جنود إسرائيليون في هضبة الجولان المحتلة (أرشيف)
جنود إسرائيليون في هضبة الجولان المحتلة (أرشيف)
الخميس 28 مارس 2019 / 19:37

القدس والجولان والمنطقة "C"

بجرة قلم وهب دونالد ترامب هضبة الجولان لإسرائيل، وقبل ذلك كان وبجرة قلم، قد اعترف بالقدس عاصمة لها أيضاً، معتبراً ذلك بمثابة خطوة حاسمة لإغلاق ملفات القضية الفلسطينية.

أشعر بالخوف على مستقبل الضفة أو على الأقل نصفها الذي يسمى بالمنطقة C، فمن فعل ذلك بالجولان لا شيء يمنعه من تكراره مع الفلسطينيين

ثمة تساؤل عن سبب عدم تجرؤ أي إدارة أمريكية على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإكمال ذلك بنقل السفارة إليها. أسباب كثيرة دفعت الإدارات السابقة إلى عدم الإقدام على خطوة مثل هذه، إلا أن أهمها، أن تلك الإدارات أصغت إلى تحذير يقول إن نقل السفارة سيشعل ثورة في العالمين العربي والإسلامي، وسيتعاطف معهما الرأي العام المسيحي، ما كبل أيدي الإدارات السابقة، وجعلها تتراجع عن تنفيذ الوعد.

الذي يحدث في الخمس الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث العالم يشتعل في حرب على الإرهاب، وحيث ترامب يتبنى فكرة أن حل القضية الفلسطينية هو الوصفة الأكيدة للاستقرار في المنطقة والعالم، منح أصحاب القضية وحلفاءهم والمؤمنين بحقوقهم تصفية كاملة لهذه القضية، ومنح إسرائيل كل ما طلبت، ولم يعط الفلسطينيين غير ما يفيض عن الحاجة الإسرائيلية.

كان رد الفعل على الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة اليها لا يُذكر تقريباً، إلا إذا اعتبرنا التصريحات بالرفض أو الانتقاد هي أقصى المراد من رب العباد.

لم يتحرك أحد ولم يتظاهر أحد ولم يشتعل، كما قدرت الإدارات السابقة، لا الأخضر ولا اليابس. وقد قدر ترامب ومستشاروه الذين يستمعون جيداً إلى التحريض الإسرائيلي في كل ما يتصل بالشرق الأوسط، أن رد الفعل على القدس سيكون نسخة طبق الأصل على رد الفعل على الاعتراف بضم الجولان.

العالم كله أصدر تصريحات وبيانات سجل فيها أن الجولان أرض سورية، وأحاطونا علماً بأنها احتلت في 1967 وأن ضمها واعتراف أمريكا بهذا الضم، مخالف للقانون الدولي، ودون وجل أو تحفظ أعلن بومبيو، أن إسرائيل هي الاستثناء المقدس والتي يحق لها أن تخالف القانون الدولي، فما ينطبق على غيرها في عدم جواز احتلال أراضي الغير بالقوة لا ينطبق عليها، فبوسعها أن تحتل ما تشاء، وأن تحتفظ بما تشاء، وأن تضع القانون الدولي في ثلاجة محكمة الإغلاق.

الأمريكيون والإسرائيليون سيواصلون اعتماد هذه القاعدة ما دامت تُقابل من قبل أهل الحق، والشرعية بتصريح يرفض ويدين.

أشعر بالخوف على مستقبل الضفة أو على الأقل نصفها الذي يسمى بالمنطقة "C"، فمن فعل ذلك بالجولان لا شيء يمنعه من تكراره مع الفلسطينيين. حين لا يحسب حساب لبلد كبير مثل سوريا له تحالفاته، وقدراته، وملايينه فلم يحسب حساباً لمن هم أقل من ذلك؟.