إنفوغراف 24
إنفوغراف 24
الإثنين 8 أبريل 2019 / 16:06

المرشحون للانتخابات الإسرائيلية.. ومواقفهم

24. شادية سرحان - ناصر بخيت

يستعد نحو 6 ملايين ناخب إسرائيلي للتصويت غداً الثلاثاء 9 أبريل (نيسان)، في واحدة من أعنف الانتخابات والتي يتنافس فيها مجموعة من المتطرفين ممن يعلنون صراحة العداء للعرب والفلسطينيين.

وتنطوي هذه الانتخابات على رهانات كبيرة والتي يسعى أيضاً من خلالها رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتانياهو للاحتفاظ بالسلطة لمدة أطول على الرغم من اتهامات الفساد ضده والمنافسة الشرسة من حزب جديد يعرف بـ "تحالف أزرق وأبيض"، وهو حزب يمني وسطي يتزعمه الجنرال المتقاعد بيني غانتس.

وفيما يلي أبرز السياسيين المتنافسين على رئاسة حكومة دولة الاحتلال، والذين سيلعبون دوراً جوهرياً في الانتخابات وما يتبعها من أحداث:


نتانياهو الرافض لبناء دولة فلسطينية
يروج نتانياهو لنفسه كضامن لأمن إسرائيل ونموها الاقتصادي، بعد أن أمضى أكثر من 13 عاماً في المنصب، وتظهر استطلاعات الرأي أنه قادر على الفوز مرة أخرى. وفي حال تحقق ذلك، سيكون نتانتياهو في طريقه للتقدم على ديفيد بن غوريون أحد الآباء المؤسسين لدولة الاحتلال والذي بقي في منصبه حوالي 14 عاماً.

ويتزعم نتانياهو حزب "الليكود" وهو أكبر حزب يميني في إسرائيل ويناصر الحزب سياسات أمنية متشددة عندما يتعلق الأمر بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويعارض كثيرون من أعضائه إقامة دولة فلسطينية.

وحديثاً، أطلق نتانياهو وعداً في الحملة الانتخابية قال إنه "سيضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية إذا ما فاز بفترة ولاية جديدة".

ويشكل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وسيادة الأخيرة على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وكذلك مساعدة بوتين في إعادة رفات جندي إسرائيلي مفقود منذ حرب لبنان عام 1982، عوامل تصب في مصلحة نتانياهو.

ويكافح نتانياهو من أجل حياته السياسية بينما يواجه تهديداً مزدوجاً في انتخابات هذا العام، ويتمثل هذا التهديد في احتمال اتهامه بالفساد، ويظل الوضع حتى الآن مبهماً بشأن ما إذا كانت هذه التهم، في نهاية الأمر، ستدفع المؤيدين للالتفاف حوله أم أنها ستبعد الناخبين عنه.

غانتس المتباهي بدمار غزة
رئيس أركان سابق في الجيش الإسرائيلي، خدم 38 عاماً قبل تقاعده، يتمتع بشعبية ويشكل تحدياً كبيراً لنتانياهو في هذه الانتخابات ويعد المنافس الأقوى له على رئاسة الحكومة مستقبلاً.

وتعاون بيني غانتس (59عاماً) مع وزير الدفاع اليميني السابق موشي يعلون ووزير المالية السابق يائير لابيد الذي ينتمي ليسار الوسط في تشكيل الحزب الوسطي الجديد تحالف "أزرق وأبيض".

ويتفاخر الجنرال المتقاعد والجديد في عالم السياسة، في دعاياته الانتخابية بقيادته لحملة جيش الاحتلال خلال حرب غزة في 2014 والانتفاضة الفلسطينية الثانية، وتحدث بلهجة حادة ضد إيران من أجل استمالة الناخبين اليمينيين للتصويت له بدلاً عن التصويت لنتانياهو، كما تجنب ذكر حل الدولتين مع فلسطين واستبعد أيه انسحابات إسرائيلية أحادية من الضفة الغربية المحتلة.

