(أرشيف)
(أرشيف)
الثلاثاء 23 أبريل 2019 / 10:27

صحف عربية: استفتاء مصر يصدم الإخوان

24 - معتز أحمد إبراهيم

أبرزت عدد من الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء، مظاهر مشاركة المصريين سياسياً في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وسط تأكيدات بأن هذا الاستفتاء هو انتخاب واختيار لمستقبل أفضل، في ظل التحديات السياسية التي تواجهها مصر والمنطقة.

ووفقاً لهذه الصحف، جاء الاستفتاء ليكشف زيف وكذب مزاعم جماعة الإخوان وأنصارها، ممن رصدوا الملايين وجندوا الميليشيات الإلكترونية لحث المصريين على عدم المشاركة في الانتخابات، وهو ما تأكد مع تدفق المصريين بالآلاف على صناديق الاقتراع في الاستفتاء.

الاستفتاء على المستقبل
وفي التفاصيل، قالت افتتاحية صحيفة الأهرام والتي جاءت بعنوان "استفتاء على المستقبل"، إن مشاركة الآلاف من المصريين في الاستفتاء أكدت إحباط مخططات من حاولوا إفشاله، ومن رصدوا ملايين الدولارات لحث المصريين على المقاطعة.

وأشارت الصحيفة إلى تحمل المصريين للكثير من الأزمات، قائلة إن الجميع تحمل بصبر إجراءات اقتصادية قاسية، والكل الآن بدأ يحصد الثمار. وأضافت "نعم مازالت هناك معاناة، فهذه طبيعة مراحل البناء، ولكن المستقبل بدأ واضحاً مشرقاً للمصريين".

ولفتت الصحيفة إلى أن نعمة الاستقرار ووحدة الشعب تقودان حتماً إلى نتيجة واحدة وهي الانتصار على الصعاب، مشيرة إلى أن الاستفتاء على التعديلات الدستورية لم يكن إلا استفتاءً شعبياً على مستقبل مصر.

عن الحالة المصرية
بدوره، قال المحلل السياسي في صحيفة الشرق الأوسط، الدكتور حسن أبو طالب، إن هناك بعض من الدول العربية والإقليمية المناهضة لمصر، تحاول ترديد الأكاذيب والإشاعات، وترغب في الإضرار بمصر وإدخالها في أزمات لا تنتهي.

ووصف أبو طالب من يرددون الأكاذيب، بأنهم فئات مؤدلجة تنطلق من أمرين، أولهما قلق مركب من أن تشهد بلدانهم نموذجاً آخر لتجربة مصر في "شلح" جماعة الإخوان وإبعادها تماماً عن المجتمع والنظام بل والدولة أيضاً. والثاني ألا يسمحوا للقوات المسلحة بأن يكون لها أي دور في إعداد البلاد لمرحلة جديدة تراعي متطلبات التغيير ومطالب المواطنين.

وأوضح أبو طالب أن طبيعة التوازن المجتمعي والمؤسسي ستكون لها الدور الأكبر في تحديد مسارات التغيير من جانب، كما تحدد صعوباته التي ستفرض نفسها من جانب آخر. ولعل تذكر بعض الوقائع الحاسمة في الحالة المصرية يوضح هذا المعنى. ونبه إلى ما جرى في الانتفاضة الشعبية، بحسب تعبيرة، في يناير (كانون الثاني) 2011، موضحاً أن هذه الانتفاضة شهدت الكثير من النكسات والدمار الذي لحق بالمؤسسات المصرية، وهو الدمار الذي لم يتوقف إلا بدخول المؤسسة العسكرية ووضع حد لهذا العنف.

طعنة للجماعة
من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم مجلس النواب ووكيل لجنة القيم بالبرلمان المصري صلاح حسب الله، إن مشاركة المصريين في الاستفتاء على التعديلات الدستورية تمثل طعنة في قلوب قيادات واعضاء تنظيم الإخوان، وجميع التنيمات والجماعات الإرهابية والتكفيرية التي خرجت من رحمها.

وأشار حسب الله في تصريحات نقلتها صحيفة الشروق المصرية، إلى أن الإقبال، الذي وصفه بالتاريخي، على صناديق الاقتراع يشير إلى مجموعة من الحقائق، أبرزها وأولها أن مجلس النواب كان على حق عندما تقدم عدد كبير من أعضائه بطلب التعديلات الدستورية.

ولفت وفقاً للصحيفة، إلى أن الحقيقة الثانية هي أن الشعب المصري العظيم شارك في الاستفتاء بكل قناعاته عقب نجاح رئيس البرلمان علي عبد العال في إدارة جميع مناقشات وجلسات الحوار الوطني. أما الحقيقة الثالثة فتتمثل في أن نتائج المشاركة في الاستفتاء ستكون كبيرة، وستؤكد للعالم أن المصريين يمارسون حقوقهم الديمقراطية بحرية، وهو ما تأكد منه العالم بعد الاستفتاء.

تأكيد المؤكد فى مشاهد الاستفتاء
من جانبه، قال محمد الدسوقي رشدي الكاتب بصحيفة اليوم السابع، في تحليل له، إن كل عمليات الاقتراع التى تلت ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، سواء كانت انتخابات برلمانية أو رئاسية أو استفتاء على الدستور أو تعديلاته، كانت كاشفة وفاضحة. وأوضح إنها كانت كاشفة لوعي الشعب المصري وإدراكه المستمر على التحرك في الوقت المناسب لدعم الوطن، بخلاف إدراكه لأهمية المشاركة وقيمة صوته الانتخابي بشكل ربما يكون هو المكسب الأهم والأكبر لثورتي 25 يناير و30 يونيو.

وأضاف أنها كانت فاضحة لحقيقة حجم تأثير أصحاب الأصوات العالية على مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات الإخوانية التي تبث من الخارج، التي يتكشف لنا مع مرور الوقت أننا أمام صدى صوت تردده في الجنبات لا يعبر أبداً عن أي تأثير حقيقي وفعال على أرض الواقع.

وأوضح رشدي أنه يحسب لطوابير المصريين المشاركين في الاستفتاء على التعديلات الدستورية استمرارها فى فضح طفولية الممارسة السياسية التى يقوم بها الإخوان والنشطاء الذين لم يدركوا حتى الآن، ورغم الخسائر المتتالية أن دور العامل فى المجال السياسي هو التأثير في الناس وليس السخرية منهم أو اختياراتهم حتى ولو كانت هذه الاختيارات على خلاف هواهم.