الثلاثاء 2 أبريل 2019 / 12:34

معروف: الفكاهة تهدم الحدود بين الواقع والخيال

قال الكاتب الفلسطيني مازن معروف، الذي صدر له أخيراً كتاب فكاهي بعنوان: "نكات للمسلحين"، إنه "من الممكن إزالة الحدود بين الواقع والخيال عن طريق الفكاهة والتخيل".

ويضم "نكات للمسلحين"، 14 قصة تتطرق لتفاصيل الحياة في منطقة نزاع، من منظور طفل ذي خيال جامح، وتمتلئ بالأخطاء السريالية وحوادث مأساوية.

وبطل الكتاب هو طفل يسعى لتحويل والده إلى بطل في عيون أصدقاء الدراسة، وهو رجل يمتلك مغسلة ويستقبل يومياً زيارة من عناصر الميليشيات التي تدافع عن الحي، والذين يطلبون إليه أن يقص عليهم نكاتاً جديدة ومرحة مقابل حمايتهم له.

ويطلب الأب مساعدة ابنه، ويمضيان سوياً ساعات يخترعان القصص حول العديد من المواضيع المختلفة التي تشمل الجنس والموت، وغيرها من المواضيع لتحويل مناحي الحياة إلى فنون تتسم بالدعابة.

وشخصيات الكتاب كلها مستوحاة من أشخاص عرفها الكاتب بصورة مباشرة، موضحاً أنه نجح في كتابة هذا الكتاب، ويوجه الشكر إلى هؤلاء الأشخاص، معتبراً أنهم "غير مهتمين بالأدب، فهم أناس عاديون شعروا بالإحباط، أو الاستغلال بسبب ظروف الحياة ولم يكونوا يعرفون كيف يعبرون عن نفسهم وليس لديهم الأداة لفعل ذلك".

وتقوم كل قصة من الكتاب على تفصيلة أو حدث أو ذكرى أثرت على معروف بشكل خاص أو ذكرى حية في وجدانه.

وكشف معروف أنه كتب هذه القصص في ريكيافيك بآيسلندا، التي وصل إليها بعد حصوله على منحة، إلا أن "الأحداث تجرى في بيروت، وهو ما يجعل الكتاب أغرب مما هو عليه بالفعل".

وأوضح "لا يتعلق الأمر بالمسافة، لكن هويتي الفلسطينية لطالما كانت نوعاً من الخيال، لأنني لم أزر قط فلسطين، رغم أنني ولدت كلاجئ فلسطيني في لبنان، كما أنهم دائما ما أكدوا لي أن فلسطين هي بلادي، إلا أنني لم أتمكن من زيارتها أو الاستمتاع بها ولا يسمح لي بالذهاب، لذا فإنها هوية خيالية، وفلسطين هي دوماً خيال".

ويعترف المؤلف في النهاية أن هذه المسافة ساعدته في إظهار الواقع الذي يدور في القصص، كما تقدم القصص خبرة معروف، الطفل الذي عاش برفقة والديه حديثي العهد بالزواج ظروفاً قاسية في مخيم للاجئين بلبنان.

وأضاف "حين تكون طفلاً، تعيش الواقع المحيط بك، كما لو كان شيئاً عادياً ولا تفكر في مدى سوءه، وبالفعل، فور وصولي إلى آيسلندا، اكتشفت هناك معنى الحياة الهادئة والتي كنت أراها غريبة للغاية نظراً لأنني اعتدت الحياة وسط حالة من التوتر السياسي الجارف".

واعتبر معروف باللجوء إلى الفكاهة لتوصيف الواقع، لأن "النكتة والفكاهة، خلال أوقات التوتر والفترات المتأزمة، تسمح بصنع فجوة في جدار الواقع، ولا تصبح هناك خطوط حمراء، أو مناطق محرمة، وهذا ما يقود بدوره إلى امتلاك القدرة النفسية على الخروج من هذا الوضع".