زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أرشيف)
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أرشيف)
الثلاثاء 23 أبريل 2019 / 11:12

كيم في روسيا.. ما الذي يريده من بوتين؟

24 - أحمد إسكندر

استحوذ رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون على اهتمام المجتمع الدولي في الآونة الأخيرة ويعود إلى صادرة العناوين الرئيسية مرة أخرى بالإعلان عن زيارة مرتقبة لروسيا ولقاء الرئيس فلاديمير بوتين الشهر الجاري، بحسب ماذكرت الشبكة التلفزيونية الصينية "CGTN".

كيم أطلق أخيراً حملات دبلوماسية مختلفة توج أبرزها بلقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرتين خلال بضعة شهور، لكنه استبعاد أحد الممثلين السياسيين المهمين عن الأجواء، هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتأخر اجتماع كيم وبوتين الذي طال انتظاره، والسؤال هنا ماذا يريد كيم من هذه الموجة الدبلوماسية مع الرئيس الروسي؟.

تأجيل الزيارة
في الوقت الذي ساعدت فيه دبلوماسية قمة كيم في تغيير المشهد الجيوسياسي في شمال شرق آسيا، أصبحت التكهنات التي لا تنتهي حول زيارته الوشيكة لروسيا أكثر وحشية عندما زار وزير الخارجية الروسي لافروف بيونغ يانغ في مايو(أيار) الماضي ومدد دعوة بوتين لكيم نيابة عن الرئيس بوتين.

بالنظر إلى النكسة في اجتماع كيم وترامب الثاني وما تلاه من توتر حاد بين بيون يانغ وواشنطن، فإن القمة المرتقبة بين كيم وبوتين تثير الكثير من الاهتمام.

من المؤكد أن زيارة كيم تساعد على الوفاء بأحد التزاماته التي طال انتظارها وتذكر العالم بأنه يولي أهمية قصوى لعلاقاته الشخصية مع بوتين وكذلك العلاقات بين الدولتين.

دبلوماسية مزدحمة
تحركات الزعيم الكوري وجدول أعمال زيارته الذي وصف بـ"الدبلوماسية المزدحمة" تم تصميمه في المقام الأول لكسر العزلة كوريا الشمالية وتحويل الانتباه الدولي للعقوبات الاقتصادية.

عطفاً على ماسبق عادت العلاقات بين كوريا الديمقراطية والصين واستعادت زخمها، وبدأت العلاقات بين الكوريتين تتمتع بالتقارب الذي تم التوصل إليه بشق الأنفس، وفي نفس الوقت حركت كوريا الشمالية خطوط الاتصال مع الولايات المتحدة التي جمدت إلى أكثر من 65 عاماً، وعلى الرغم من ذلك فشلت قمة كيم ترامب الثانية في التوصل إلى اتفاق لكن الباب لم يغلق أمام الدبلوماسية والسياسيين للمحاولة مرة أخرى.

أجندة اللقاء
في اجتماعهم المرتقب (كيم وبوتين) سيسعى كيم إلى التعرف على بوتين شخصياً وبناء علاقة قوية معه، وتذهب التوقعات إلى أن يناقش كيم مع بوتين قضيتان رئيسيتان، هم الوضع الحالي في شبه الجزيرة الكورية وتعاونهما الاقتصادي الثنائي.

ستركز محادثاتهم بحسب مراقبين على القضايا المتعلقة بالعلاقات الكورية الكورية ومع الولايات المتحدة والعقوبات الاقتصادية المفروضة بسبب البرنامج النووي الكوري، وهنا يبرز توافق روسي أمريكي واضح تماماً فيما يتعلق بالقضية النووية، ورسيا تصر على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، كما أنها أيدت بعض أصعب العقوبات ضد كوريا الشمالية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الماضي، ولكنها أوضحت أيضاً أنه لا يمكن إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية "دفعة واحدة".

خطوات ملموسة
بعد أن اتخذت كوريا الشمالية تدابير أولية لتجميد تجاربها النووية والصاروخية وتفجير موقع التجارب النووية، بدأت روسيا الدعوة إلى رفع عقوبات الأمم المتحدة ضدها.

ودعت روسيا والصين في سبتمبر (أيلول) الماضي بشكل مشترك إلى رفع العقوبات ضد كوريا الديمقراطية في مجلس الأمن على أساس أن "التطورات الإيجابية" في العلاقات بين الدولتين الكوريتين، مقترنة بعلاقات أكثر دفئاً مع الولايات المتحدة.

هذه المرة سيسعى كيم للحصول على دعم بوتين الدبلوماسي الإضافي بشأن القضايا النووية والعقوبات وقد يشجع روسيا على لعب دور أكثر نشاطًا في تشجيع التشاور الثلاثي بين روسيا والصين وكوريا الجنوبية.

وعلى الرغم من أن كيم وحكومته يشجعان الاعتماد على الذات، إلا أن المساعدة الخارجية، مادياً ومعنوياً، مرحب بها دائماً في بيونغ يانغ، وبالمقارنة مع فشل الاجتماع الثاني بين كيم وترامب، من المرجح أن يكون لقاء كيم مع بوتين ناجحاً في كل المجالات.