ترامب وتميم (أرشيف)
ترامب وتميم (أرشيف)
الجمعة 29 مارس 2019 / 12:28

"مال الدم".. هكذا تروّج قطر لأجندتها الخبيثة في واشنطن

كتب نائب مركز الدراسات الأمنية ديفيد ريبوي كيف استغلت الإعلام القطري الهجوم الإرهابي على المسجدين في نيوزيلندا للتحريض ضد الغرب، ويكشف تفاصيل فيلم جديد بعنوان "مال الدم" الذي يركز الضوء على سلوك قطر الخبيث في الولايات المتحدة والعالم.

"مال الدم" يركز على مساهمة المال الخارجي في إفساد عملية اتخاذ القرار داخل مركز صنع القرار في واشنطن

فبعد الهجوم على المسجدين، أطل على كل القنوات الإخبارية تتقريباً رجل يتحدث الإنكليزية بطلاقة ويطلق النار على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويهاجم رهاب الإسلام وإسرائيل. وظهر مهدي حسن على كل الشاشات. واستغلت قنوات معادية لترامب مثل "سي إن إن " و"إم إس إن بي سي" الفرصة لاستضافة مسلم تعتقد أنه يتمتع بالصدقية لوصف الرئيس الأمريكي ومناصريه بأنهم عنصريون من البيض المتعصبين. وكان بديهياً أن يستفيد الضيف من الأضواء لتوجيه حملته إلى الجمهور المعادي لترامب في الولايات المتحدة.

دعاية أجنبية
ويقول ريبوي إنه من خلال الترويج لحسن، تسهل هذه المنافذ الإخبارية إقحام الدعاية الأجنبية في النقاش السياسي الأمريكي.

ويعمل حسن لصالح قناة "الجزيرة" القطرية التي تروج مصالح قطر والعائلة الحاكمة فيها. وعندما يتحدث، لا يبدو أقل من ناطق حكومي مثل كيلين كونواي وساره ساندرز.

ضرب الاستقرار
ولكن الحكومة التي يمثلها هي بالنسبة إلى ملايين من المشاهدين الأمريكيين، تشجع الإخوان المسلمين تتمول جماعات إرهابية مثل حماس وساعدت على جمع الأموال للقاعدة وطالبان، وهي معادية بقوة للمصالح الأميركية. فإضافة إلى دعمها الإرهاب ضد إسرائيل، استخدمت قطر بنيتها الإعلامية لضرب استقرار الحلفاء العرب في المنطقة من خلال التحريض على ثورت داخل حدودهم.

ما تفعله هذه الشبكات هو المشاركة عن غير قصد في عملية المعلومات. فبما أن مشاهدي "سي إن إن" و"إس إن بي سي" يتفقون مع رسالة حسن ضد ترامب، فإنهم سيثقون به في قضايا أخرى أيضاً.

نموذج مثير للقلق
ويمثل الوجود الدائم لـ"الجزيرة" في الأخبار نموذجاً مثيرًا للقلق لكيفية استخدام قطر للبنية التحتية للسياسة والإعلام الحزبيين الأمريكيين لتعزيز مصالحها، لكنه يمثل نموذجاً واحداً فقط من بين العديد.

"مال الدم"
ويذكر ريبوي أنه يظهر في فيلم جديد عنوانه "مال الدم" يفصل كيف تغطي قطر نشاطاتها الخبيثة بنشر المال في واشنطن ودعم وتمويل أصوات مؤيدة لها للترويج لأجندتها. ويوضح أن الفيلم يركز على عمليات قطر المتعلقة بالإعلام، مضيفاً أن الدوحة منخرطة بشدة في تمويلها حملات للتلاعب بالروايات والأفكار من خلال استغلالها أصواتاً مؤثرة مثل المدعو مهدي حسن.

ويؤكد ريبوي أن المبالغ كبيرة جداً، والجهد لتجنب قانون "فارا" لتسجيل الوكلاء الأجانب وقوانين أخرى واسع جداً، لدرجة أنه لا يمكن رسم صورة كاملة عن حجم لعبة النفوذ لقطر. ولكن ما نعرفه مقلق بما يكفي. ويوضح أن قطر أنفقت عشرات ملايين الدولارات لشراء مجموعات ضغط لاستهداف أصدقاء وحلفاء لترامب وعائلته. وقد دفع الإنفاق الواسع لقطر في واشنطن عشرات من شركات القانون والعلاقات العامة ومجموعات الضغط والاستراتيجيين السياسيين لمناصرة الدوحة.

وتبرعت قطر بمبالغ كبيرة لمؤسسات رأي مثل "بروكينغز" و"إنترناشونال كرازيس غروب" وذلك بهدف جعل النخب الغربية رهينة للثروة القطرية أو التطلع إلى الاستفادة منها، وتخفيف المعارضة الأمريكية لدعم قطر للإرهاب والإسلاميين المتشددين، والضغط على النواب والإعلام للتحرك ضد المنافسين الإقليميين لقطر.

إفساد عملية اتخاذ القرار
ويضيف ريبوي إن "مال الدم" يركز على مساهمة المال الخارجي في إفساد عملية اتخاذ القرار داخل مركز صنع القرار في واشنطن، كما يشرح تتعمل لعبة النفوذ الخارجي. كذلك، يتناول الفيلم موضوعاً منسياً في الإعلام الأمريكي، ويتعلق ببروز شرق أوسط جديد معاد للإسلاميين.

ويختم ريبوي بأنه على رغم تشجيعها الإخوان المسلمين وإرهابيين آخرين وتحالفها مع إيران واستمرار تمويلها لحماس، قلة من الأمريكيين يفهمون أن قطر قوة خبيثة لا في الشرق الأوسط فحسب، وإنما أيضاً في أمريكا أيضاً. وتنفق قطر ملايين الدولارات في محاولة لإبقاء الوضع على ما هو عليه.