من إحدى دورات معرض أبوظبي الدولي للكتاب السابقة (أرشيف)
من إحدى دورات معرض أبوظبي الدولي للكتاب السابقة (أرشيف)
الأحد 21 أبريل 2019 / 20:05

العرب والهنود

يفتح معرض أبوظبي أبوابه في دورته الجديدة لعام التسامح، مستنداًً على نجاحات مشهودة، وتطورات ملحوظة جعلت منه واحدا من أهم المعارض في الوطن العربي. ليصبح جديده مترقباً ومنتظراًً بشغف. فقد أصبح المعرض مرتبطا بجائزة زايد للكتاب، وبالبوكر العربي وكلاهما مترقب من مثقفي الوطن العربي. وأصبح الإعلان عن ضيف شرف معرض أبوظبي كترقب رؤية الهلال. ومن الجميل أن قمر هذه السنة هو القمر الهندي.

مرحبا بالهند، ترحيباً لا يستثني شيئاَ من مكونات الثقافة الهندية. ترحيباً غير مشوب بتحفظات المتشددين

الهند،. بلد الحضارة العريقة، والروحانية المسالمة. كانت درة التاج البريطاني في امبراطوريتها التي لا تغيب عنها الشمس. واحتضنت غاندي المقاوم المسالم الذي ألهم مواطنيه وهزم أعداءه بسلاح السلم.

قدمت الهند للعالم ثقافةً لم نكن نعرف منها سوى الإنتاج البوليودي الضخم. قبل أن نكتشف أن وراء هذا الفن السينمائي أدباً راقياً، وتقنيات تصوير متقدمة تجعل من الفيلم الهندي قيداً يأسر مشاهديه.

الهنود الذين ملؤوا شبه القارة الهندية، أبهروا العالم الغربي بإتقانهم للتقنية، وتمكنهم من الإدارة. ولم يكن مستغرباً أن تسلم كبرى الشركات العالمية إدارتها التنفيذية لهنود عصاميين اتخذوا العلم مركباً فاخترق بهم محيطاته الكبرى كلها.

نحن والهنود تاريخ مترابط، وتجارة متبادلة، ونسب متكرر، وعلاقات عميقة. وقد نشأ جيل من أجيال الخليج في بداية النهضة كان كلما سمع عن مسافر خارج الجزيرة عبر البحار والموانئ فإنه يخمن مباشرة أنه مسافر للهند.

اليوم تحتفي أبوظبي بالهند، ثقافةً، وفكراً، وكتاباً. وفاءً لشجرة زرعها الشيخ زايد رحمه الله في الهند، وسقاها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في زيارته الأخيرة مترسماً خُطى المغفور له، ناشراً روح التسامح في شبه القارة الهندية، إذ أن ذلك هو ما تحتاجه تلك المنطقة تحديداً، ويحتاجه العالم عموماً.

أجيالنا الناشئة تحتاج أن تواصل إرثها الذي أخذته عن الأجداد، حين كان العرب والهنود شركاء مصير. نحتاج أن ندرس منظومة القيم المجتمعية في الهند لنرى كيف يُمكن لقارة تضم أعراقاً وأدياناً مختلفة، أن تسعى إلى جعل التسامح والتقبل، رائدها وسبيل نهضتها.

مرحباً بالهند، ترحيباً لا يستثني شيئاَ من مكونات الثقافة الهندية. ترحيباً غير مشوب بتحفظات المتشددين. فالمتشددون لم يعد لهم مكان في عالم ينشد الجمال والسلام عن طريق التسامح.