الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الجمعة 19 أبريل 2019 / 23:55

حسابات أردوغان الخاطئة تقوده لمقصلة العقوبات الأمريكية

لفتت صحيفة "العرب" في تقرير لها اليوم الجمعة، إلى تضاؤل الآمال التركية في تجنب عقوبات أمريكية محتملة على خلفية تعنت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والمضي قدماً في صفقة الصواريخ الروسية، رغم تحذيرات واشنطن وحلف الشمال الأطلسي من مغبة هذه الخطوة.

كما أن مراهنة أنقرة على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الحيلولة دون إقرار هذه العقوبات، تأتي في وقت لا يملك فيه هذا الأخير أي فرصة تذكر للتصدي لمنتقدي أنقرة الكثيرين في واشنطن.

موجة جديدة من العقوبات
ويرى متابعون للشأن التركي، بحسب الصحيفة، أن حسابات أردوغان غير المدروسة وتعنته تجاه صفقة الصواريخ الروسية سيضع تركيا أمام موجة جديدة من العقوبات الأمريكية من شأنها أن تزيد من حدة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وباءت آخر محاولات أردوغان في إقناع نظيره الأمريكي بعدم فرض هذه العقوبات بالفشل، فإرسال صهره وزير المالية بيرات البيرق إلى البيت الأبيض لم يأت بجديد.

والتقى وزير المالية التركي في زيارته الأولى إلى العاصمة الأمريكية بعدد من المسؤولين الأمريكيين أملاً في تحقيق أي تقدم، وإذابة التوتر الذي يخيم على العلاقات بين البلدين.

كما عقد اجتماعاً مغلقاً مع مئات المستثمرين خلال اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، في محاولة لكسب ود واشنطن من خلال وعود بصفقات اقتصادية وتجارية.

وذكرت الصحيفة تحذير وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وعدد من الأعضاء البارزين في مجلس الشيوخ الأمريكي لتركيا، من أنها ستواجه عقوبات بسبب شراء الصواريخ إس-400 بمقتضى قانون يفرض عقوبات على الدول التي تسعى لشراء معدات عسكرية من روسيا.

في المقابل، تقول تركيا إنها باعتبارها عضواً في حلف شمال الأطلسي لا تمثل خطراً على الولايات المتحدة، وإن العقوبات لا تنطبق عليها.

ومن المتوقع أن تبدأ تركيا في نشر منظومة الدفاع الروسية الصنع في غضون شهرين إلى 3 أشهر، وهو إطار زمني لا يترك سوى القليل من الوقت لحل النزاع.

إجراءات عقابية
واتخذت الولايات المتحدة إجراءات عقابية في محاولة لمنع الصفقة، التي تقول إنها قد تسمح لروسيا بالتجسس على مقاتلاتها من طراز F-35.

كما أوقفت وزارة الدفاع الأمريكية تسليم معدات ولوازم الدعم للمقاتلات طراز F-35 إلى تركيا هذا الشهر، كما هددت بوقف جميع المبيعات ما لم تتراجع تركيا عن إتمام صفقة الصواريخ الروسية.

ويصل إجمالي مشتريات تركيا من المقاتلة الأمريكية لأكثر من 8 مليارات دولار، بخلاف الأسلحة والصيانة، وفقاً لتقديرات مصادر من برنامج تصنيع مقاتلة أف-35.

انهيار الاقتصاد
وقالت الصحيفة إنه من المتوقع أن يكون للعقوبات الأمريكية أثر مدمر على الاقتصاد التركي الذي يعاني بطبيعته من انحدار للعملة، إن فرضت.

وكان أثر عقوبات إدارة ترامب العام الماضي على تركيا صادمة، حيث أدت لانهيار العملة التركية، وجاءت تلك الحزمة من العقوبات على خلفية احتجاز أنقرة المطول لقس أميركي، وتم رفع العقوبات في نوفمبر، بعد إطلاق سراحه.

وكانت صفقة الصواريخ الروسية الحدث الأبرز الذي عمق الهوة بين البلدين، إضافة إلى اختلاف وجهات النظر في عدة قضايا خلافية منها الاستراتيجية العسكرية في الصراع السوري وعقوبات إيران وطلبات تركيا من واشنطن لتسليمها رجل الدين المقيم بالولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تحمله أنقرة مسؤولية محاولة انقلاب فاشلة عام 2016.

كل هذه الخلافات لم تترك سوى القليل جداً من الداعمين لأردوغان في الكونغرس الذي قد يرد على أي إعفاء من جانب البيت الأبيض بتشريع منفصل يفرض عقوبات على أنقرة.