خلال إطلاق HUB71. (أرشيف)
خلال إطلاق HUB71. (أرشيف)
الأحد 31 مارس 2019 / 19:27

الشباب بين التثوير والتنوير

يحلم الشباب وهم يرون التقنية تغزو العالم، وتلغي الحدود، وتضيق المسافة بين الأمس والغد أن يكونوا جزءاً من اليوم، وهذا ما قدمته أبوظبي لهم، فقد نجحت إمارة أبوظبي في أن تكون وجهة لاحتضان مبادرات الابتكار وتعزيزها

في حين تسعى بعض الحكومات التي تحركها أجندات خفية إلى استغلال الشباب في إثارة فوضى، وحرقهم في أتون ثورات تستنزف فكرهم وطاقتهم ومواهبهم، بل ودماءهم عبر أكاديميات تغيير وتثوير، واستضافات مدفوعة في فضائها أو في فضاء حليفها موفرة لهم الموطن الآمن للطعن في حكوماتهم، فإن أبوظبي تخط لنفسها مساراً آخر، وتجعل من هذه الأرض منصة أحلام الشباب العربي الحالم بعالم التقنية من خلال منصة Hub 71، منصة التكنولوجيا المدعومة من قبل مجموعة من كبريات الشركات وأبرز المستثمرين في القطاع على مستوى العالم.

تعد "Hub 71" إحدى المبادرات الرئيسية ضمن برنامج حكومة أبوظبي للمسرّعات التنموية "غداً 21"، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.

يحلم الشباب وهم يرون التقنية تغزو العالم، وتلغي الحدود، وتضيق المسافة بين الأمس والغد أن يكونوا جزءاً من اليوم، وهذا ما قدمته أبوظبي لهم، فقد نجحت إمارة أبوظبي في أن تكون وجهة لاحتضان مبادرات الابتكار وتعزيزها. كثيرة هي المشاريع الناشئة التي انطلقت من المنطقة الإعلامية الحرة في أبوظبي، تلك المنطقة الذي تحمل اسماً ابداعياً يمثل إحداثيات أبوظبي الجغرافية twofour54. واليوم يأتي Hub 71 بإبداع في الاسم، متوقع منه أنه يمضي بعيداً في مجال الإبداع.

حكومة أبوظبي لم توفر جهداً في توفير بيئة النجاح، فقد أطلقت صندوق دعم بقيمة 535 مليون درهم إماراتي للقطاع الخاص تحت إدارة مكتب أبوظبي للاستثمار، للاستثمار في الشركات الناشئة وشركات رأس المال المغامر ضمن منصة "Hub 71".

إن ما تقوم به أبوظبي عبر هذه المنصة إنما هو التزام ثابت تجاه منطقة الشرق الأوسط التي تواصل مسيرتها نحو التحول الرقمي والابتكار وتعزيز لمنظومة تقنيات التواصل الديناميكية، وتوفير بيئة مواتية تحتضن المبتكرين والمواهب الطموحة من مختلف أنحاء العالم والذين يحرصون على استكشاف الفرص بالمنطقة.

هناك سابقة نجاح تؤكد على أن هذه الأرض مباركة التوجه والرؤى تتمثل في ما بدأه صاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي من بنى تحتية في مدينة دبي للإنترنت ومدينة دبي للإعلام. يحكي سموه إن هذه الخطوة قوبلت باستغراب ونُظر إلى الأمر على أنه إبحار في صحراء، وزراعة في البحر. لكن الأرقام المالية لكبريات الشركات العالمية لشركات أسست في دبي، جعل الجميع يرفع القبعة اعترافاً بالتفوق والتميز.

اليوم، أبوظبي موعودة بإنجاز أكبر، وبأثر أعمق. خاصة وأن المشروع يحظى باهتمام عالي المستوى، فقد أطلقه صاحب السمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان. وقد وصلت رسالة الشيخ الشاب إلى شباب العالم، ولسوف تشهد أبوظبي هجرة الأدمغة التكنولوجية إليها، ولسوف تنبت هذه الجزيرة مشاريع تكنولوجية ستوصف بدءاً بأنها ناشئة، لكنها ستكون بعد حين عملاقة، عملاقة جدا. وإن غداً لناظره قريب.