العاهل المغربي لدى استقباله بابا الفاتيكان (وسائل إعلام عربية)
العاهل المغربي لدى استقباله بابا الفاتيكان (وسائل إعلام عربية)
الأحد 31 مارس 2019 / 01:02

البابا في المغرب: الهجرة "جرح عميق" لن تداويه الحواجز

قال البابا فرنسيس، السبت، إن "الحواجز المادية لن تحل مطلقاً مشكلات الهجرة، ولكن حلها يتطلب توفير عدالة اجتماعية، وتصحيح الخلل الاقتصادي في العالم".

وأيد البابا فرنسيس أيضاً، مع بداية زيارة تستمر يومين للمغرب، جهود الملك محمد السادس لنشر نموذج معتدل من الإسلام يشجع الحوار بين الأديان، ويرفض أي شكل من الإرهاب أو العنف باسم الدين.

وتصدرت الهجرة من جديد خلال الأشهر الأخيرة المناقشات السياسية في عدد من دول شمال أفريقيا ودول أوروبا والولايات المتحدة.

وقال البابا إن "قضية الهجرة لن تحل مطلقاً من خلال إقامة حواجز أو إثارة الخوف من الآخرين أو وقف مساعدة من يطمحون بشكل مشروع لحياة أفضل لهم ولأسرهم".

وأضاف "نعرف أيضاً أن تعزيز السلام الحقيقي يأتي من خلال تطبيق العدالة الاجتماعية التي لا غنى عنها لتصحيح الخلل الاقتصادي والقلاقل السياسية التي تلعب دائماً دوراً رئيسياً في إثارة الصراعات وتهديد البشرية كلها". وأصبح المغرب نقطة رئيسية لمغادرة المهاجرين الأفارقة الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا بعد حملات أدت إلى إغلاق طرق الهجرة أو الحد منها في مناطق أخرى.

وأغلق وزير الداخلية الإيطالي المعادي للمهاجرين الموانئ أمام سفن الإنقاذ التي تديرها جماعات خيرية.

وجعل البابا الدفاع عن المهاجرين واللاجئين جزءا أساسيا من عظته وقال إنه يشعر بقلق على "مصيرهم المظلم في الغالب " وإنه يجب على الدول التي تستقبلهم إدراك أن المهاجرين اضطروا لترك ديارهم بسبب الفقر والاضطراب السياسي.

وتوجه البابا فرنسيس (82 عاما) من المطار إلى وسط المدينة في سيارة بابوية بيضاء في الوقت الذي سار فيه الملك محمد السادس (55 عاماً) بجانبه في سيارة منفصلة مكشوفة قديمة من طراز مرسيدس 600 بولمان سوداء إنتاج 1969.

وبعد الظهر تحدث البابا من جديد عن الهجرة خلال زيارة لمركز إيواء تديره الكنيسة. ووصف البابا الهجرة بأنها "جرح كبير وعميق مازال عالمنا يعاني منه في بداية القرن 21".

وقال إن للمهاجرين واللاجئين حقوقا وكرامة "بصرف النظر عن وضعهم القانوني" وأن على الدول التي تستضيفهم رفض "كل أشكال التمييز‭‭‭ ‬‬‬ وكراهية الأجانب".

وزار البابا والعاهل المغربي "معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات" الذي أسسه العاهل المغربي في 2015.

ويصور المغرب نفسه على أنه واحة للتسامح الديني في منطقة يمزقها التطرف. ويوفر المغرب تدريباً للوعاظ المسلمين من أفريقيا وأوروبا على ما يصفه بالإسلام المعتدل.

وأشاد البابا، في أول زيارة بابوية للمغرب منذ 34 عاماً، بالعاهل المغربي لتوفيره "تدريباً سليماً لمكافحة كل أشكال التطرف الذي يؤدي في الغالب إلى العنف والإرهاب ويمثل في جميع الأحوال إساءة للدين ولله نفسه".

وقال العاهل المغربي، إن "التطرف سواء كان دينياً أو غير ذلك مصدره انعدام التعارف المتبادل والجهل بالآخر بل الجهل وكفى. مضيفاً "ذلك أن التعارف المتبادل يعني رفض التطرف بكل أشكاله.. ولمواجهة التطرف بكل أشكاله فإن الحل لن يكون عسكرياً ولا مالياً، بل الحل يكمن في شئ واحد وهو التربية".