جانب من بعض فعاليات القمة الثقافية أبوظبي 2018 (أرشيف)
جانب من بعض فعاليات القمة الثقافية أبوظبي 2018 (أرشيف)
الأحد 7 أبريل 2019 / 19:58

قمة ثقافية أخرى

صارت القمم نشاطاً بارزاً للدول الرائدة، والمؤسسات الطموحة. فالقمة مقصد ليس يتهيب من يرومها من محاولة الوصول إليها، والتشبث بها، ومد اليد للآخرين لمساعدتهم في الوصول إليها. فعلت ذلك الإمارات في القمة الحكومية، وتفعله مجدداً وبشكل متخصص في القمة الثقافية في أبوظبي.

ربما يكون مناسباً لأبوظبي وهي تحول أهم شارع فيها إلى متحف مسموع أن توضح كيف يمكن للمتاحف أن تواكب العصر الرقمي؟

ما الثقافة؟ الفنون: رسماً ونحتاً وغناء مكونات ثقافية. التراث بنوعيه المادي وغير المادي هو الثقافة بعينها، المتاحف حاضنة الثقافة، والإعلام المسوق لها. الكتاب أداتها الطيعة، والتكنولوجيا أداتها العصرية، الإدارة محرك، والتقاليد المجتمعية مفتاح. وبهذا كله تمضي عجلة الثقافة.

أثمرت القمة الثقافية الفائتة في 2018 نتاجاً بناءً. نصف دول العالم اجتمعت في أبوظبي، لتحدد مسارات الفكر العالمي، وتستكشف كيف يمكن للثقافة أن تقوم بدور فعال في بناء وتوطيد جسور التواصل وتعزيز التغيير الإيجابي.

هذه السنة سيكون الحوار محدداً أكثر في محور "الثقافة والتكنولوجيا"، وسيكشف الحوار سبل تمكين المؤسسات الثقافية من المشاركة بصورة فاعلة في معالجة التحديات العالمية، وتسخير الإبداع والتكنولوجيا لتحقيق التغيير الإيجابي.

الطموح في هذه القمة ليس خيالياً، والنظرة ليست إقليمية، بل هي كونية إنسانية. رؤساء دول سابقون، ورؤساء وزارات سابقون، سيتحدثون بخلفيات ثقافية عن تجاربهم في الإدارة مستكشفين كيف يمكن للدبلوماسية الثقافية أن تصنع الفارق في زمن التكنولوجيا الحديثة. كما سيبحثون في النماذج والتجارب التي تابعها العالم عن صعود نجم شركات التكنولوجيا في مجال نشر الأخبار، وكيف عملت التكنولوجيا الجديدة ووسائل التوصل الاجتماعي على تحول العلاقات بين المنتجين ومستخدمي جميع أشكال الإعلام الثقافي.

وربما يكون مناسباً لأبوظبي وهي تحول أهم شارع فيها إلى متحف مسموع، أن توضح كيف يمكن للمتاحف أن تواكب العصر الرقمي؟ في حضور سيستمع للتجربة ويثريها، يضم خبراء استراتيجيين وفنانين رقميين يستخدمون التكنولوجيا لمناقشة العديد من التقنيات الحالية والمستخدمة في المتاحف، بهدف مشاركة الجمهور ومناقشة دور المتاحف في المستقبل.

إن أبوظبي وهي تناقش في قمتها الثقافية الثالثة قضايا ملحةً في عصرنا، تُدرك بشكل واضح المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق المؤسسات الثقافية للإسهام في تطور ورقي المجتمعات، ولذا فقد جمعت ألمع العقول وأكثرها تأثيراً من حول العالم لتوليد الأفكار، وإيجاد الحلول، وتعزيز التواصل والشراكات المستقبلية لمواجهة التحديات العالمية، وإحداث تغيير إيجابي وحقيقي.

الأمر الذي لم أشاهده في برنامج هذه القمة، هم المؤثرون في وسائل التواصل الاجتماعي، انتظر القمة الثقافية لأرى إن كانوا هناك. وبعدها سيكون هناك حديث آخر.