الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الأربعاء 24 أبريل 2019 / 11:26

من اسطنبول إلى ليبيا.. مغامرات أردوغان تنقلب ضده

تطرقت أسبوعية "العرب" اللندنية إلى مشاكل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الداخلية التي ضاعفها اعتراضه على نتائج الانتخابات المحلية التي قد تدفعه إلى تبني مغامرات خارج حدود بلاده سعياً منه إلى تشتيت انتباه المواطنين الأتراك عن تلك المشاكل.

في ليبيا، تذكر تقارير أنّ أنقرة تنضم إلى قطر لمساعدة المجموعات الإسلامية والميليشيات المتحالفة مع حكومة فايز السراج في طرابلس

وكتبت أنّه يبدو على حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنها دخلت حالة إنكار لنتائج تلك الانتخابات التي شهدتها تركيا في 31 مارس (آذار) الماضي.

بشكل واضح، لم تكن هذه الحكومة تتوقع الانتكاسات التي عانى منها حزب العدالة والتنمية في عدد من المدن، بما فيها العاصمة أنقرة. لكن الأبرز كان ردة فعلها إزاء خسارة اسطنبول. على مدى 17 يوماً، انخرط حزب العدالة والتنمية في اعتراضات على النتائج والمطالبة بإعادة فرز الأصوات في تلك المدينة.

 صدقيته على المحك

وحتى بعدما تولى رئيس البلدية الفائز من حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو منصبه الجديد، لم يكن أردوغان سيسلم بهذه النتيجة. طالب حزبه بإلغاء الانتخابات وتنظيم أخرى بعد 25 سنة من سيطرة رؤساء البلديات الإسلاميين عليها. وقال الرئيس التركي في 18 أبريل الحالي: "سوف نواصل كفاحنا حتى النهاية. حين تقول اللجنة العليا للانتخابات الكلمة الأخيرة، سيتم إغلاق المسألة بالنسبة إلينا".

شكلت خسارة مدينة اسطنبول، المركز المالي الأكثر أهمية داخل تركيا، ضربة قوية لأردوغان الذي وضع صدقيته على المحك من خلال خوض حملات انتخابية قاسية في المدينة التي بدأ مسيرته السياسية منها. واسطنبول هي أيضاً شريان الحياة للرعاية السياسية والمصالح التجارية لحزب العدالة والتنمية.

من ملاعب كرة القدم إلى الأسواق الباهتة
كانت هنالك آثار مضاعفة على الرأي العام بسبب الجهود الحثيثة للحزب الحاكم من أجل منع إمام أوغلو من الحصول على التفويض لتسلم رئاسة بلدية المدينة. حتى مشجعو كرة القدم هتفوا في إحدى مباريات الديربي التي أقيمت في اسطنبول: "أعطوا التفويض. أعطوا إمام أوغلو التفويض الآن".

هز غياب اليقين الذي تسببت به المساومة حول نتائج الانتخابات البلدية الأسواق المالية ودفعت الليرة التركية إلى التراجع. وأثرت التوترات أكثر على مناخ استثماري باهت أصلاً. وفي حديث إلى وكالة رويترز الأمريكية، قال المحلل الاستراتيجي البارز للأسواق الناشئة في شركة بلو باي لإدارة الأصول تيم آش: "من منظور الأسواق، إنّ فترة مطولة من غياب اليقين حول الانتخابات تعد فكرة سيئة".

سحب الفوز بالقوة

لم تنته حالات اللايقين بما أن هنالك احتمالاً لتنظيم انتخابات ثانية في اسطنبول في 2 يونيو (حزيران) المقبل، إذا قبلت اللجنة العليا للانتخابات طلب حزب العدالة والتنمية. وأعلنت هذه اللجنة إسقاط مرشحين ناجحين في ثماني بلديات واقعة جنوب شرق تركيا مع العلم أنّها سمحت سابقاً لهؤلاء السياسيين بالترشح إلى الانتخابات. ومنحت اللجنة الفوز للمرشحين الذين حلوا في المرتبة الثانية ليستفيد من ذلك حزب العدالة والتنمية.

مغامراته الإقليمية ستضاعف مشاكله

هنالك حذر وسط الخبراء الإقليميين من أن تدفع التحديات السياسية والاقتصادية الداخلية الرئيس التركي إلى التفكير بحيل تشتيتية. إنّ زعم السلطات التركية بأنها أوقفت فلسطينيين "يتجسسان" لصالح الإمارات العربية المتحدة يناسب هذا النمط.

من أجل التودد إلى حلفاء الحزب الحاكم القوميين، يمكن أن تجذب المغامرات العسكرية خارج الحدود التركية تفكير أردوغان. تخطر سوريا في البال وكذلك ليبيا. في هذه الدولة المضطربة من شمال أفريقيا، تذكر تقارير أنّ أنقرة تنضم إلى قطر لمساعدة المجموعات الإسلامية والميليشيات المتحالفة مع حكومة فايز السراج في طرابلس. وتؤكد الصحيفة ختاماً أنّ تشابكاً مثل ذلك لا يمكنه إلا أن يضاعف المشاكل الإقليمية لتركيا المنهكة أصلاً.