أفغانية تحمل بنه في قرية تركية.(أرشيف)
أفغانية تحمل بنه في قرية تركية.(أرشيف)
الثلاثاء 9 أبريل 2019 / 14:40

العنف يطارد الأفغانيات من بلادهن إلى تركيا

ترى فاريبا ناوا، صحفية أفغانية – أمريكية مستقلة، أن معاناة المرأة الأفغانية لا تنتهي عند حدود بلدها بل تلحق بها إلى أماكن أخرى، وفي مقدمها اسطنبول.

تلك النساء والفتيات الصغيرات اللاتي هربن من عنف منزلي، واعتداءات جنسية، وزيجات قسرية، وحرب بدأت قبل 40 عاماً، يقمن اليوم بمفردهن، لأول مرة في حياتهن

 وتستهل تقريرها، في موقع "فورين بوليسي"، بقصة فتاة اسمها حور، 16 عاماً، تبحث عن عمل في تركيا وأخبرتها عبر مجموعة من الرسائل الصوتية، أنها هربت من مدينة قندز في أفغانستان، بعدما باعها عمها كعروس إلى رجل في الخمسينات من عمره. وتمكنت من الوصول إلى اسطنبول، ولكنها كفتاة تعيش بمفردها هناك، ما زالت تخاف على حياتها.

تحرش يومي
وتقول ناوا إنها تلقت أيضاً مزيداً من الرسائل الصوتية من فتاة أخرى تدعى فاطمة، 17 عاماً، قالت إن أختها مديحة هربت من زواج قسري في مدينة هرات الأفغانية. وفرّت الشقيقتان إلى تركيا مع أخيهما الأكبر إحسان، ولكنه اختفى من حياتهما. واليوم تعمل الفتاتان في مزارع ضمن قرية في منطقة الأناضول، وتتعرضان لتحرش ومضايقات يومية.

ونشرت سحر آريان، نجمة أفغانية شهيرة على موقع يوتيوب، صوراً لها من داخل مستشفى في تركيا بعدما قالت إن رجالاً أفغاناً هاجموها في مقر إقامتها في كيرسيهير، بلدة تركية محافظة في تركيا، حيث تنتظر حصولها، بواسطة الأمم المتحدة، على حق اللجوء في بلد ثالث. وقد هربت من كابول بعد تلقيها تهديدات بالقتل بسبب مشاركتها في مسابقة غنائية.
  
غضب
وتلفت كاتبة المقال إلى مشاركة آريان في برنامج تلفزيوني أفغاني مثير للجدل يحمل اسم "نجمة أفغانية"، شبيه بـ"أمريكان آيدول". وكجزء من المسابقة، غنت آريان أغنية "الرجم" وهي أغنية تنتقد قتل الزانيات عبر رميهم بحجارة حتى الموت، الأمر الذي أثار غضب محافظين في أفغانستان وتركيا أيضاً. ونقلت آريان إلى شقتها في كيرسيهير كي تتعافى من جروح أصيبت بها في رأسها وبخدوش وكدمات زرقاء حول عينيها.

وتشير الكاتبة إلى أن تلك النساء والفتيات الصغيرات اللاتي هربن من عنف منزلي، واعتداءات جنسية، وزيجات قسرية، وحرب بدأت قبل 40 عاماً، يقمن اليوم بمفردهن، لأول مرة في حياتهن. وتشير إحصاءات إلى أن عدد الأفغان في تركيا يتجاوز عدد السوريين ( 3.5 مليون) الذين لجأوا، بسب الحرب، إلى ذلك البلد.

وعود
وتسعى الولايات المتحدة لإخراج قواتها، خلال السنوات المقبلة من أفغانستان، فيما تستعد حركة طالبان لاستعادة السلطة، مع تعهد لأن تحكم بصورة مختلفة هذه المرة. ويقول مسؤولون أمثال شير محمد عباس ستانيكزاي، إنهم سوف يسمحون للنساء بالدراسة والعمل – وهما نشاطان حرمتهما الحركة سابقاً. ولكن ليست لدى هاربات أفغانيات آمال كبيرة بأن حياتهن ستكون أفضل. وبكل بساطة تقول آريان: "هناك ثقافة معادية للنساء، ومن الصعب تغييرها".

نتائج متفاوتة
وفي المجمل، أنفقت الولايات المتحدة، منذ الإطاحة بطالبان، أكثر من 1.5 مليار دولار لتعليم وتمكين أفغانيات. وتبدو النتائج متفاوتة في أفضل حالاتها. فقد عادت ملايين الفتيات إلى المدارس، وآلاف أخريات إلى العمل، وانضم بعضهن إلى الحكومة والجيش، وشاركن في نشاطات رياضية. وقد تحسن وضع النساء في المدن ومناطق ريفية آمنة، ولكن عند خطوط النيران حيث يدور القتال، ظلت المرأة الأفغانية محرومة من معظم تلك الامتيازات.

وفي المقابل، ومع تواصل غارات جوية وتفجيرات انتحارية، هربت من أفغانستان، مجموعات من اللاجئين منهم عشرات الآلاف من النساء. وتقول منظمات إغاثة مثل "شبكة المرأة الأفغانية" و"نساء من أجل نساء أفغانيات" إنه في حال نزعت حركة طالبان، حال انضمامها إلى الحكومة، حقوقاً منحت للمرأة، فإن مزيداً من النساء سيحاولون مغادرة أفغانستان. ولذا قالت شهرزاد أكبر، ناشطة سياسية أفغانية تعمل من كابول: "أقول للحكومات الغربية إن عليها الاستعداد لمجيء عدد كبير من الأفغان إليهم، ما لم يظهروا اهتماماً، ويباشروا حواراً مع طالبان بشأن نوعية الحكومة التي يريدونها. لا يمكن لهم تأييد حكومة ترجم النساء".

وتلفت كاتبة المقال إلى أنه رغم بحث أفغانيات عن الأمان في تركيا، فهن غالباً ما يتعرضن لتحرش ومضايقات أكبر داخل بلدات تركية محافظة، ينقلن إليها حال وصولهن إلى الحدود التركية.