وينتهج غانتس سياسات مشابهة لنتانياهو فيما يتعلق بالمستعمرات الإسرائيلية بالإضافة لحرية تصرف جيش الاحتلال في كافة أنحاء المناطق الفلسطينية، ووعد الناخبين بزيادة المستعمرات في حال انتخابه، ولكنه يعد بوضع حد لما يصفه بخطاب نتانياهو الاستقطابي بالإضافة إلى تغيير طريقة إدارة الحكومة الإسرائيلية.

ويلزم تحالف "أزرق وأبيض"، لإزاحة نتانياهو من منصبه، حشد الأحزاب الصغيرة إلى جانبه، لكن ليس واضحاً إن كان بمقدوره الحصول على مقاعد انتخابية كافية تمكنه من الفوز بالأغلبية في "الكنيست".

بينيت وشاكيد.. خطة لقصف غزة
شكل وزيرا التربية والعدل نافتالي بينيت وآيليت شاكيد، حزب "اليمين الجديد"، الذي يعمل لاجتذاب الناخبين من العلمانيين والمتدينين، ويقدما نفسيهما على أنهما جبهة اليمين الحقيقية البديلة لنتانياهو.

وتبنى الوزيران سياسات حادة تجاه الفلسطينيين، وانتقد بينيت نتانياهو لعدم استخدام الأخير القوة الكافية ضد مسلحي حماس في غزة، وأقسم أنه لو فاز حزبه بالانتخابات سيلحق الهزيمة بالحركة الفلسطينية من خلال خطة ذات 5 نقاط من بينها "قصف جوي لغزة"، كما يعارض أي وجود لدولة فلسطينية، فيما تعهدت شاكد "بكبح جماح" المحكمة العليا الإسرائيلية التي تصفها بأنها مفرطة في الليبرالية.

لبيد المعارض للتحالف مع الأحزاب العربية
يقود يائير لبيد حزب "يش آتيد" الوسطي (هناك مستقبل)، وهو أيضاً نائب ائتلاف الأزرق والأبيض وأبرم اتفاقاً مع غانتس على أن يتولى رئاسة وزراء البلاد بعد سنتين ونصف من بدء رئاسة غانتس للحكومة في حال فوز الأخير.

ولبيد صحافي ومذيع تلفزيوني سابق، عمل كوزير للمالية في عهد نتانياهو بين 2013 و2014، ويركز في حملته الانتخابية على اتهام نتانياهو بالفساد، كما صرح بشكل علني عن معارضته أي تحالف سياسي مع الأحزاب العربية الإسرائيلية، التي قد تمنح تحالف أزرق وأبيض الأغلبية التي يحتاجها لتشكيل الحكومة في البرلمان إذا فاز في الانتخابات.

ويدعم لبيد انقسام إسرائيل عن الفلسطينيين وعُرف سابقاً بمناصرته لحل الدولتين ولكنه حرص على عدم تكرار هذا الرأي خلال الحملة الانتخابية الجارية.

موشيه فيغلين المطالب بضم الضفة 
سياسي مستقل وزعيم حزب يجمع بين السياسات التقدمية داخلياً والمتطرفة تجاه الفلسطينيين، فيعد بتشريع بيع القنب في حال فوزه ويدعم إلغاء معاهدة أوسلو واحتلال الضفة الغربية.

وظهر حزبه "زيهوت" وهو حزب ديني قومي متطرف، كبديل شعبي يجذب إليه الإسرائيليين الذين يبحثون عن الإدلاء بصوت احتجاجي، وإذا فاز بعدة مقاعد فسيكون له تأثير كبير عندما تبدأ مفاوضات تشكيل التحالف الحكومي.

وينادي حزب فيغلين بنقل الفلسطينيين طواعية إلى دول عربية مجاورة ويصف نفسه بأنه قوة تحرير ويطالب باقتصاد السوق الحرة.

كذلك يدعو إلى نقل مقرات الحكومة الإسرائيلية إلى القدس الشرقية ومنح الفلسطينيين إما حق الهجرة أو البقاء كمقيمين في دولة إسرائيل.

