دروز الجولان بتظاهرون في ذكرى ضم إسرائيل الهضبة.(أرشيف)
دروز الجولان بتظاهرون في ذكرى ضم إسرائيل الهضبة.(أرشيف)
الإثنين 25 مارس 2019 / 13:07

بعد نسف القرار 242..أي مستقبل للتسوية؟

حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها من أن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم الجولان إلى إسرائيل، يضرّ بالدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط، وينزع عنها ورقة التوت الأخيرة، خاصة أن لا مبرّر لهذا القرار.

لا أحد سيتفاجأ إذا تم توزيع المزيد من المزايا عندما يزور نتانياهو البيت الأبيض اليوم

وقالت إنه مع الفوضى في سوريا، وسعى إيران لترسيخ قواتها هناك، لدى إسرائيل سبب وجيه للاحتفاظ بالسيطرة على مرتفعات الجولان، وفي الوقت الحالي. وليس هناك ضغط دولي على حكومة بنيامين نتانياهو للتفكير في الاستيلاء على الأرض، وإعلان الرئيس ترامب الخاص باعتراف الولايات المتحدة بضم إسرائيل للجولان ليس له أي مبرر، ولن يؤدي إلا للضرر بالدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط.

القرار 242
وأضافت، لأكثر من نصف قرن، كان أحد أسس سياسة الولايات المتحدة للشرق الأوسط هو قرار مجلس الأمن رقم 242 الذي دعا إسرائيل للتنازل عن أراض احتلتها في حرب 1967 من أجل السلام مع جيرانها العرب، إلا أن مصادقة ترامب على ضم إسرائيل للجولان، الذي قاومته واشنطن منذ  1981، عقبة أمام أية مفاوضات سلام في المستقبل بين سوريا وإسرائيل، واعتبرت الحكومات الإسرائيلية السابقة، أي اتفاق للجولان سيكون مقابل السلام؛ وتساءلت: "بعد تصريح ترامب ماذا سيكون أساس التسوية في المستقبل؟".

القرم
وتابعت الصحيفة أن ترامب لم يفكر في هذا السؤال، كما أنه لم يقيّم التأثير المحتمل لقراره على الجهود الأمريكية لمنع الدول الأخرى من السيطرة على الأراضي بالقوة، مثل ضم شبه جزيرة القرم لروسيا. ومن المؤكد أن الإجراء الأمريكي سيشجع الأطراف الإسرائيلية التي تحرض على ضم أجزاء من الضفة الغربية الفلسطينية من جانب واحد؛ وبعد إرساء سابقة، يمكن الضغط على الولايات المتحدة للاعتراف بذلك أيضًا.

مكافأة نتانياهو
وأشارت الصحيفة إلى أنه يمكن استيعاب قرار ترامب إذا كان جزءًا من سياسة أمريكية جديدة ومبتكرة في المنطقة، ولكن مع نقل السفارة الأمريكية للقدس، يبدو أنها غير مرتبطة بأي استراتيجية غير مكافأة نتانياهو، الذي أصبح أحد أنصار ترامب الأكثر وضوحاً.

وجاءت تغريدة الرئيس ترامب في الوقت يكافح حليفه للتصدّي لاتهامات الفساد والتحدي القاسي في الانتخابات المقرر إجراؤها 9 أبريل (نيسان)، ولا أحد سيتفاجأ إذا تم توزيع المزيد من المزايا عندما يزور نتانياهو البيت الأبيض اليوم، ذلك أن ترامب، مثله مثل العديد من الرؤساء من قبله، يحاول التأثير في الانتخابات الإسرائيلية، وخلافاً لباراك أوباما وبيل كلينتون، هو يسعى إلى مساعدة نتانياهو بدلاً من إضعافه.

ولاية خامسة
وخصلت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يبذل قصارى جهده لاستغلال ارتباطه بترامب، بما في ذلك الصور التي تملأ البلاد  للاثنين، فقد قيّد نتانياهو نفسه بالحزب الجمهوري وزعيمه المستقطب، وربما سيساعده ذلك على الفوز بولاية خامسة لا سابق لها كرئيس للوزراء.