الرئيس الأمريكي دوتالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دوتالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الثلاثاء 26 مارس 2019 / 12:23

هآرتس: الاعتراف بضم الجولان لا يخرج إيران من سوريا!

رأى زئيفي باريل، مراسل صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية الكاملة على مرتفعات الجولان تُعد تدخلاً صريحاً في الانتخابات الإسرائيلية المزمع عقدها يوم 9 أبريل(نيسان) المقبل دون أي تعزيز للأمن القومي أو تغيير للوضع العسكري، مشيراً إلى أن هذا الاعتراف بمثابة صفعة لبوتين وعرض للقوة ضد إيران.

إعلان ترامب الاعتراف بضم الجولان لإسرائيل يُعد صفعة لبوتين واستعراض للقوة ضد إيران والرئيس السوري بشار الأسد أيضاً؛ إذ يعيد الولايات المتحدة إلى الساحة السورية من الأبواب الخلفية

ويعتبر باريل أن الاعتراف الأمريكي لن يلغي اتفاق فصل القوات بين سوريا وإسرائيل الذي أُبرم في عام 1974 عقب حرب أكتوبر 1973، ولن يمنع أيضاً البنية العسكرية الإيرانية في سوريا، ولن يتيح للعمليات العسكرية الإسرائيلية حرية التحرك بشكل واسع حتى مع التنسيق القائم مع موسكو.

لا عقوبات ضد إسرائيل
وتغلبت إسرائيل على أزمة الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك، ولكن من المتوقع، بحسب المراسل، أن يثير الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على الجولان إدانات واسعة من الاتحاد الأوروبي وروسيا والدول العربية. بيد أنه من المستبعد أن يقود ذلك إلى ردود فعل عملية مثل فرض عقوبات ضد إسرائيل على غرار العقوبات التي فرضها الأمريكيون والأوروبيون ضد روسيا بعد ضم شبه جزيرة القرم قبل خمس سنوات.

وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أي تغيير في وضع الجولان خارج قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيكون انتهاكاً للاتفاقيات الحالية، ولكن لافروف تجنب الإفصاح عما إذا كانت روسيا ستقوم برد فعل إذا تغير وضع الجولان بسبب قرار أمريكي أحادي الجانب.

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده ترامب ونظيره الروسي بوتين في هلنسكي قبل ثلاثة أشهر، أكد الرئيس الروسي أنه بعد هزيمة الإرهابيين في جنوب غرب سوريا يجب أن يتماشى الوضع في مرتفعات الجولان مع اتفاق فصل القوات الإسرائيلية والسورية للعام 1974 من أجل تحقيق الهدوء في الجولان وإعادة تتثبي وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل.

وأضاف بوتين أن ترامب أولى اهتماماً خاصاً بهذه القضية اليوم، وفي الوقت نفسه روسيا لديها مصلحة في هذا المسار وسوف تلتزم بهذا الموقف، ومن شأن ذلك أن يشكل خطوة نحو إقامة سلام عادل ودائم على أساس قرار مجلس الأمن رقم 338.

صفعة لبوتين

ويصف مراسل "هآرتس" تصريحات بوتين بأنها تبدو كأنها "حلم" أكثر من مجرد سياسة؛ حيث تعتبر روسيا أن اتفاق فصل القوات الإسرائيلية والسورية هو الاستراتيجية الوحيدة الممكنة، ولذلك أعادت روسيا في أغسطس (آب) الماضي دوريات مراقبي الأمم المتحدة بشكل جزئي، وأسست ست قواعد للمراقبة على طول الجانب السوري للمنطقة المنزوعة السلاح، كما أعلنت روسيا إمكانية عودة مراقبي الأمم المتحدة.

ويحض المراسل روسيا على عدم تغيير استراتيجيتها بعد اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، ومنع أي محاولة إيرانية لنشر قواتها بالقرب من الحدود.

ويلفت مراسل "هآرتس" إلى أن إعلان ترامب يُعد صفعة لبوتين واستعراض للقوة ضد إيران والرئيس السوري بشار الأسد أيضاً؛ إذ يعيد الولايات المتحدة إلى الساحة السورية من الأبواب الخلفية، وقد برهن ترامب على أنه حتى لو لم يشارك في القتال بسوريا ولا في العملية الدبلوماسية التي تقودها روسيا لإنهاء الحرب الأهلية، فإنه لايزال قادراً على الرد بطرق تضر بشكل مباشر بسيادة الدولة السورية، رغم التوقعات بالإدانة القاسية من الدول العربية لاعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان.

صفقة القرن
ويختتم المراسل بأن قرار ترامب بشأن الجولان هو نوع من الانتقام من بشار الأسد الذي ارتكب مذابح وحشية ضد شعبه، ولكنه انتقام قاسٍ بعض الشيء، لأنه يأتي من رئيس أمريكي لم يفعل شيئاً لمساعدة الشعب السوري، والأدهى من ذلك أنه على استعداد لقبول الأسد كرئيس مقبل للبلاد، وهو ما يصب في مصلحة إسرائيل. بيد أن قرار ترامب الذي قلب الموازين لا ينسجم مع خطة السلام التي يصيغها، ومن المتوقع إعلانها عقب الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، لاسيما أن نهج ترامب في وضع سياسة أحادية الجانب تستهدف تغيير النظام العالمي ربما تؤدي إلى ردع الشركاء الرئيسيين في صفقة القرن.