاج في أحد مستشفياتها من مرض أصابه، وقد تكللت رحلته العلاجية بالنجاح.

وبين أن الشاعر ابن عتيج كانت تربطه علاقات وطيدة مع حكام إمارة أبوظبي، الشيخ زايد بن خليفة الأول حاكم (1855-1909م)، والشيخ طحنون بن زايد بن خليفة آل نهيان (1909-1912م)، والشيخ حمدان بن زايد بن خليفة آل نهيان (1912-1920م)، وله مساجلات شعرية مع عدد من الشعراء مثل الشيخ بطي بن سهيل آل مكتوم حاكم إمارة دبي (1906-1912م) والذي جمعته به صداقة وطيدة، والشاعر سعيد بالحلوة الكتبي والشاعر محمد بن خميس المزروعي والشاعر سعيد بن سبت الخييلي وغيرهم.

العاطفة والبادية والبحر
من جانبه، قال الدكتور غسان الحسن، أن قصائد الشاعر ابن عتيج تنوعت في أغراضها بين العاطفي والمدح ووصف الطبيعة في بيئتي البادية والبحر، مضيفاً أن عدد غير قليل من قصائده ارتبط بأحداث شخصية وحكايات ساهمت في انتشار قصائده بشكل كبير بين الرواة في مختلف إمارات الدولة، ومنها ما يظهر صفات الولاء والشجاعة والمروءة لديه، ومنها ما يظهر الجانب العاطفي في شخصيته.

وأشار الدكتور الحسن، إلى أنه وخلال دراسته لأشعار ابن عتيج وجد تميز أشعاره بالحكمة في موضوعاته الشعرية، حيث "جاءت حكمته من خلاصة التجربة وحقيقة مجرى الأمور، وشاعر مثله لا بد وأن يكون قد اجتمعت له حصيلة طيبة من تجارب الحياة وادراك حقائقها ومجاريها التي تسير فيها"، مضيفاً أن الحكمة عنده لا تأتي مقصودة لذاتها، في قصيدة منفصلة أو أبيات مستقلة، وإنما يوردها تعليقاً على موقف مر به، أو تجربة أوصلته إلى هذه النتيجة، ولذا فهي تأتي في سياق القصيدة وأحداثها، وتبرهن على صحة النتيجة التي حصلت للشاعر، أو يكون ما وصل الشاعر إليه برهاناً عليها.