رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني الجديد عبدالفتاح البرهان (أرشيف)
رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني الجديد عبدالفتاح البرهان (أرشيف)
السبت 13 أبريل 2019 / 15:52

البرهان.. مهندس تغيير رشحه البعد من "شبهة الإخونجية"

24 - إعداد: شيماء بهلول

ربط العديد من المراقبين بين رضا الجماهير السودانية عن قائد المجلس العسكري الجديد، المفتش العام وقائد القوات البرية الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وبين عدم ارتباط اسمه بتنظيم الإخوان المسلمين في السودان، على عكس أغلب القادة الأمنيين السودانيين، وفقاً لما نشرتة صحيفة "عكاظ" السعودية اليوم السبت.

فقد ارتسمت البسمة على شفاه المعتصمين فور إعلان أرئيس المجلس العسكري الانتقالي السابق عوض بن عوف تنحيه عن منصبه هو ونائبه كمال عبد المعروف، وتنازله للبرهان، بعد يوم واحد من انقلاب الجيش السوداني على الرئيس المعزول عمر البشير، وتزايد ضغط الشارع واستمرار الاعتصام والتظاهرات المستمرة منذ 19 ديسمبر(كانون الثاني) 2018.

وأدى رئيس المجلس العسكري الجديد اليمين الدستورية لرئاسة المجلس الانتقالي، بحسب العديد من المراقبين المدبر الحقيقي لعملية التغير والإطاحة بالرئيس البشير من السلطة، حيث كان أول مسؤول سوداني يصل إلى مقر التلفزيون السوداني.

ويأتي تعيينه بعد تنحي بن عوف إثر ضغوط شعبية واسعة ترفض قيادة الجيش للمرحلة الانتقالية من دون تشكيل حكومة مدنية كاملة.



فمن هو عبد الفتاح البرهان؟
وُلد عام 1960 في قرية قندتو بولاية نهر النيل الواقعة شمال السودان، درسَ المرحلة الابتدائية والمتوسطة في مدارس قريته ثمّ انتقلَ في وقتٍ لاحقٍ إلى مدينة شندي ليُكملَ تعليمه قبل أن ينضم للكلية الحربية السودانية ضمنَ ضُباط الدفعة 31.

وعقبَ تخرجه من الكلية الحربية، عمل في العاصمة الخرطوم ضمنَ وحدات الجيش السوداني فضلاً عن مُشاركتهِ في جبهات القتال في حرب دارفور وكذا في جنوب السودان ومناطق أخرى، وسافرَ فيما بعد إلى مصر ومن ثم إلى الأردن لتلقي دورات تدريبيّة في مجاله العسكري إلى أن عُيّن عام 2018 قائداً للقوات البريّة للجيش السوداني.

مسيرته العملية
شغلَ عبد الفتاح البرهان عدة مناصب طيلة مسيرتهِ المهنيّة حيثُ بدأ كجندي رفقة قوات حرس الحدود لفترة طويلة ثم ملحقاً عسكرياً في الصين ثمّ صار قائداً لقوات حرس الحدود، وبعدها أصبح نائباً لرئيس أركان عمليات القوات البرية ثم رئيساً لأركان القوات في الجيش السوداني في فبراير(شباط) 2018، قبل أن يشغلَ منصبَ المفتش العام للجيش لفترةٍ من الزمن.

وإبان الاحتجاجات العارمة التي عمت البلاد والتي طالبت بإسقاط نظام عمر البشير، تم ترقيته من رتبة الفريق الركن إلى رتبة الفريق أول بحلول 26 فبراير(شباط) الماضي، ضمن سلسلة من القرارات الرئاسية التي شملت تعيينات وتعديلات في رئاسة الأركان والجيش السوداني.



وقام بعدها بتسليم رئاسة أركان القوات البرية إلى الفريق الركن محمد عثمان الحسين في 6 مارس(أذار) الماضي.

وقالت وسائل إعلام إنه كان يشرف على القوات السودانية في اليمن، بالتنسيق مع قوات الدعم السريع السودانية، كما يعرف بأنه "صارم" في التزامه العسكري، وخاض الكثير من العمليات العسكرية حين كان ضابطاً في سلاح المشاة بالجيش، ويصفه مقربون بأنه "مقدام"، ويذكرون أنه عمل مدرباً بمعاهد عسكرية بمنطقة جبيت، شرقي البلاد.

شخصية مقبولة
ويختلف الناشطون حول كون عبدالفتاح البرهان شخصية مقبولة من الشعب السوداني من عدمه، حيث أشارت التكهنات إلى أنه كان سيلقي بيان عزل البشير من منصبه بعد وصوله إلى مقر الإذاعة والتلفزيون السوداني صباح أول أمس الخميس، لكن ظهر في البيان بدلاً عنه وزير الدفاع عوض بن عوف.

وذكرت مصادر أنه يتمتع بسمعة جيدة في أوساط الجيش السوداني، فيما تعتبره أوساط سودانية مهندس عملية التغيير الجارية في السودان، ما يعطيه أولوية في قيادة المرحلة الانتقالية بما يرقى لطموحات الشعب السوداني.



وأشارت أوساط سودانية إلى أنه لم يكن له أي انتماء سياسي، وكان أول من انضم للمتظاهرين، كما أنه أعطى تعليمات صريحة للقيادة العامة بفتح الباب للمحتجين ليحتموا داخلها بعد فتح النار على المتظاهرين في 7 أبريل(نيسان) الجاري.

وقال شهود عيان إنه دخل ساحة الاعتصام في محيط مقر القيادة العامة للقوات الشعب المسلحة السودانية صباح أمس الجمعة، حيث جمعته صورة تم تداولها مع رئيس حزب المؤتمر السابق إبراهيم الشيخ، الذي طالبه بالانحياز إلى مطالب الشعب، ومن جهة أخرى أوضحت مصادر سودانية أن برهان هو ضمن المجموعة التي أبلغت البشير بعزله من رئاسة البلاد.