مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون.(أرشيف)
مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون.(أرشيف)
الجمعة 19 أبريل 2019 / 13:37

دعوة إلى إقالة بولتون لتجنب "الحروب الفاشلة"

24- زياد الأشقر

ناشد الكولونيل الأمريكي المتقاعد دانيال إل. ديفيس في مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استبدال بعض المستشارين الرئيسيين بأشخاص يتمتعون بالكفاءة ويتوافقون مع وجهات نظره ويستطيعون تنفيذ رؤيته، ليتجنب خوض حروب فاشلة، لافتاً إلى أن أول هؤلاء المستشارين غير الفعالين الذين يجب أن يرحلوا هو مستشار الأمن القومي جون بولتون.

ما يحتاج إليه ترامب من البداية هو مستشارون يفهمون تفكيره في السياسة الخارجية، ويتوافقون مع وجهات نظره، وتكون لديهم القدرة على تحويل رؤيته إلى واقع

وقال إنه ثُبت في العامين الماضيين أن غرائز ترامب حيال عدد من القضايا الرئيسية في السياسة الخارجية، لم تكن صائبة فقط وإنما كانت ثمة حاجة إليها في سياق تصحيح السياسات. ومع ذلك، فإنه منذ دخوله إلى البيت الأبيض، دفعه بعض أقرب إلى التحول بشكل دائم عن أفكاره الجيدة، وشجعوه على حروب خاسرة- والمخاطرة من دون أسباب وجيهة بخوض حروب جديدة.

وأضاف أن بولتون يعمل منذ زمن في الحكومة ومراكز الرأي في المؤسسة الحاكمة في واشنطن، لكن وصفاته في ما يتعلق بالسياسة الخارجية كانت كارثية بشكل مباشر بالنسبة للولايات المتحدة. والمثال الأكثر وضوحاً في هذا الشأن، أن بولتون كان من بين المؤيدين الرئيسيين لغزو العراق عام 2003 (وللتذكير، لم يكن ثمة وجود لتنظيم القاعدة أو داعش في العراق، قبل الغزو الذي دفع نحوه بولتون)، وها هو لا يزال يدافع عن هذا الخطأ، واصفاً إياه بأنه "مبرر كلياً". والأدلة كثيرة على عدم إبدائه الندم. وهو كان دعا إلى قصف إيران ودافع مباشرة عن عمليات "تغيير النظام" (كما فعل في كوريا الشمالية وليبيا وسوريا وكوبا وفنزويلا). ولطالما اعتبر ترامب خلال الحملة للانتخابات الرئاسية عام 2016 أن غزو العراق كان بمثابة كارثة استمرت 16 عاماً-أسفرت عن مقتل 4568 جندياً أمريكياً وجرح أكثر من 32 ألفاً آخرين- لذلك، فإن تكرار الخطأ في إيران سيكون أمراً أسوأ بكثير، حيث أن إيران أكبر من العراق، واكثر اكتظاظاً بالسكان، ولديها قدرة أكبر على الرد.

تعديلات قبل الانتخابات

ومع ذلك، يضيف أن مهاجمة إيران ليست ضرورية على الإطلاق للحفاظ على الأمن القومي الأمريكي، لأن ردعنا التقليدي والنووي أكثر من كافٍ لردعهم إلى أجل غير مسمى. ومن شأن الضربات العسكرية ضد إيران أن تضعف بشكل لا لبس فيه أمننا وتطلق نتائج قد تخرج عن سيطرة أي شخص. ونظراً إلى أنه لم يتعلم من الدروس الفاشلة من غزو العراق، يستمر بولتون في دعوته إلى تغيير النظام الإيراني بشكل صريح. ويتعارض ذلك مع ما كان دعا إليه ترامب خلال حملته الانتخابية. وإذا ما أراد إعادة انتخابه، فسيتعين عليه إجراء تغييرات من الآن وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2020. ما يحتاج إليه ترامب من البداية هو مستشارون يفهمون تفكيره في السياسة الخارجية، ويتوافقون مع وجهات نظره، وتكون لديهم القدرة على تحويل رؤية الرئيس إلى واقع عملي. لم تكن لدى مستشار الأمن القومي السابق أو الحالي هذه القدرة.

دوغلاس ماكغريغور

وأشار إلى خبير في واشنطن يدعى دوغلاس ماكغريغور، وهو حاصل على دكتوراه ووضع العديد من الكتب حول الأمن القومي، قائلاً إنه خلال 30 عاماً تقريباً لاحظت كان مصيباً في ما يتعلق بقضايا الأمن القومي الرئيسية الواحدة تلو الأخرى. وهذا الرجل قريب من غريزة ترامب في السياسة الخارجية وهو على عكس بولتون وسلفه إتش. آر. ماكماستر، فإنه قادر على وضع رؤية الرئيس موضع التنفيذ