الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
السبت 20 أبريل 2019 / 00:52

تركيا تدخل نفق انهيار اقتصادي متفاقم

24 - إعداد: ريتا دبابنه

فيما تراجعت الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حذر محللون اقتصاديون من انهيار اقتصادي تركي "طويل الأمد"، خاصة بعد تقارير حول تلاعب البنك المركزي وتقديمه بيانات وهمية حول حجم الاحتياطيات من العملات الأجنبية لديه.

وفي محاولة لتهدئة الداخل وتدارك الوضع الاقتصادي المنهار فعلياً، تعهد وزير المالية التركي بيرت البيرغ بزيادة 5 مليارات دولار في البنوك لمساعدتها على مواجهة الارتفاع المتوقع في التخلف عن السداد.

وقال البيرغ أيضاً إن الهيكل الضريبي الجديد للحكومة، سيقلل الإعفاءات ويخفض ضريبة الشركات تدريجياً، بينما يحارب الاقتصاد غير المسجل ويفرض ضريبة على الدخل المرتفع بصورة أكثر إنصافاً، على حد تعبيره.

إلا أن كبير خبراء الأسواق الناشئة في مؤسسة "تي إس لومبارد"، المحلل الاقتصادي لاري برينارد، قال في تصريحات لصحيفة "إكسبريس"، إن "حكومة أردوغان لا تزال تفتقر إلى استراتيجية قابلة للتطبيق لتعزيز الاستقرار المالي".

أزمة طويلة الأمد
وأضاف أنه "من غير المحتمل أن تحقق خطتها الجديدة تقدماً في تنظيف ميزانيات البنوك، هذا يشير إلى وجود ضغوط مالية واقتصادية طويلة الأمد في انتظارها".

وعبر فرانك غيل، كبير المحللين السياديين في "ستاندرد آند بورز"، في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، عن شعور مشابه، حيث تساءل عما "إذا كانت الليرة لا تزال عملة تستحق الاستثمار فيها".

وقال: "في رأينا أن حزمة الإصلاح لم تجب على هذا السؤال".

ويأتي ذلك بعد أن قالت وكالة التصنيف موديز، إن حزمة الإصلاحات التركية المزعومة لم تقدم المعلومات الكافية للمساعدة في استعادة الاقتصاد المترنح.

سياسات أردوغان
ويرى مراقبون، أن سياسات أردوغان الأخيرة، بداية من تدخلاته بشكل مباشر بسياسة البنك المركزي التركي، ومحاولته فرض سيطرته على سياساته النقدية، أثارت مخاوف المستثمرين الذين اعتبروا أن البنك المركزي يفقد اسقلاليته.

وجاء ذلك بعد تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز"، فضح تلاعب البنك المركزي بما يخص حجم الاحتياطيات من العملات الأجنبية لديه، ما أثار حفيظة أردوغان وجعله يوجه سيلاً من الاتهامات للصحيفة، والتشكيك بنواياها.

وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" كشفت أن البنك المركزي التركي زاد احتياطياته من العملات الأجنبية بمليارات الدولارات عبر الاقتراض قصير الأجل وليس عبر تراكم الدولارات.

وأظهرت حسابات "فايننشال تايمز" أن هذه الاحتياطات تعززت من خلال الارتفاع غير المعتاد في استخدام الاقتراض قصير الأجل منذ 25 مارس (آذار)، ونقلت عن محللين أن ذلك يثير المخاوف من أن تركيا تبالغ في تقدير قدرتها على الدفاع عن نفسها في أزمة الليرة الجديدة.