الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته السابق أحمد داود أوغلو.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته السابق أحمد داود أوغلو.(أرشيف)
الثلاثاء 23 أبريل 2019 / 11:46

أردوغان يواجه تمرداً داخل حزبه

لفت تقرير بموقع "بلومبرغ" إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه تمرداً ضده داخل حزبه الحاكم العدالة والتنمية، وهو أمر نادر الحدوث، وربما يقود المعارضة الداخلية إلى تشكيل حزب سياسي جديد.

داود أوغلو: لا يمكننا معالجة الأزمة الاقتصادية من خلال انكار وجودها، وثمة أزمة حكم في جذور الأزمة الاقتصادية التي نعيشها

ويُشير التقرير، الذي أعده الصحافيان فرات كوزوك وكريم كركايا، أن حلفاء أردوغان السابقين يهاجمون قيادته للبلاد عقب التدهور الحاد الذي تشهده تركيا وخسائر الحزب الحاكم في الانتخابات المحلية الأخيرة.

سياسات متغطرسة
وينقل التقرير عن رئيس وزراء تركيا السابق أحمد دواود أوغلو، الذي كان خليفة أردوغان المُختار بعناية لرئاسة حزب العدالة والتنمية، قوله: "يجب مواجهة حقيقة تراجع التأييد الشعبي بسبب السياسات المتغطرسة".

وعلى الرغم من أن البيان الصادر عن داود أوغلو يوم الاثنين قد تجنب أي انتقاد شخصي لأردوغان، إلا أنه انتقد السياسات الخاضعة للرئيس من إدارة الاقتصاد وحتى كبح الحريات الأساسية والضغط على حرية التعبير.

ولايزال داود أوغلو عضواً في حزب العدالة والتنمية، رغم أنه لم يعد عضواً في البرلمان. وهو يرى أنه لا يمكن إدارة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا من خلال إنكار وجودها؛ حيث إن أزمة الحكم تكمن في جذور الأزمة الاقتصادية الراهنة.

مصير مجهول
وينوه التقرير أن أردوغان يبذل قصارى جهده في السيطرة على طريقة سرد الأزمة السياسية والاضطراب في تركيا، وتضييق الخناق على المعارضة. ولكن بعد عقدين تقريباً من الاستحواذ على السلطة في البلاد، بات مصير الرئيس التركي وحزبه مجهولاً بسبب الخسائر غير المسبوقة في انتخابات المدن الكبرى، فضلاً عن حقيقة أن الاقتصاد على حافة الهاوية نتيجة هبوط العملة التركية إلى أدنى مستوياتها والتهديد الذي يلوح في الأفق بفرض المزيد من العقوبات الأمريكية.

وكان داود أوغلو حذر من الابتعاد عن اقتصادات السوق الحر، وبخاصة لأن التحالف الانتخابي لحزب العدالة والتنمية مع القوميين المتطرفين يجعل الحزب الحاكم رهينة لجماعة سياسية صغيرة، ولكن وسائل الإعلام التركية الموالية لحكومة أردوغان لم تهتم بدعوة أوغلو للإصلاح.

ويوضح التقرير أن أوغلو، في انتقاده لأردوغان، يواجه زعيماً انتصر على خصوم أقوياء ونجا من محاولة انقلاب في 2016. وعلاوة على ذلك، فإن أردوغان (65 عاماً) حذر أعضاء حزبه مراراً وتكراراً من خيانته، ولم يتسامح مع أي علامة للمعارضة داخل حزبه في الماضي.

حزب جديد
ويعتقد نهاد على أوزكان، محلل استراتيجي بمؤسسة السياسة الاقتصادية التركية في أنقرة، أن داود أوغلو محكوم عليه بالفشل، إذ يفتقر إلى النفوذ على حزب العدالة والتنمية وأنصاره لكي يتحدى حكم أردوغان، الذي لا يزال يسيطر على الحزب.

ويقول تقرير بلومبرغ "حتى الآن ليس من الواضح ما هو الدعم الذي يحظي به أوغلو أو إلى أين سيقود الانتقاد العام لأردوغان، ولكن هذا التمرد من شأنه على الأرجح أن يوفر فرصة لانطلاق حزب جديد يضم الذين يشعرون بالقلق المتزايد إزاء الاقتصاد والتحالف مع حزب الحركة القومية".

ويلفت التقرير إلى أن فوز أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري، بالانتخابات في مدينة اسطنبول قد أسفر عن ارتفاع الليرة التركية يوم 17 أبريل (نيسان) الجاري بعد خسارة حزب أردوغان الحاكم، بيد أنها انخفضت في اليوم التالي بنسبة 1,9% مقابل الدولار بناء على تقارير تفيد بأن البنك المركزي التركي يستخدم قروضاً قصيرة الأجل لتعزيز احتياطياته الأجنبية.

ويختم التقرير بأن أردوغان يحاول التعافي من خسارة المدن التركية الرئيسية في الانتخابات البلدية الأخيرة وخاصة اسطنبول التي صنعت حياته السياسية، ولكن إذا تجاهل اقتراحات منتقديه للاصلاح واختار "شيطنتهم" بدلاً من مخاطبتهم، فإن المعارضة الداخلية قد تجد نفسها مجبرة على تشكيل حزب سياسي بديل.