المحقق الأمريكي الخاص روبرت مولر (أرشيف)
المحقق الأمريكي الخاص روبرت مولر (أرشيف)
الثلاثاء 26 مارس 2019 / 12:11

تقرير مولر... الديمقراطيون وأوباما مطالبون بالاعتذار

دعا المساعد الخاص السابق للرئيس الأمريكي جورج بوش الابن والمعلق السياسي على شبكة "سي أن أن" سكوت جينينغز الديمقراطيين إلى القبول بخلاصة تقرير المحقق الخاص روبرت مولر. وحض في صحيفة "لوس أنجليس تايمز" جميع الأمريكيين على أن يكونوا سعداء بالتبرئة الكاملة لرئيس الولايات المتحدة من التواطؤ مع دولة عدوانية خارجية للفوز بالانتخابات. لو وجد مولر عكس ذلك لكانت الديموقراطية الأمريكية في حال يُرثى لها.

على الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أن يتولى دوراً في شفاء الولايات المتحدة وإنقاذ الديمقراطي الذي سيصل يوماً إلى الرئاسة

ليس هنالك سبب للإحباط. ففي يوم من الأيام سيُنتخب ديمقراطي للرئاسة الأمريكية. وأي ديمقراطي يحقق هذا الشرف سيستحق ما لم يُعط لترامب على الإطلاق وهو أنّ الشك لا يعني الإدانة وكذلك الوحدة والأمل التي يجب أن تشعر بها البلاد مع انطلاقها في ولاية رئاسية جديدة. لكنّ الأمل والوحدة سيكونان شبه مستحيلين للرئيس الديمقراطي المقبل إذا لم يستطع الديمقراطيون اليوم القبول بنتيجة تحقيق مولر.

ترامب يهزم طقس الكراهية

لقد كان ترامب محقاً طوال الوقت والتواطؤ مع الروس كان خدعة. إذا ضاعف الديمقراطيون موقفهم ورفضوا القبول بنتيجة التحقيق فقاعدة ترامب ستزداد حماسة. ويعتقد الكاتب بشكل شبه مؤكد أنّ عدداً لا بأس به من الوسطيين والناخبين الديمقراطيين المستقلي الرأي سينظر بطريقة ثانية إلى الرئيس الذي أثبت أنه كان محقاً في وجه أكبر طقس كراهية مستعرة في التاريخ السياسي الأمريكي.

هزم ترامب جميع خصومه: الإعلام، الديمقراطيين، المراقبين وما يسمون بالخبراء. لم تتغير رسالته حول عدم وجود تواطؤ. كان مصيباً وكانوا مخطئين وسيعطيه أمريكيون كثر الفضل لأنه التزم بموقفه. بإمكان منتقديه أن يقولوا إنّه كاذب مهما شاؤوا وبإمكانهم كره أسلوبه لكنّ السؤال المركزي في رئاسته، وهو مركزي لأنّ الديمقراطيين جعلوه هكذا، هو أنّ ترامب كان الصادق والديمقراطيين الذين ساعدهم وحرضهم الإعلام كانوا الكاذبين.

اعتذار بل استقالة
كان تقرير مولر محرجاً لأشخاص مثل عضوي الكونغرس آدم شيف وإريك سوالول اللذين كررا امتلاكهما دليلاً مباشراً على تواطؤ حملة ترامب مع روسيا. حجم خيبة الأمل لدى شيف وسوالول غير مهم، وعليهما الاعتذار عن إثارة الانقسام في البلاد كي تبدأ حالة تماثلها إلى الشفاء منذ اليوم والتحضير لدولة نظيفة كي يستلم الديمقراطي المقبل البيت الأبيض في ظلها يوماً ما.

يجب على شيف تحديداً، بالحد الأدنى، أن يستقيل من لجنة الاستخبارات في مجلس النواب وعلى الأرجح يجب عليه الاستقالة من الكونغرس وسط العار. لن ينظر الشعب الأمريكي بلطف إلى ديمقراطيي الكونغرس إذا استخدموا سلطاتهم المكلفة لإهانة أي من الشهود الخمس مئة الذين استجوبهم مولر من دون أن يتهمهم.

لاعتراف أوباما
على الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أن يتولى دوراً في شفاء الولايات المتحدة وإنقاذ الديمقراطي الذي سيصل يوماً إلى الرئاسة. أثبت تقرير مولر أمرين: لم يتواطأ ترامب مع روسيا لكنّ كثراً من الروس تدخلوا في الديمقراطية الأمريكية تحت أنظار أوباما، بعدما اجتاحوا القرم وأزاحوه في سوريا. إذا اعترف بفشل إدارته في وقف قوة عدوانية أجنبية من مهاجمة ديمقراطية الولايات المتحدة، فستساعد كلمة الرئيس السابق على دفع واشنطن باتجاه المهمة المقبلة: ضمان الديمقراطية الأمريكية، كي يعجز الروس أو أي لاعب أجنبي عن إيذاء الأمريكيين في المستقبل.

واجبات ترامب
سيحتفل ترامب والمقربون منه بالانتصار كما ينبغي. لكن يجب عليه التوقف عن مهاجمة مولر الذي قاد تدقيقاً شاملاً طوال سنتين وسلّم تحقيقاته وفقاً للقواعد. كان مولر دوماً الخيار الصحيح وأثبت ذلك مراراً خلال مسيرته المهنية وقدّماً خدمة جليلة لدولته. والعمل الأخير المتوجب على ترامب هو ما سبق أن فعله على جبهات عدة: تنظيف الفوضى التي خلقها غيره.

يجب عليه فوراً تشكيل فريق من خبراء في الأمن القومي والقانون والانتخابات للنظر في تحقيقات مولر ولجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ للخروج بخطط ملموسة لإيقاف التدخل الأجنبي المستقبلي في الاستحقاقات الأمريكية. وشدد الكاتب على وجود مسار للعودة إلى الوحدة في دولة منقسمة بشدة، لكنّه أمل بأن يسمح الغرور في واشنطن بحدوث ذلك.