مقاتلون من الحرس الثوري (أرشيف)
مقاتلون من الحرس الثوري (أرشيف)
الثلاثاء 23 أبريل 2019 / 12:25

تصنيف الحرس الثوري ضربة قوية لإرهاب النظام الإيراني

بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية، قررت واشنطن اعتبار فيالق الحرس الثوري الإسلامي تنظيماً إرهابياً، في ما اعتبره علي رضا جعفر زاده، مؤلف كتاب "الخطر الإيراني"، خطوة كبيرة على طريق محاربة استخدام طهران للإرهاب كأداة لإدارة الدولة.

سيؤدي التصنيف الجديد لإقناع شركات أوروبية بالتفكير مرتين قبل تنفيذ أية استثمارات أو عمليات تجارية في إيران

وقال جعفر زاده، في موقع "واشنطن إكزامينر"، إن القرار الأمريكي قدم بشرى سارة للشعب الإيراني، الذي أحبط الحرس الثوري بعنف شديد محاولاته طيلة 40 عاماً لإحداث تغيير في بلده.

ثلاثة معايير
ويرى كاتب المقال أن الحرس الثوري تنطبق عليه ثلاثة معايير وفقاً للقانون الأمريكي الخاص بالإرهاب، موضحاً أنه "تنظيم خارجي يشارك في عمليات إرهابية، ولديه القابلية والنية للمشاركة في نشاطات إرهابية" وهو" يهدد أمريكيين أو الأمن القومي الأمريكي".

وأخطأ بعضهم في وصف الحرس بأنه جيش تديره دولة، لكن حتى اسم فيالق الحرس الثوري الإسلامي يخلو من ذكر لإيران. وهو لا يعترف بأية حدود. وبوصفه "حرساً للثورة الإسلامية"، فهو يستجيب فقط لأوامر المرشد الأعلى في إيران، ويعمل بمعزل عن الجيش النظامي.

ويعتبر الحرس الثوري نواة لجهاز القمع، والمحرّك الرئيسي للحرب ولتصدير الإرهاب، وهو يدير مشاريع إيران للأسلحة النووية والصاروخية. كما يسيطر على حصة الأسد من الاقتصاد الإيراني.

تسمية مبررة
ومن منظور الشعب الإيراني، تلك تسمية مبررة، وضرورية وطال انتظارها. ووصفت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة في إيران تصنيف الحرس كتنظيم إرهابي بأنه "مطلب قديم ومحق للمقاومة الإيرانية، وحتمي لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وخطوة عاجلة وضرورية لإنهاء الحرب والإرهاب في جميع أنحاء المنطقة والعالم".

وكما يلفت الكاتب، كان رد فعل إيران قوياً. فعلى الرغم من تفاخره وغطرسته المعتادة، بات النظام الديني وحراسه يدركون أنه، منذ هذه اللحظة، أصبحت مساحة تحركهم لتنفيذ عمليات إرهابية مع الإفلات من العقاب، محدودة جداً.

درس قاسٍ
وبرأي الكاتب، كما هو شأن جميع الطغاة، يشير درس قاسٍ استمر 40 عاماً إلى أن الملالي لا ينصاعون إلا عندما يتم التصدي لهم من موقع قوة، ولا يتراجعون إلا حال مواجهتهم بحزم.
وكشفت انتفاضة بدأت في إيران في ديسمبر( كانون الأول)، 2017، وما زالت مستمرة، أن النظام يفتقر لحلول استراتيجية حيال عدد من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ويتداخل هذا الاتجاه مع اقتتال داخلي شرس بين فصائل، وتصاعد عزلة دولية، وبراعة متنامية تبديها المقاومة الإيرانية في الداخل والخارج. وفي المجمل، تبدو طهران أضعف بكثير مما كانت عليه قبل عام، أو نحو ذلك.

مقاضاة
ويرى الكاتب أن تسمية منظمة إرهابية أجنبية يمنح مسؤولين أمريكيين أداة إضافية لمحاكمة أمريكيين يساعدون النظام، بما يضعه في موقف دفاعي، ويضعف معنويات الحرس ووكلاءه. كما سيؤدي مفعول القرار لتجفيف موارد استخدمت لتدريب وتمويل ميليشيات الحرس.
  
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنه حتى ما قبل تصنيفه كمنظمة إرهابية، أعاقت عقوبات أمريكية تمويل طهران لوكلائها الإرهابيين. كما سيرفع التصنيف معنويات الإيرانيين الكارهين للحرس بسبب قمعه للشعب ونهبه ثروته.

كذلك، سيؤدي التصنيف الجديد لإقناع شركات أوروبية بالتفكير مرتين قبل تنفيذ أية استثمارات أو عمليات تجارية في إيران، لعلمهم بأن الحرس الثوري يهيمن على نصف حجم الاقتصاد الإيراني.

وحسب كاتب المقال، يجب أن تكون الخطوة التالية هي تحديد جميع الكيانات التابعة للحرس وإخضاعها للعقوبات. ويمثل تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية ضربة قوية لجهاز إرهاب النظام. ويختم رأيه محذراً من إرهابيي طهران، ومن يعينهم، سيدفعون أخيراً ثمن جرائمهم.