عمال يعلقون لوحةعليها صورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ومرشحين من الليكود.(أرشيف)
عمال يعلقون لوحةعليها صورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ومرشحين من الليكود.(أرشيف)
الجمعة 5 أبريل 2019 / 15:16

ما هو الأثر الحقيقي للانتخابات الإسرائيلية؟

تكتسب الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية المقررة في 9 إبريل(نيسان)، أهمية كبرى لا للقدس فحسب، بل لأن الاقتراع تحول بمثابة استفتاء على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي انتخب أربع مرات.

سواء فشل نتانياهو في الانتخابات يوم 9 أبريل( نيسان)، أو أطيح به بسبب مشاكله القانونية، فقد تنهار المعارضة الإسرائيلية بسبب غياب بعبعها المشترك

ويرأس نتانياهو الحكومة الإسرائيلية منذ 2009، كما شغل هذا المنصب بين 1996- 1999، وأشرف على تحولات سياسية إسرائيلية كبرى، فضلاً عن تعامله مع اضطراب إقليمي سببه الربيع العربي، والخصومة المتصاعدة بين السعودية – وإيران.

وبرأي آدم لامون، محرر مساعد لدى موقع "ناشونال إنترست"، رغم تمكنه من الإبحار وسط هذا الاضطراب، يواجه نتانياهو آفاقاً انتخابية غامضة. فقد أدى قرار النائب العام الإسرائيلي الجنرال أفيخاي مانديلبيلت لإدانته بتهم تتعلق بالاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة، إلى حالة من الفوضى في السياسات الإسرائيلية.

كما أثار قرار بيني كانتز، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي سابقاً، وزعيم تحالف "أزرق أبيض" الوسطي، للترشح بمواجهة نتانياهو "حماسة يسار الوسط المهزوم للتكاتف ضد رئيس الوزراء" وفق تعبير صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

نعمة ونقمة
وقد يمثل بروز كانتز مثابة نعمة ونقمة بالنسبة للمعارضة الإسرائيلية. ويستخدم الكنيست نظام التعددية (القوائم) الحزبية حيث يصوّت الإسرائيليون لأحزاب يدعمونها، لا لمرشحين. وتحصل الأحزاب التي تفوز بأكثر من 3.25% من أصوات الناخبين (حوالي 4 مقاعد) على تمثيل رسمي. ومن أجل الحصول على فرصة للمشاركة في حقائب وزارية ضمن الحكومة الإسرائيلية، لا بد لأحزاب منتخبة من التوحد ضمن تحالفات، ومن يحصل على غالبية مقاعد الكنيست الـ 120 يكوّن تحالفاً حاكماً، ويختار الرئيس الإسرائيلي رئيس الوزراء من ضمن ذلك التحالف.

سياسات غير نزيهة
ويرى كاتب المقال أن المؤسف أن هذه السياسات الإسرائيلية لا تكون دائماً نزيهة. وهذا ما لفت إليه شاي فيلدمان، مدير مركز كراون لدراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة برانديس الذي أبدى هاجسين رئيسيين حيال فرص المعارضة للإطاحة بنتانياهو في الانتخابات المقبلة.
فمن جهة، حذر من أنه حتى في حال لم يفز تحالف يميني بقيادة حزب الليكود في الانتخابات، فقد يتمكن يسار الوسط في حال فوزه في الانتخابات، من نقض سياسات الحكومة فقط، عوضاً عن تشكيل تحالف حاكم والسيطرة على مكتب رئيس الوزراء. ويعود ذلك، حسب فيلدمان، إلى نية كانتز وتكتل "أزرق وأبيض" تسلم السلطة إلى جانب أحزاب "يهودية وصهيونية" – ما يبعد فعلياً أحزاباً عربية وأخرى معارضة للصهيونية ممن يحتاج كانتز لأصواتها لكي يصبح رئيساً للوزراء.

حتى في حال تمكن كتلة يسار وسط إسرائيلية من تشكيل ائتلاف حاكم، يتساءل فيلدمان عما يجمع بين أركان تلك الكتلة، قائلاً: "ليس من الواضح على الإطلاق ماهية هذه الانتخابات.. ما يوحد المعارضة الإسرائيلية شيء واحد فقط هو معارضتها لنتانياهو".

بعبع مشترك
ويضيف فيلدمان "سواء فشل نتانياهو في الانتخابات يوم 9 أبريل(نيسان)، أو أطيح به بسبب مشاكله القانونية، فقد تنهار المعارضة الإسرائيلية بسبب غياب بعبعها المشترك".

وحسب المقال، سيكون أيضاً لمصير نتانياهو تداعياته على الولايات المتحدة. فقد دفعت علاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الوثيقة بنتانياهو البيت الأبيض لتطوير سياساته في الشرق الأوسط، وهو يضع في اعتباره قيام صداقة وعلاقة سياسية وثيقة مع إسرائيل. ولذا سيكون خروج نتانياهو من السلطة بمثابة ضربة لأولويات إدارة ترامب في المنطقة كاستئناف عملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية.

ويبين استطلاع عام جرى في إسرائيل حجم تعقيد القضية، حيث بات 71% من اليهود يعتقدون أن هيمنة إسرائيل على الفلسطينيين أمر"غير أخلاقي"، فيما يعتقد 87% أن السيطرة على الضفة الغربية "ليست في صالح إسرائيل". ولكن في الوقت نفسه، يرى 66٪ من المستطلعين أنه "لا بديل في الوقت الحالي"، وهو ما خلص إليه فيلدمان نتيجة عدم وجود قيادة فلسطينية موحدة قادرة على القيام بدور مفاوض موثوق.