صحف عربية (أرشيف)
صحف عربية (أرشيف)
الإثنين 25 مارس 2019 / 10:49

صحف عربية: تحديات استراتيجية في القمة الثلاثية

24 - معتز أحمد إبراهيم

طرحت القمة الأردنية المصرية العراقية تحديات مهمة، خاصة مع التساؤل بشأن مستقبل هذا التحالف الذي يتوقع عدد من الخبراء أن يليه تحالفات وتوجهات أخرى استراتيجية متوقعة.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، يواجه التحالف الكثير من التحديات الأمنية، فضلاً عن التحديات الاقتصادية مع تنوع مصادر الطاقة لدى الدول الثلاث.

أسئلة القمة الثلاثية
أشار الكاتب عريب الرنتاوي في مقال لصحيفة الدستور الأردنية، إلى أن قمة القاهرة الثلاثية تطرح أسئلة وتحديات جوهرية ثلاثة "أولاً؛ هل نحن بصدد محاولة لاستعادة مجلس التعاون العربي الذي ضم اليمن إلى جانب هذه الدول الثلاث في ثمانينيات القرن الماضي، وانتهى بغزو العراق للكويت؟ ثانياً؛ هل يمكن لمصر والأردن انتظار أوثق العلاقات مع العراق في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة، فيما علاقات البلدين متوترة مع إيران؟ وثالثاً؛ ما هي الحدود بين السياسي والاقتصادي في العلاقات بين هذه الأطراف الثلاثة، وهل يمكن عزل تأثيرات الاختلافات السياسية عن المصالح الاقتصادية؟".

واستبعد أن يكون هذا الحلف الجديد موجهاً للقيام بأي تحرك عسكري، موضحاً أن الهدف من ورائه فقط هو هدف اقتصادي، حيث أن سعي الدول الثلاث الأردن ومصر والعراق للتقارب المشترك هو سعي مفهوم ومحمود، ويخدم مصالح مشتركة لها.

ورداً على السؤال الثاني، استبعد أن تؤثر العلاقات الإيرانية العراقية على منظومة هذا التحالف، مشيراً إلى إدراك القوى السياسية بأهمية هذه النقطة، وبالنسبة للتحدي الثالث بيّن أن الرابط بين هذه الدول سيقضي على أي شكل من أشكال الخلافات المتوقعة.

تقارب ثلاثي
وبدورها، عنونت صحيفة الأهرام المصرية في افتتاحيتها بعنوان "تقارب بين الدول الثلاث"، موضحة أن القمة الثلاثية على مستوى زعماء مصر والأردن والعراق تدشن مرحلة جديدة من التقارب والتنسيق ما بين القاهرة وعمان وبغداد.

وأوضحت أن أهم رسالة بالقمة جاءت للتأكيد على أن الثقل المصري ليس بعيداً عن العراق، وأن التنسيق المصري العراقي الأردني يتم بوتيرة أعمق وعلى أعلى المستويات.

وأشارت إلى أن تركيز القمة على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الأردن ومصر والعراق، يعكس حرص الدول الثلاث على إجراء اتصالات استراتيجية لها علاقة بتعزيز التعاون الثلاثي وتبادل المعلومات الأمنية، والعمل على بدء مشروع ثلاثي لمواجهة التطرف والإرهاب، وهو ما تمثل بعقد وزراء الخارجية في الدول الثلاث اجتماعاً خاصاً بحضور مدراء المخابرات في الدول نفسها، الأمر الذي يوضح أن أجندة اللقاء الثلاثي أمنية وسياسية.

وذكرت الصحيفة أن الأردن بحاجة إلى دعم مصر والعراق للتغلب على أزماته الاقتصادية، ومساندته والتنسيق معه في مواجهة مشاريع التسويات السياسية لقضية الشرق الأوسط المركزية "القضية الفلسطينية"، فضلاً عن ضرورة التنسيق في بقية القضايا، خاصة سوريا والعلاقة مع إيران وتركيا.

قمة القاهرة
ومن جانبها، أشارت صحيفة الرأي الأردنية إلى دقة وحساسية هذه القمة، وقالت في افتتاحيتها إن "قمة القاهرة الثلاثية جاءت محملة بالرسائل والدلالات، ونقطة انطلاق لمرحلة جديدة عربياً وإقليمياً".

وأضافت أن "القمة جاءت لتعيد الحياة للعمل العربي المشترك، في مرحلة تتعرض فيها المنطقة لضغوط وتحالفات لإعادة ترتيبها وتغيير أولوياتها، وتصفية القضية الفلسطينية تحت مسمى (صفقة القرن)، بالإضافة إلى التحول الأمريكي حول قضية الجولان بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان".

ونوهت إلى ضرورة البناء على هذه القمة ومأسسة جهود التعاون والتنسيق المشترك بين الدول الثلاث التي تشكل عموداً فقرياً للمشروع النهضوي العربي، وأن تتحول القمة الثلاثية إلى محور عروبي يجتمع بشكل دوري، وإنشاء مجلس مشابه لمجلس التعاون العربي الذي نشأ في نهاية عقد الثمانينيات في القرن الماضي.

تنظيم داعش
ومن جهة أخرى، شددت صحيفة الاتحاد الإماراتية على أهمية القمة، حيث أشارت مصادر دبلوماسية مصرية للصحيفة أن القمة كانت رسالة واضحة لامتداد العراق العربي، وأن الجانب العراقي يرفض تحول إيران إلى المسيطر على الساحة السياسية، خاصة بعد اجتماع قادة أركان سوريا والعراق وإيران قبل أيام.

وذكرت المصادر أنه تم نقاش موضوعات اقتصادية تتعلق بدور الشركات المصرية في إعادة إعمار العراق، وبحث مستجدات ما يعرف بـ"صفقة القرن" ورفض أي تسوية تتعارض مع المبادرة العربية للسلام.

وأوضحت أن القادة أكدوا على أهمية مكافحة الإرهاب بكافة صوره، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أوالتسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية، مشددين على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب، خاصة في ضوء الانتصار الذي حققه العراق في المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي، والتضحيات التي بذلها أبناء الشعب العراقي في هذا الإطار، وانتهاء السيطرة المكانية لتنظيم داعش في سوريا، مؤكدين على دعمهم الكامل للجهود العراقية لاستكمال إعادة الإعمار وعودة النازحين وضمان حقوقه وحقوق مواطنيه التي انتهكتها عصابات داعش الإرهابية التي عدتها قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.