الأربعاء 24 أبريل 2019 / 10:55

صحف عربية: عقوبات النفط قشة ستقصم ظهر إيران

24- معتز أحمد إبراهيم

تتواصل ردود الفعل على الساحة العربية عقب إقرار الولايات المتحدة لمنظومة تفعيل العقوبات على إيران، وسط تعهد أمريكي بالتصدي لأي محاولة إيرانية للإضرار بالخليج.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، فإن تأثير هذه العقوبات سيصل بدوره إلى العراق، فيما توقعت مصادر أن تكون هذه العقوبات بمثابة القشة التي ستقصم ظهر إيران، وتتصدى لأنشطتها العدوانية.

ردع أي تلاعب إيراني
نقلت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، تصريحات الممثل الخاص لشؤون إيران في وزارة الخارجية الأمريكية بريان هوك، والذي حذر إيران من تنفيذ تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز. وأكد هوك أن بلاده ستمنع تنفيذ مثل هذا التهديد، وستقوم بإرسال قوات أمريكية لإعادة فتح المضيق في حال إغلاقه.

وشدد هوك على حرص الولايات المتحدة على سلامة المرور البحري في مضيق هرمز، لحماية تدفق حركة الملاحة للمسار التجاري وغير التجاري، لافتاً إلى أن النظام الإيراني شكل طوال 40 عاماً تهديداً إقليمياً ومنع أي ردود تجاه أفعاله، لكن المجتمع الدولي يحتاج الآن إلى ردع مافيا النظام الإيراني ووقف اعتداءاته، كي لا يشهد مزيداً من التصعيد.

وأضاف هوك، أنه من المتوقع أن يحدث تصفير لصادرات إيران النفطية، مشيراً إلى أنه عندما فرضت الولايات المتحدة العقوبات على إيران مطلع نوفمبر الماضي ووضعت إعفاءات، كان ذلك بهدف منح مهلة لهؤلاء لإيجاد بديل، بالإضافة إلى التأكد من أن أسواق النفط لن تتأثر جراء توقف الصادرات النفطية الإيرانية.

رقصة العقوبات الأخيرة
وعلى صعيد متصل، قال الكاتب رامي الخليفة العلي في مقال بصحيفة "عكاظ" السعودية، إن النظام الإيراني يعاني صعوبات بالغة نتيجة العقوبات الأمريكية الحالية، لافتاً إلى أن مجرد التلويح بالعقوبات أدى إلى انهيار في العملة الإيرانية، وكذلك إلى تراجع كبير على مستوى الاقتصاد الإيراني.

وأضاف الكاتب، أنه تلا ذلك العقوبات الأخرى التي جاءت في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، حيث أخرجت إيران من النظام المصرفي العالمي(سويفت)، وبالتالي أصبح هنالك صعوبات لدى الشركات الكبرى، ولدى الدول الأخرى في التعامل المالي مع النظام الإيراني، ولكن العقوبات الأهم كانت العقوبات التي تفرض على الدول التي تشتري النفط الإيراني.

وأشار الكاتب، إلى أن إيران خلال السنوات الماضية استطاعت مواجهة العقوبات التي فرضت من الأمم المتحدة، وكذلك من الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن هنا يوجد فارق بسيط وأساسي وجوهري ومهم للغاية، وهو أن العقوبات السابقة لم تستهدف النفط، موضحاً أن القطاع النفطي يعتبر السلعة الاستراتيجية الأغلى من الناحية الاقتصادية، وكذلك من الناحية السياسية والعسكرية، وبالتالي هذه المرة العقوبات سوف تكون أمضى، وسوف تكون أداة فعالة في يد الولايات المتحدة الأمريكية لتغيير السلوك الإيراني في المنطقة.

واختتم الكاتب بالقول، إنه "وفي مواجهة كل ذلك تبدو خيارات النظام الإيراني في الرقصة الأخيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية محدودة للغاية".

صيف عراقي ساخن
وفي سياق مختلف، توقعت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، أن يحل صيف حار على البلاد تأثراً بتطورات الموقف بالعراق، وقالت الصحيفة، إن "الكثير من العراقيين يتابعون تطورات الموقف في إيران الآن"، مشيرة إلى أن "واشنطن وفي حال لم تمنح استثناءات جديدة للعراق بشأن استيراد الغاز والكهرباء من إيران، فإن منظومة الطاقة الكهربائية مرشحة لأن تفقد أكثر من 4000 ميغاواط، الأمر الذي سيجعل الصيف العراقي ساخناً بشدة هذا العام".

ولفتت الصحيفة، إلى أن الصيف العراقي الساخن أصلاً حتى بوجود أكثر من هذه الكمية، مرشح لأن يزداد سخونة هذا العام، إذا تم منع العراق من استيراد الطاقة من إيران.

وبدوره، أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي فرات التميمي، وفق الصحيفة، أن الحكومة العراقية لم تستفد في الواقع من الاستثناءات السابقة التي منحتها لها الولايات المتحدة، الأمر الذي يتطلب تحركاً سريعاً لمواجهة أزمة كبيرة محتملة، مع أن الإجراءات حتى في حال التوجه إلى البدائل لن تكون سريعة"، مبيناً أن "العراق يحتاج إلى فترة استثناء أطول من الولايات المتحدة مع التفكير الجدي في البحث عن بدائل مع معرفة الجميع أنها تأخذ وقتاً".