وقد تظهر أهمية حزب "زيهوت" حال فوزه بمقاعد في الكنيست تمكنه من لعب دور محوري في التحالف مع الحزب الساعي لحصد الأغلبية البرلمانية.

الحاخام رافي بيريتس.. ممثل المستوطنين في الضفة
يتزعم حزب "الاتحاد اليميني"، وهو حزب ديني قومي ويعد أبرز الكيانات السياسية الممثلة للمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية.

ويرفض الحزب فكرة قيام دولة فلسطينية ويشدد على صلات "إسرائيل" التوراتية والدينية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، كما يضم حزب "القوة اليهودية" وهو حزب ديني قومي متطرف يضم في عضويته تلاميذ الحاخام الراحل مئير كاهانا الذي كان ينادي بحظر زواج اليهود من العرب.

أفيغدور ليبرمان.. الإعدام للفلسطينيين
يعد أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف، والمولود في مولدوفا، واحداً من أكثر الساسة الاسرائيليين شهرة وإثارة للجدل.

وعُين ليبرمان، في مايو (آيار) 2016 وزيراً للدفاع في حكومة نتانياهو، ولم يلق تعينه استحسان الجميع في الأوساط السياسية الإسرائيلية، واستقال من منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، احتجاجاً على قبول هدنة لإنهاء يومين من القتال مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وحديثاً، أعلن حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة ليبرمان، عن نيته فرض عقوبة الإعدام على الفلسطينيين المدانين بقتل إسرائيليين أو تنفيذ عمليات في إسرائيل حال فوزه بالانتخابات وحصوله على عدد متميز من المقاعد.

آفي غاباي المعتدل

زعيم حزب العمل اليساري، لا يملك الكثير من الحظوظ في ظل هيمنة اليمين على المناخ السياسي الإسرائيلي.

ويقول غاباي في حملته الانتخابية إنه "يطرح بديلاُ حقيقياً لسياسات نتانياهو عوضاً عن غانتس الذي يؤكد غاباي بأنه لا يختلف كثيراً عن نتانياهو".

ويؤمن غاباي بخطة سلام تشمل دولة فلسطينية منزوعة السلاح ووقف فوري لبناء المستعمرات في الضفة الغربية مع تعويض المستعمرين الراغبين في ترك مستعمراتهم طواعية، كما يدعو لإقامة استفتاء على وضعية المناطق العربية بضواحي القدس.

الانتخابات
ويتنافس في هذه الانتخابات 43 حزباً، لكن عدد من يتوقع لهم تجاوز نسبة الحسم يتراوح بين 10-14 حزباً.

وتوزع مقاعد الكنيست الإسرائيلي البالغ عددها 120 مقعداً بنظام التمثيل النسبي على قوائم الأحزاب، وللفوز بمقاعد في الكنيست يجب أن يتخطى أي حزب نسبة 3.25 % على الأقل من مجموع أصوات الناخبين، وتعادل هذه النسبة 4 مقاعد.

وبعد الانتخابات، يطلب رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي من المرشح الذي يرى أنه يملك أفضل فرصة لتشكيل ائتلاف، أن يحاول تشكيل الحكومة خلال 28 يوماً ويمكن مدها لمدة 14 يوماً، وإذا فشل في تشكيل الحكومة يكلف مرشحاً مختلفاً بهذه المهمة.

ويذكر بأن كافة الاستطلاعات التي تم تنظيمها خلال الآونة الأخيرة، توقعت ضعف إقبال العرب على التصويت في الانتخابات، مشيرة إلى الانخفاض المتواصل في رغبة العرب بالتصويت بالانتخابات وأن ما يقرب من نصف الجمهور العربي لن يصوت هذا الأسبوع.

كما لفتت صحيفة "هآرتس" العبرية، إلى سعي بعض من الأحزاب اليهودية إلى إقناع العرب بالتصويت لها، ووضعت عدداً من الإغراءات سواء السياسية أو المادية لحثّ العرب على التصويت لها.