مقاتتلون من داعش على إحد التلال الحدودية بين سوري وتركيا.(أرشيف)
مقاتتلون من داعش على إحد التلال الحدودية بين سوري وتركيا.(أرشيف)
الإثنين 25 مارس 2019 / 15:02

رعاية أردوغان للإرهاب أسوأ من المتخيّل

في مقاله ضمن مجلة "واشنطن أكزامينر" الأمريكية، يذكر المسؤول السابق في البنتاغون مايكل روبين كيف كتب على مر السنوات الكثير من المقالات عن تواطؤ تركيا مع الإرهاب في العقد الماضي. لكنّ مقابلات أجريت مع أسير من تنظيم داعش توضح أنّ تواطؤ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الإرهاب هو أسوأ مما تخيله كثر، وليس لأنّ صهره تاجر بنفط داعش وحسب. وعلّق روبين على مقابلة نشرها موقع "هوملاند سيكيوريتي توداي" مع أبي منصور المغربي الذي يشكل صلة الوصل بين داعش وجهاز الاستخبارات التركي.

سفير داعش: كان هنالك بعض الاتفاقات والتفاهمات بين المخابرات التركية وإمني داعش (جهاز مخابرات التنظيم) حول البوابات الحدودية، للأشخاص الذين أصيبوا. كان لدي اجتماع مباشر مع (جهاز المخابرات التركي) ‘ميت‘، العديد من الاجتماعات معهم

وقال المغربي إنّ مهمته كانت تقتضي توجيه العملاء لاستقبال المقاتلين الأجانب في تركيا مشيراً إلى شبكة عناصر داعش المدفوعي الأجر الذين سهلوا سفر المقاتلين الأجانب من اسطنبول وحتى البلدات الحدودية مثل غازي عنتاب وأنطاكيا وشانلي أورفا وغيرها. وأضاف أنّ معظمهم تلقوا أجوراً من داعش موضحاً أنّ هؤلاء اختلفوا عن التنظيم بدوافعهم غير الأيديولوجية: "غالبية هؤلاء العاملين على الجانب التركي، هدفهم هو المال". لكن حين سئل المغربي عن شبكات داعش داخل تركيا، اعترف بأنّ كثيرين فيها بايعوا التنظيم مضيفاً: "هنالك شبان من داعش يعيشون في تركيا، أفراد ومجموعات، لكن لا مجموعات مسلحة داخل تركيا".

سفير داعش لدى تركيا
ويفصّل كاتبا المقال، آن سبيكهارد وأرديان شاجكوفسي اللذان يشغلان على التوالي منصب مدير وزميل بارز في المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف، كيف أصبح أبو منصور سفير الأمر الواقع لداعش: "كان هنالك بعض الاتفاقات والتفاهمات بين المخابرات التركية وإمني داعش (جهاز مخابرات التنظيم) حول البوابات الحدودية، للأشخاص الذين أصيبوا. كان لدي اجتماع مباشر مع (جهاز المخابرات التركي) ‘ميت‘، العديد من الاجتماعات معهم".

وحين سئل عن المسؤولين الحكوميين الأتراك الذين اجتمع بهم بشكل محدد، قال إنّه "كان هنالك فِرق. يمثّل بعضها المخابرات التركية، بعضها يمثل الجيش التركي. كان هنالك فرق من 3 إلى 5 مجموعات مختلفة. غالبية الاجتماعات كانت في تركيا في مراكز عسكرية أو مكاتبهم. اعتمد الأمر على المسألة. أحياناً اجتمعنا كل أسبوع. يعتمد الأمر على ما كان يجري. غالبية الاجتماعات كانت قريبة من الحدود، بعضها في أنقرة، بعضها في غازي عنتاب".

أمنوا له سيارة وحماية
أشار الكاتبان إلى أنّه "حين يذكر (المغربي) الاجتماعات مع مسؤولين حكوميين أتراك في أنقرة، عاصمة تركيا، نقوم بترقيته فجأة في أذهاننا إلى سفير لداعش، وهو ما كان يشغله فعلاً". وخلال المقابلة أوضح المغربي: "اجتزت الحدود وكانوا يسمحون لي بالمرور. (على الحدود) كان الأتراك يرسلون لي دائماً سيارة وأنا محميّ. كان فريق من شخصين إلى ثلاثة من جانبنا معي. كنت مسؤولاً عن فريقنا في غالب الأوقات". وشرح روبين أنّ المغربي تحدث عن مختلف الجوانب لمهمات المقاتلين الأجانب وتأمين السلاح وبيع النفط وازدواجية اللعبة التركية مع الغرب.

  راعي إرهاب ومخادع 
أضاف روبين أنّ بعض ما قاله منصور قد يكون مبالغاً به كما لفت البعض على تويتر، إذ إنّ معظم السجناء والمنشقين يسعون إلى تضخيم أهميتهم. كما كان هنالك بعض من سوء الترجمة في المقال لأنّ أردوغان لم يقاتل في أفغانستان على الرغم من أنه دعم الجهاد هناك وبنى علاقة وثيقة مع قلب الدين حكمتيار الذي صنفته وزارة الخارجية كإرهابي. لكن حتى ولو بالغ المغربي في المقابلة، يبقى الكثير مما قاله صحيحاً ولا يمكن إنكار أنّ أردوغان راعي إرهاب وأنّ أردوغان غير نزيه وشريك مخادع.

بناء على ذلك، طرح روبين الأسئلة التالية:
1- لماذا لا يزال أردوغان وعائلته، ومسؤولون بارزون في حكومته مُرحباً بهم في الولايات المتحدة؟
2- نظراً لتواطؤ تركيا الواضح مع داعش، هل يجب على خطوط دولتها الجوية التي هي أصلاً تحت الأضواء بسبب تهريب الأسلحة، أن تتمتع بحقوق الهبوط في المطارات الأمريكية؟
3- لماذا لا يزال اسم أي عضو في الكونغرس مرتبطاً بالتجمع الكونغرسي لتعزيز العلاقات التركية الأمريكية؟
4- لماذا تستمر أي محادثات، وأياً كان نوعها، حول إمكانية استلام تركيا مقاتلة أف-35؟