الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الإثنين 8 أبريل 2019 / 16:29

بعد انتكاسة مولر..الديمقراطيون يواجهون خيبة أخرى

أشارت أستاذة التاريخ والسياسات في جامعة جاكسونفيل الأمريكية الدكتورة إيلين وولد إلى أنّ الديمقراطيين يائسون ليجدوا ملفات تساعدهم على هزيمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في انتخابات 2020. وأضافت في صحيفة "ذي اراب نيوز" السعودية أنّ اتهامات التواطؤ لن تنجح بعدما برّأ المحقق روبرت مولر الرئيس الأمريكي ومحيطه من هذه التهم.

سيستخدم الديمقراطيون علاقة ترامب بالسعودية كي يظهروا فروقات في طبيعة الحكمين حيث للسعودية نظام ملكي بينما للولايات المتحدة نظام جمهوري دستوري ديموقراطي

كذلك، لا يستطيع الديمقراطيون جعل الاقتصاد محور ترشحهم لأن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع وانخفضت البطالة في ولاية ترامب. بناء على ذلك، قد يركز هؤلاء على السياسة الخارجية ويهاجمون علاقات ترامب مع السعودية. لكن هل سينجح الأمر معهم؟

الحملة بدأت فعلاً
تجيب وولد بأنّ نقاد الرئيس يريدون أذيته في هذه المسألة وربما خلق شرخ بين الدولتين. نقلت صحيفة واشنطن بوست في تقريرها الأسبوع الماضي أنّ "استراتيجيين ديموقراطيين خبراء يحضون مرشحي الحزب على جعل تعاملات ترامب مع الرياض الاختبار المحك لطبع الرئيس". الصحيفة هي واحدة من أشد منتقدي ترامب لكن هذا سبب إضافي كي يتم أخذ تقريرها بجدية.

وكتبت الصحيفة نفسها أنّ مرشحين ديمقراطيين رئاسيين بدأوا فعلاً بانتقاد ترامب لعلاقته بالسعودية منذ أكثر من سنة ونصف على الانتخابات. لقد قارنت واشنطن بوست علاقة ترامب مع الرياض بعلاقته مع موسكو مع ما ينطوي عليه ذلك من إيحاءات ضمنية بوجود تواطؤ. من جهة ثانية، قلب المرشح السيناتور بيرني ساندرز المقاربة قائلاً: "السعودية هي دولة يلهمها ترامب.. تشعر بالتشجيع من قبل دعم إدارة ترامب الذي لا لبس فيه".

اليمن أكثر تعقيداً مما يظنون
في العلاقات الأمريكية السعودية، يشير الديمقراطيون إلى عدد من المسائل. إنهم يتذمرون بشأن الحرب في اليمن والدور الذي أدته الولايات المتحدة في دعم السعودية وحلفائها في المواجهة. هذه المسألة قد لا تنجح لأنّ النزاع اليمني معقد ولأن قلة من الأمريكيين بذلت جهداً لمعرفة الكثير حوله.

حجة اليسار والبيئيين.. لن تمر
بإمكان اليسار المتطرف والبيئيين أن يقدموا السعودية بوصفها منتجاً بارزاً للنفط. بالنسبة إليهم، هذا سبب لمعارضة الرياض، لكنّ الناخبين الأمريكيين لن يقبلوا بهذه الحجة. تنتج الولايات المتحدة نفطاً أكثر مما تنتجه السعودية. من مقاربة بيئية، يجب أن ينطلق القلق الحقيقي من التلوث الذي تتسبب الصين والهند بالمزيد منه.

مؤخراً، سلط الديمقراطيون الضوء على الأخبار التي تقول إنّ وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري وافق على تقاسم معلومات مع السعودية حول مصانع للتكنولوجيا والطاقة النووية. ذهب بيري ووزير الطاقة السعودي خالد الفالح إلى الجامعة نفسها ويعرف عنهما بأنهما مقربان من بعضهما البعض. من المتوقع تماماً أن يوافق بيري والولايات المتحدة على مناقشات أولية حول منشآت نووية بسبب هذه الروابط.

كذلك، إنّ الطاقة النووية هي أفضل طريق للسعودية كي تخفض التلوث من المنشآت العاملة على الوقود الأحفوري. وإذا لم تبن الولايات المتحدة هذه المصانع، فإنّ روسيا أو كوريا الجنوبية أو دولة أخرى ستقوم ببنائها.

ازدواجية المعايير
سيستخدم الديمقراطيون علاقة ترامب بالسعودية كي يظهروا فروقات في طبيعة الحكمين حيث للسعودية نظام ملكي بينما للولايات المتحدة نظام جمهوري دستوري ديموقراطي. وهذا يجعل إقامة العلاقات مع دول أوروبية مثل المملكة المتحدة وفرنسا أمراً أسهل بما أنّ لدى هذه الدول أفكاراً متشابهة حول الحكومات التشاركية. من هذا المنطلق، بإمكان الديمقراطيين أيضاً مهاجمة علاقة ترامب بالرئيس الصيني شي جينبينغ. لكنّهم لن يفعلوا ذلك لأنّ كثراً منهم يريدون علاقة وثيقة ومتساوية مع بيجينغ.

الحقيقة بسيطة
في جميع الأحوال، مر زمن لم يكن فيه الحزب الديمقراطي قريباً من السعودية ويعود ذلك جزئياً إلى التحول السياسي الذي قامت به إدارة أوباما. ولهذا السبب، سيكون تحسن علاقة ترامب مع المملكة هدفاً سهلاً لخصومه.

ترى المؤرخة أنّ هذه الاستراتيجية لن تكون فاعلة على الأرجح لأنّ الحقيقة البسيطة وهي أنّ الأمريكيين يهتمون بالاقتصاد الوطني أكثر من اهتمامهم بما يجري في دولة بعيدة. كذلك، يهتم الأمريكيون كما سائر الشعوب بعائلاتهم ومجتمعاتهم. سيسعى الديموقراطيون إلى كسب النقاط في العلاقات الأمريكية السعودية، لكنّهم لن يكسبوا الانتخابات بسببها.