محتجون جزائريون ضد النظام الحاكم (إ ب أ)
محتجون جزائريون ضد النظام الحاكم (إ ب أ)
الأربعاء 3 أبريل 2019 / 14:06

الجزائر عملاق في قلب العاصفة

تشهد الجزائر التي استقال رئيسها عبد العزيز بوتفليقة أمس الثلاثاء، بعد عقدين في السلطة، صعوبات اقتصادية واجتماعية مرتبطة بتراجع أسعار النفط الذي يؤمن 60% من عائداتها المالية.

وتملك الجزائر احتياطاً مهماً من النفط والغاز.

في 2 أبريل (نيسان) قدم الرئيس بوتفليقة استقالته للمجلس الدستوري إثر حركة احتجاج غير مسبوقة في البلاد.

الاستعمار
بعد سيطرة عثمانية لثلاثة قرون واستعمار فرنسي دام 132 عاماً، استقلت الجزائر في 5 يوليو (تموز) 1962 إثر حرب تحرير دامية استمرت 8 أعوام.

في سبتمبر (أيلول) 1963، أصبح أحمد بن بلة أول رئيس للجزائر المستقلة، بعد أن تولى رئاسة الحكومة لمدة عام، قبل أن يُطيح به انقلاب عسكري في 1965 ويُسجن على يد وزير الدفاع العقيد هواري بومدين الذي حكم البلاد بعد ذلك بيد من حديد، فقمع الحريات وسجن معارضيه.

بعد وفاة بومدين في آخر 1978، خلفه العقيد الشاذلي بن جديد الذي أعيد انتخابه في 1983 و1988.

احتجاجات 1988
في أكتوبر(تشرين الأول) 1988، اندلعت احتجاجات في العاصمة وبعض المدن المجاورة. وتولى الجيش زمام الأمور لإعادة الهدوء وأطلق إصلاحات سياسية أدت إلى إنهاء حكم الحزب الواحد.

وأدى إلغاء الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التي فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ في 1992 إلى مواجهات بين مجموعات إسلامية مسلحة وقوات الأمن.

انتخاب بوتفليقة
في 15 أبريل (نيسان) 1999 انتخب عبد العزيز بوتفليقة في خضم الحرب الأهلية، وبدعم من الجيش.

ومباشرة بعد انتخابه، حصل بوتفليقة على موافقة شعبية واسعة في استفتاء حول العفو عن الإسلاميين الذين لم يرتكبوا جرائم قتل، أو اعتداء جنسي، وقبلوا الخضوع لسلطة الدولة.

وبعد إعادة انتخابه في 2004، أعاد تنظيم استفتاء آخر حول "ميثاق السلم والمصالحة الوطنية" للعفو عن الإسلاميين الذين ظلوا في الجبال، مقابل استسلامهم.

وأسفرت الحرب الأهلية بين 1992 و2002 عن مقتل أكثر من 200 ألف شخص بحسب حصيلة رسمية.

في 2009، عاد بوتفليقة للترشح لولاية ثالثة، بعد أن عدل الدستور الذي لم يكن يسمح له بالترشح لأكثر من ولايتين. وفاز بها دون عناء.

في أبريل (نيسان) 2014، أعيد انتخاب بوتفليقة لولاية رابعة بـ81.49% من الأصوات، رغم متاعبه الصحية، وعجزه عن قيادة حملته الانتخابية. فمنذ إصابته بجلطة دماغية في 2013، أصبح مقعداً في كرسي متحرك، ويجد صعوبة في الكلام.

احتجاجات 2019
وفي 2019 أعلن ترشحه لولاية خامسة، ما أثار غضب الشارع، واعتباراً من نهاية فبراير (شباط) شهدت البلاد تظاهرات حاشدة رافضة، لبقائه في السلطة.

ولتهدئة حركة الاحتجاج غير المسبوقة منذ 20 عاماً، أعلن الرئيس بوتفليقة عدوله عن الترشح لولاية خامسة. وأرجأ الانتخابات الرئاسية إلى أجل غير مسمى.

لكنه استقال في 2 أبريل (نيسان) بعدما تخلى عنه الجيش والعديد من حلفائه.

اقتصاد الجزائر
الجزائر هي إحدى دول المغرب العربي في شمال إفريقيا وأكبر الدول الأفرقية مساحةً بـ 2381741 كلم مربع، كما أنها الأكبر في حوض البحر الأبيض المتوسط، وفي العالم العربي، ومعظم أراضيها مناطق صحراوية.

ويعيش 80% من السكان، 42 مليون نسمة في الشمال الساحلي، خاصةً الجزائر العاصمة وضواحيها. وهناك 54% من السكان تقل أعمارهم عن 30 عاماً.

تعد البلاد حوالى 10 ملايين نسمة من الأمازيغ غالبيتهم في منطقة القبائل الجبلية في شرق العاصمة.

لا تعد الفرنسية رغم الماضي الاستعماري الفرنسي بين اللغات الرسمية في البلاد، العربية، والأمازيغية لكن هناك الكثير من الناطقين بالفرنسية في البلاد.

تبنت الجزائر نهج اقتصاد السوق في 1994.

والجزائر عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، وثالث منتج للنفط في أفريقيا، وتاسع منتج للغاز عالمياً.

وتوفر المحروقات 95% من مداخيل البلاد بالعملة الصعبة، وتساهم في ميزانية الدولة بنحو 60%.

لكن انهيار أسعار النفط دفع الحكومة إلى زيادة الضرائب، والتخلي عن العديد من الاستثمارات العمومية.

وفي نهاية 2018، اعتبرت مجموعة الأزمات الدولية أن من الضروري إدخال إصلاحات لتنويع الاقتصاد، وأنه رغم "تحسن أسعار النفط، فإن الأزمة الاقتصادية يمكن أن تضرب البلاد اعتباراً من 2019".

وقالت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير بعنوان "تجاوز الشلل الاقتصادي في الجزائر"، إنه "رغم وعود الحكومات المتعاقبة، فإن الشلل السياسي يعرقل أي إجراء حاسم".

لكن البلاد يمكنها الاعتماد على نسبة دين خارجي تقل عن 2% من إجمالي الناتج الداخلي، وشركاء "مستعدين لدعمها".