رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.(أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.(أرشيف)
الأحد 21 أبريل 2019 / 09:52

بعد فوزه في الانتخابات.. ماذا ينتظر نتانياهو؟

بنتيجة الانتخابات الإسرائيلية التي أجريت في 9 أبريل (نيسان)، فازت الكتلة اليمينية بقيادة حزب الليكود وزعيمه رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، ب 65 مقعداً من إجمالي 120 مقعداً في الكنيست.

إذا قدمت صفقة ترامب دعماً اقتصادياً للفلسطينيين في مقابل تخليهم عن مطلبهم لاقامة الدولة، فهم، على الأرجح سيرفضونها. وعندها سيصور اليمين الإسرائيلي الرفض الفلسطيني على أنه رفض للتعاون

وكان ذلك الاقتراع، برأي ألوف بين، رئيس تحرير صحيفة "هآرتس"، بمثابة استفتاء على قيادة نتانياهو، في ضوء انتظار توجيه ثلاث تهم إليه في قضايا فساد. ولأول مرة منذ عشر سنوات، واجه نتانياهو منافساً قوياً تمثل في شخص بيني غانتز، جنرال متقاعد حاز على دعم المؤسسة العسكرية، ونخبة قديمة.

ومهد هذا الفوز الطريق كي يرأس نتانياهو خامس حكومة ستكون أهم أهدافها حماية رئيس الوزراء من نظام عدالة قضائية، وتطبيع الوضع القانوني للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وتقييد استقلالية المحكمة الإسرائيلية العليا. وسوف تعقد انقسامات وسط شركاء نتانياهو المحتملين عملية تشكيل ائتلاف حكومي، لكنها لن تمنعه، لأن اليمين الإسرائيلي متماسك إيديولوجياً، كما يتسم نتانياهو بمهارة سياسية.

نتيجة غير مفاجئة
ووفق ما عرضه بين، في موقع "فورين أفيرز"، لم تكن نتيجة الانتخابات مفاجئة. فقد دلت جميع استطلاعات الرأي، فوز اليمين بالغالبية. وقد بنى حزب أزرق أبيض بقيادة غانتز استراتيجية طويلة الأجل على أمل إخفاق أحزاب يمينية صغيرة في تجاوز عتبة 3.25% لدخول الكنيست، وبالتالي تجريد نتانياهو من أغلبيته، وإجبار الليكود، أو المتشددين على الدخول في صفقة.

لكن غانتز سيقود المعارضة، وسيتعرض لضغوط كي ينضم إلى حكومة وحدة بقيادة نتانياهو، وهو ما تعهد بالامتناع عنه.

تكتيكات التشهير
وبرأي كاتب المقال، كانت الحملة الانتخابية بشعة. وفي البداية، حاول نتانياهو إقناع المدعي العام الإسرائيلي، أفيخاي مانديلبيلت، بتأجيل نشر مسودة لائحة الاتهام. وعندما فشل، تحول رئيس الوزراء لتكتيكات التشهير وسعى لتصوير غانتز كحدث مرتكب جرائم جنسية، وخطر أمنياً (زعمت استخبارات إسرائيلية أن إيران اخترقت موبايل كانتز)، وأنه معتوه وفاسد.

 وتجاهل غانتز وأنصاره تلك الاتهامات، ولكنهم ردوا عبر اتهام رئيس الوزراء بالخيانة. فقد ذكَّر حزب أبيض أزرق الناخبين بأن نتانياهو منح ألمانيا ضوءًا أخضر لبيع غواصات معقدة إلى مصر، وأخفى الأمر عن قادة الجيش. وانشغلت الصحافة بالاتهامات والاتهامات المضادة، ولكن ذلك لم يحمس الإسرائيليين، الذين لم تتجاوز مشاركتهم في الانتخاب نسبة 68.5%، وهو أضعف إقبال شهدته إسرائيل منذ 1999.

تعزيز
وحسب الكاتب، نجح كلا من نتانياهو وغانتز في تعزيز أحزابهم، حيث سيشغل الليكود مع أزرق-أبيض الغالبية في الكنيست، لأول مرة منذ 1992.

ومن جديد، يعزى فوز الليكود لاستراتيجيته تجاه الأقليات. فقد شكل تحالفات مع يهود متشددين صوتوا بأعداد كبيرة، وحاول تهميش ناخبين عرب مع أحزابهم، والذين كان إقبالهم ضعيفاً جداً. وعلى سبيل المثال، وصلت نسبة مشاركة يهود متشددين في مستوطنة موي إن إليت إلى 84.5% بينما لم يتعد الإقبال على الانتخابات في الناصرة، أكبر بلدة عربية في إسرائيل، نسبة 39.8%، ما منح ميزة متأصلة للكتلة اليمينية.

ومنذ عودته إلى السلطة في 2009، بذل نتانياهو قصارى جهده لتصوير الأحزاب العربية كطابور خامس.

ونجح هذا التكتيك في تخويف أحزاب صهيونية يسارية من تبني قضية مشتركة مع أحزاب عربية، ما يمنع تشكيل ائتلاف يساري. وفي 2015، شكلت أحزاب عربية قائمة مشتركة من المرشحين وحصدوا 13 مقعداً، ما جعلهم ثالث أكبر حزب في الكنيست السابق. وجاء رد فعل ائتلاف نتانياهو عبر تمرير قانون "الدولية القومية"، الذي يقضي بجعل إسرائيل وطناً قومياً لليهود فقط، أي منح غير اليهود مكانة من الدرجة الدنيا. وفي الحملة الأخيرة، مضى نتانياهو أبعد من ذلك، واصفاً أحزاباً عربية بأنه "أنصار الإرهاب".

قوة سياسية
وحسب الكاتب، أظهر نتانياهو، قبيل الانتخاب، قوته السياسية عبر حصوله على دعم رؤساء الولايات المتحدة وروسيا والبرازيل. وكما كان متوقعاً، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأكثر كرماً عندما أعلن أن الولايات المتحدة سوف تعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة منذ 1967. واستثمر نتانياهو هذا التصريح بمراهنته على نيل بركة أمريكا في حال ضمت إسرائيل مستوطنات في الضفة الغربية، أو بعضاً منها.

إلى ذلك، تعهد البيت الأبيض بنشر "صفقة القرن" لإنهاء الصراع الإسرائيلي – العربي بعد أداء الحكومة الإسرائيلية الجديدة القسم.

لكن، برأي الكاتب، إذا قدمت صفقة ترامب دعماً اقتصادياً للفلسطينيين في مقابل تخليهم عن مطلبهم لاقامة الدولة، فهم، على الأرجح سيرفضونها. وعندها سيصور اليمين الإسرائيلي الرفض الفلسطيني على أنه رفض للتعاون، وسوف يستخدمه لتبرير مطالب بضم مناطق استيطانية. وفي الماضي رفض نتانياهو تلك المطالب، لكنه بات اليوم مستعداً لتلبيتها من أجل اجتذاب ناخبي مستوطنات ومن اليمين المتطرف.